آخر الأخبارالأرشيف

صحيفة “ميل أون صنداي” ..الامارات تدفع أموالاً باهظة لتشويه صورة قطر في الخارج

فضحت جريدة “ميل أون صنداي” دولة الامارات وكشفت بأنها تدفع الاموال لصحافيين وسياسيين فاسدين في بريطانيا، وربما في دول غربية أخرى، من أجل تشويه صورة جماعة الاخوان المسلمين وإظهارها في العالم على أنها “منظمة إرهابية”، بل الأدهى من ذلك والأمر الوثائق التي تثبت بأن الامارات متورطة أيضاً في العمل على تشويه صورة دولة قطر في الخارج، وهي الدولة الخليجية الشقيقة التي ومن المفترض أنها مع الامارات في خندق واحد.

وبحسب المعلومات التي نشرتها الصحيفة البريطانية في تحقيق موسع من صفحتين فان الامارات تدفع مئات آلاف الدولارات من أجل تشويه دولة قطر، ومن أجل إظهارها على أنها داعمة للارهاب، فيما تبين أن وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش هو الذي يشرف شخصياً على هذه العمليات القذرة، اضافة الى مسؤولين آخرين في أبوظبي من بينهم المسؤول في الخارجية محمد الحربي، اضافة الى رجل بريطاني يتولى منصباً مهماً في أبوظبي، وهو أحد مساعدي محمد بن زايد آل نهيان.

وتبين من مراسلات حصلت عليها صحيفة “ميل أون صنداي” البريطانية إن الامارات دفعت أموالاً لصحافيين ومسؤولين سابقين في الحكومة البريطانية، كما أنها تعاقدت سراً مع شركات للعلاقات العامة، وذلك بهدف تشويه جماعة الاخوان المسلمين، والترويج الى أنها مرتبطة مع دولة قطر، لافتة الى أن جريدة “تلغراف” البريطانية نشرت في هذا الاطار 20 تقرير صحافي على الأقل، وذلك رغم أن الصحفي في الجريدة المشار اليها أندرو جيلجان نفى أي علاقة له بدولة الامارات ونفى تلقيه أي أموال من أبوظبي، في الوقت الذي ورد اسمه في المراسلات والوثائق التي حصلت عليه “ميل أون صنداي”.

وكانت جريدة “تلغراف” البريطانية قد نشرت بالفعل مجموعة من التقارير التي تستهدف جماعة الاخوان المسلمين، وفي أحد أعدادها أبرزت تقريراً على صفحتها الأولى يتضمن صوراً لنشطاء بريطانيين من أصول عربية قالت إنهم ينتمون لجماعة الاخوان، فضلاً عن أنها نشرت صوراً لمبنيين في لندن قالت إنهما “مراكز لنشاط جماعة الاخوان”، ليتبين لاحقاً بأن الأشخاص المشار اليهم ليسوا سوى معارضين لسياسات دولة الامارات، وأن أحد المبنيين يضم مركزاً حقوقياً كان قد انتقد سجل الامارات في مجال حقوق الانسان.

الإمارات

أما المفاجأة الأكبر التي تكشفها “ميل أون صنداي” في تحقيقها الذي نشرته على صفحتين كاملتين، فهو أن دولة الامارات مارست ضغوطا دبلوماسية على بريطانيا لتتخذ اجراءات ضد جماعة الاخوان المسلمين، وهي الضغوط التي انتهت باصدار رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أمراً بالتحقيق أو باجراء “مراجعة” في وضع جماعة الاخوان للتوصل الى نتيجة بشأن ما إذا كانت منظمة إرهابية أم لا، وهي المراجعة التي لم تعلن حكومة كاميرون حتى الان نتائجها.

ويكشف التحقيق أن الامارات أبرمت عقداً مع شركة علاقات عامة لغايات تشويه صورة دولة قطر وتشويه الاخوان وربطهما ببعض مقابل 60 ألف جنيه استرليني (100 ألف دولار) شهرياً، على أن الشركة المتعاقدة تدعى “كويلر للاستشارات”، وهي مملوكة للورد تشادلينغتون، وهو زعيم فرع حزب المحافظين في نفس المنطقة التي ينتمي اليها كاميرون، وأحد المقربين لكاميرون وأصدقائه الشخصيين!

وبحسب العقد الذي يبدو أن الجريدة البريطانية حصلت على نسخة منه فان الامارات تدفع الـ100 ألف دولار شهرياً لشركة العلاقات العامة، مقابل أن تقوم هذه الأخيرة بــ”الترويج للسياسة الخارجية لدولة الامارات العربية المتحدة”، على أن “كافة الأنشطة التي يتم القيام بها بموجب هذا العقد تتم بسرية تامة”، بحسب النص المبرم بين الطرفين.

ويتبين من التحقيق أنه عندما تم إبرام العقد بين الامارات و”كويلر” كان المسؤول الأول في الشركة هو جوناثان هيل، وهو أحد المقربين من كاميرون، ولاحقاً أصبح المسؤول في الشركة هو المسؤول السابق في الخارجية البريطانية والذي كان يشغل منصباً رفيعاً فيها جيرارد راسيل، وهو أحد المقربين أيضاً من كاميرون وأحد الخبراء في القضايا العربية كما أنه يجيد اللغة العربية بطلاقة كبيرة.

وبهذه المعلومات يتبين بأن الامارات دفعت أموالاً ومبالغ طائلة من أجل الوصول الى الدائرة القريبة من رئيس الوزراء البريطاني ومن ثم التأثير عليه وعلى قراراته، فضلاً عن أن المراسلات تثبت بأن أشخاصاً يمثلون حكومة الامارات التقوا بالصحافي أندرو جيلجان والذي نشر لاحقا تقارير ومقالات تتضمن تهدف الى ربط دولة قطر بالارهاب، وربط الاخوان بالارهاب، وربط كل من قطر والاخوان ببعضهما البعض.

وحصلت “ميل أون صنداي” على مراسلات يظهر منها أن المسؤولين في شركة “كويلر” التقوا بالصحافي في “التلغراف” جيلجان في الرابع من آذار/ مارس 2014، ولاحقاً لذلك اللقاء بدأ جيلجان بكتابة سلسلة من التقارير والمقالات التي تزيد عن 20 قطعة صحفية، وجميعها تستهدف دولة قطر وجماعة الاخوان، ليتبين من المراسلات أن مصدرها هو الامارات، حيث كتب المسؤول في “كويلر” جيرارد راسيل الى وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، والى أحد مساعديه ويدعى محمد الحربي، رسالة بالبريد الالكتروني في ذلك الوقت يبلغهم بأنه تم تسليم المعلومات للصحفي وتم شرحها له.

وأضاف راسيل في رسالته الى قرقاش: “أتوقع بأننا سوف نرى شيئا منشورا قريبا كنتيجة لاجتماعنا، وسوف نستمر في تطوير علاقتنا مع جيلجان وتمرير المواد والمعلومات اللازمة له لنشرها”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى