اخبار المنظمة

سياسة أوروبا في التفريق بين اللاجئين والمهاجرين بعد مشكلة “الغرق”

 بعد مأساة شاحنة الدواجن التي عثر فيها على 72 جثة للاجئين يريدون الدخول الى دول أوروبية، إلى قصة الطفل السوري “عيلان كردي” الذي عثر على جثته على ساحل مدينة بودروم التركية، وقصص ومآسي اللاجئين في القطارات والحافلات، انشغلت حكومات أوروبية أمام ضغوط الرأي العام في التفرقة بين “اللاجئين” و”المهاجرين”، وأنها قد تقبل اللاجئين لأسباب إنسانية، ولا تقبل “المهاجرين” لأسباب اقتصادية، كما جاء في تصريحات رئيس الوزراء الإسباني، فيما انشغلت حكومات أخرى في البحث عن “ديانة” اللاجئين، فإذا كانوا من “المسيحيين” السوريين والعراقيين فإنها تقبلهم، ولكن لن تقبل بلاجئين مسلمين، كما حدث في بلجيكا وسلوفينيا، وتصريحات رئيس الوزراء المجري، وتأكيده أن “أوروبا أغرقت بلاجئين معظمهم مسلمين”، وقال “المهم بالنظر إلى الموقف هل يمكن الحفاظ على الجذور المسيحية لأوروبا، أم أنها لم تعد كذلك وهذا في حد ذاته يدق ناقوس الإنذار، فالحضارة الأوروبية ليست في موقف يتيح لها الاحتفاظ بقيمها المسيحية”.

رئيس الوزراء الإسباني “ماريانو راخوي”، اعتبر صور جثة الطفل السوري الغريق على ساحل مدينة بودروم التركية بالحدث الـ”دراماتيكي وتقشعر له الأبدان”، مؤكداً ضرورة التفريق بين طالبي اللجوء لأسباب اقتصادية من المهاجرين، وبين اللاجئين، جاء ذلك في تصريح أدلى به لأحد الإذاعات الإسبانية، اليوم الخميس، قال فيه “ليس بوسع الاتحاد الأوروبي قبول كل من يأتي إليه، لذلك من الواجب إعداد خطة موسعة بين البلدان الأوروبية، والبلدان التي ينطلق منها المهاجرون لأسباب اقتصادية لإيقاف تدفقهم إلى أوروبا”.

وذكر “راخوي” أن الاتحاد الأوروبي اتخذ قرارًا بقبول 40 ألف سوري وإريتيري من الموجودين في اليونان وإيطاليا، وأن حصة إسبانيا منهم 2700 شخص، فيما قال رئيس الوزراء المجري “فيكتور أوربان”، بخصوص أزمة المهاجرين غير الشرعيين، “إن الشعب المجري والأوروبي تحت الخطر بسبب أزمة المهاجرين، فالقادة ورؤساء الحكومات الأوروبية غير قادرين على ضبط الوضع”.

وأوضح أوربان في مؤتمر صحفي جمعه برئيس البرلمان الأوروبي “مارتن شولز” في العاصمة البلجيكية بروكسل، أن المجر تقوم بكل بما يتناسب مع القواعد الأوروبية، متعهدًا بتطبيق كافة القواعد التي وضعتها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ودعا “أوربان”، إلى عدم توجيه الانتقادات لبلاده لقيامها بما هي “مضطرة عليه”، مبينًا أن رؤساء حكومات ألمانيا والنمسا طلبوا من المجر بشكل واضح عدم ترك أحد من المهاجرين دون تسجيله لديها، قائلًا: “لا يمكن لأحد أن يذهب إلى ألمانيا والنمسا من المجر دون التسجيل، فهذه ليست استراتيجية وإنما امتثال للقوانين”.

وتابع أوربان”المشكلة ليست مشكلة أوروبا، وإنما مشكلة ألمانيا، فلا أحد يريد البقاء في المجر، إذ لا يوجد لدينا مشكلة مع من يريد البقاء لدينا، ولكن لا أحد يريد البقاء في المجر وسلوفاكيا وأستونيا، فالجميع يريد الذهاب إلى ألمانيا، حيث إن مهمتنا هي تسجيلهم لدينا، كما أن المستشارة الألمانية طلبت من المجر عدم إرسال أحد دون تسجيله”.

وفي رده على سؤال أحد الصحفيين حول جثة الطفل السوري على ساحل بوردروم قال أوربان “لماذا أنتم مضطرون للقدوم إلى أوروبا من تركيا، فتركيا بلد آمن، أبقوا فيها، ولا يمكننا أن نضمن قبولكم وسنحمي حدودنا، رجاءً لا تأتوا، فتركيا آمنة لبقائكم وعائلاتكم”.

وأشار “شولز” إلى أن 507 مليون شخص يقطنون في بلدان الاتحاد الأوروبي الـ 28، مضيفًا “لا مشكلة في توزيع 500 ألف مهاجر بين 507 مليون شخص بشكل عادل، ولكن عندما نرسل جميع المهاجرين إلى بعض بلدان الاتحاد تصبح مشكلة”، وذكر “شولز” أن الاتحاد الأوروبي يمر بلحظة حرجة، مضيفًا “لا يمكننا تجاهل مخاطر حدوث انقسامات عميقة، في حال لم نواجه الأزمة، ولم نتوصل إلى حل مشترك”، وتريد المجر الحصول على مبلغ الإغاثة (8 مليون يورو) التي اقترحتها المفوضية الأوروبية.

وكانت المفوضية حذرت “بودابست”، في وقت سابق، وطالبتها بالتوافق مع القانون الأوروبي وتسجيل جميع اللاجئين ببصمات الأصابع، وعلى الرغم من السياج الحدودي الجديد الذي أقامته المجر على حدودها من صربيا، إلا أن تدفق اللاجئين مازال مستمرًا، حيث دخل المجر الثلاثاء الماضي 2284 لاجئًا جديدًا بينهم 353 طفلًا.

تجدر الإشارة أنَّ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الجزر اليوناية منذ بداية العالم الحالي، بلغ 124 ألف شخص، فيما بلغ العدد الإجمالي للذين وصلوا أوروبا في الفترة ذاتها، بطرق غير نظامية، 224 ألفًا، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى