آخر الأخبارالأرشيف

شماتة الإعلام المصري في “تفجيرات الحرم النبوي”

فاجأ إبراهيم عيسى الرأي العام في مصر، بصدور جريدته “المقال”، في اليوم الأول للعيد، الأربعاء، وقد خصصها لمقالات شامتة في حادث تفجير المسجد النبوي، بلغ عددها سبعة مقالات، يتقدمها مانشيت كبير يقول “من الإرهابيين إلى السعودية: هذه وهابيتكم رُدت إليكم”، وتصدَّرها مقال إبراهيم عيسى بعنوان “انتظرنا الإرهابيين في الكعبة فجاؤوا إلى مسجد الرسول”، دون صيغة التسليم على النبي (عليه الصلاة والسلام).

واتهم إبراهيم عيسى في مقاله “الوهابية” بأنها “المادة الخام التي تنتج هذا الشاب في الثامنة عشرة من عمره ليذهب مفخخًا نفسه في مصلين في قلب الحرم النبوي”، مضيفا “ها هو فرانكشتاين ينقلب على مخترعه”.

‫ابراهيم عيسي يسخر من السعودية : يا بدو يا اغبيه ياارهابيين دمرتوا عقول المصريين بفلوس البترول‬‎

https://www.youtube.com/watch?v=xQa6xMb0UlI&spfreload=10

ابراهيم عيسي يسخر من السعودية : يا بدو يا اغبيه ياارهابيين دمرتواعقول المصريين بفلوس البترول

على المنوال نفسه، كتب أحمد رمضان الديباوي، تحت العنوان السابق، في الجريدة، قائلًا إن “مملكة آل سعود ليست في مأمن أبدًا من خلايا التنظيم الإرهابي، وذئابه المنفردة، إذا نحن وضعنا في الاعتبار أن تنظيم الدولة (داعش) يحاول من خلال تلك العمليات على الأرض السعودية تخفيف الضغط العسكري الواقع عليه من خلال قوات التحالف في كل من العراق وسوريا، تخصيصا، وإثبات قدرته – في الوقت نفسه – على الوصول إلى قلب المملكة، وإصابة أهداف كبيرة فيها، تثبت أن قوته لم تزل موجودة حاضرة، ولو كيلت له الضربات الدولية، فلن تفت في عضده بحال”.

وأضاف الديباوي “لا ينبغي ونحن نحلل نتائج وآثار تلك التفجيرات، أن نعزل عن السياق العام حقيقة يعرفها السعوديون قبل أي شخص آخر، وهي أن أفكار تنظيم الدولة تنتشر كالنار في الهشيم بين الشباب السعودي، الذي يعاني أكثره فراغا وبطالة لم تكن عند أسلافه من ذي قبل، فالأفكار التكفيرية التي يتبناها تنظيم داعش هي الأفكار نفسها التي يدندن بها أشياخ الوهابية في ربوع مملكة آل سعود كلها، وهي الأفكار المستقاة من فتاوى تقي الدين أحمد بن تيمية وتلامذته، حتى إن الحكومة السعودية تحافظ منذ عشرات السنين، بعد الطفرة النفطية، على طباعة كتبهم ورسائلهم، وتجد في موسم الحج مباءة خصبة لتوزيع تلك الكتب والرسائل على جموع الحجيج، ولا تلتفت إلى أن “الحجر الداير لابد من لطه”، وأن النار إنما “تحرق اللي ماسكها”، كما لا تلتفت إلى أن سياساتها الخارجية ليست بمعزل عما يحدث في داخلها”.

وصعَّد الكاتب من هجومه على نظام الحكم السعودي فقال: “ليس من المعقول أن تنتهج السعودية خطابا طائفيا إزاء الخطاب الطائفي الإيراني، وليس من المعقول أن تخوض السعودية في مستنقع اليمن، وتغامر بخوض حرب فاشلة هناك، وليس من المعقول أن تبدو السعودية كما لو كانت متفرغة للشأن السوري، ومحاولة فرض سلطة بعينها تحكم الأراضي السورية، فتساعد بعض الفضائل الإرهابية؛ كجيش النصرة، للقضاء على نظام الأسد، بينما هي تعاني من الداخل شروخا فكرية وأيديولوجية ودينية خطيرة، بسبب سيطرة النزعة الوهابية المتشددة، وتغلغلها في شتى مناحي أرجائها السياسية والفكرية والدينية”.

وكتب عماد حمدي في “المقال”، “أن تنظيم داعش الإرهابي تبنى تفجيرات الكرادة في العراق، وتبنى أيضا التفجيرات التي استهدفت مساجد الشيعة في السعودية، وذلك يعني أن الشيعة هم المستهدفون سواء كانوا في العراق أو في السعودية، في إطار الصراع السني الشيعي.

وواصل الكاتب حديثه: “انقلب السحر على الساحر، وارتد سهم الإرهاب إلى الداخل السعودي على عكس ما اعتقده صناع القرار في المملكة، الذين تصورو يوما أن تمويلهم ودعمهم للتنظيمات الإرهابية، واستخدام ورقة الفتنة المذهبية كمحدد رئيسي من محددات السياسة السعودية الخارجية، كفيل بإبعاد خطر الإرهاب عنها، واستخدامه لصالح أهدافها في إطار الصراع مع الغريم التقليدي في طهران، ولم يفهموا أن القاعدة تقول: سمن كلبك يأكلك”، حسبما قال.

واتهم حمدي السعودية بأنها “هي التي تبنت ونشرت ومولت الأفكار الطائفية المتطرفة، وصدرتها إلى خارج حدودها، وهي التي أنفقت المليارات على كتائب إلكترونية وقنوات تليفزيونية، لتبرير قتل الشيعة في اليمن، وإسقاط نظامهم في سوريا، واستحلال استهدافهم في العراق، وزرع الكراهية ضدهم في لبنان، والتأصيل لعداوتهم في إيران، فكانت النتيجة أن بضاعتها ردت إليها بعمليات إرهابية ضد الشيعة نفسهم، ولكن داخل حدودها، وفي قلب البيت السعودي، بكل ما يحمله ذلك من احتمالات ردود فعل متوقعة من الجانب الآخر؛ ليصبح الخطر الأكبر على أمن المملكة واستقرارها ليس قادما من الحوثيين في اليمن، ولا من حزب الله في لبنان، ولا من نظام بشار الأسد في سوريا، ولا الحشد الشعبي في العراق، ولا من الحرس الثوري في إيران”.

السعودية تمول الإرهاب في سوريا ويقتلها في المدينة

وتحت هذا العنوان، قال حسام مؤنس، في المقال السابع والأخير، من سلسلة مقالات جريدة “المقال” التي فضحت السعودية، إن “أخطر دلالات الموجة الأخيرة من العمليات الإرهابية، التي وصلت إلى قلب السعودية، هي أن ما يجري في المنطقة من مواقف غير متسقة، فأنت تحارب الإرهاب حينما يكون ضد مصالحك، بينما تدعمه في بلاد أخرى، وتأوى المنتمين إلى أفكاره والداعين لها، ثم إنك تواصل سيناريوهات تفتيت المنطقة، والدفع باتجاه تصعيد الأزمات فيها، فضلا عن إثارة النزعة الطائفية والمذهبية كما نلحظ في سياسات دول مثل السعودية، وعدد من دول الخليج (الفارسي)”.

وشدد مؤنس على أن “هذه الأخطاء الكبرى جميعا، وهي بالتأكيد لا تقدم مبررا لعمل إرهابي واحد؛ تسهم في صنع مساحات لتنامي قوى الإرهاب والتطرف، التي لا يمكن في النهاية إلا أن تنقلب على رأس من يدعمونها أو يساندونها أو حتى يغضون البصر والطرف عنها طالما تحقق لها مصالحهم”.

وتابع: “لا تبدو التفجيرات الإرهابية الأخيرة بمعزل عن طبيعة التحالفات والعلاقات التي تجرى إعادة صياغتها الآن، وربما لا تبدو بعيدة عن الزيارة الأخيرة لولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى كل من أميركا وفرنسا، الذي تزايد نفوذه بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وهو ما يدفع للتساؤل حول ما إذا كانت العمليات الأخيرة تعني أننا سنشهد عودة لصعود اسم ودور ولي العهد الحالي محمد بن نايف باعتباره وزير الداخلية الحالي، والاسم الأبرز سعوديا في ملف مكافحة الإرهاب وعملياته؟”.

واستطرد بأن “ذلك كله لا يبدو بعيدا عن استقبال الملك السعودي مؤخرا في خطوة مفاجئة، وفي ظل ما يجري من تطورات في المنطقة، كلا من يوسف القرضاوي وراشد الغنوشي”.

وقال: “لا نعرف بعد إذا ما كان ذلك نوعا من الاستعداد لضغوط جديدة في ملف المصالحة المصرية مع الإخوان وقطر وتركيا، أم أنه في إطار بحث عن دور جديد ومعدل لقوى ما يسمى بالإسلام السياسي المعتدل كبديل عن تنظيمات التطرف والإرهاب التي تغولت ووصلت قدرتها لتنفيذ مثل تلك العمليات المتتالية والمنتشرة والقوية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى