كتاب وادباء

صمت الخنازير

بقلم المحلل السياسى والقانونى 

حاتم غريب k

حاتم غريب

——————

لم استطع ايجاد وصف دقيق يليق بأمثال هؤلاء الذين أدمنوا الذل والفشل والجهل والمرض والتخلف وصناعة الاصنام سوى بالخنازير هذا الحيوان الذى حرم الله لحمه لاسباب كثيرة منها أكله للقازورات والطعام النتن العفن لذلك من يأكل لحمه يصاب بالدودة الشريطية الخنزيرية القاتلة احيانا اذا تركت من غير علاج والسبب الاخر ان زكور هذا الحيوان لاتغار على اناثها بخلاف الكثير من الحيوانات الاخرى التى تأبى على نفسها ان يمسها زكر اخر غير زكرها لذلك قد يرى الخنزير انثاه يعاشرها زكرا اخر امامه ولايتحرك للدفاع عنها بل يظل ساكنا متفرجا على مايجرى امامه ويتلذذ بذلك فاذا اكل الانسان لحمه أصيب بالتبلد وانعدام النخوة والرجولة وهى صفات نراها فى الكثير من حولنا ممن تشبهوا بالخنازير الى حد كبير.

الضمير

…………………………………………………….

هؤلاء الذين ارادوا مصر كما هى على حالها او ادنى حالا مما كانت عليه من قبل وارتضوا عيش الذل والتحقير والاستعباد بديلا عن حياة الحرية والكرامة والارتقاء نحو الافضل…هؤلاء الذين وقفوا بالامس ضد تطلعات وطموحات فئة عريضة من الشعب المصرى ارادت ان تغير واقعها المؤلم المتدنى الى واقع اخر جديد تصنعه بنفسها لينقل مصر وشعبها نقلة حضارية نحو مستقبل افضل واعد للاجيال القادمة لقد رأوا بعين رؤوسهم مصر وهى تتحرر من اغلالها التى ظلت مقيدة بها طوال ستين عاما من تاريخها لكنهم وقفوا بالمرصاد لفك القيود واحداث تغير شمولى وحاربوه بكل ماؤتوا من فساد وشر وتحقق لهم ذلك حتى حين.

…………………………………………………..

25 يناير كانت بالفعل بداية حالة ثورية لدى الشعب المصرى بعد معاناة وظلم وقهر وتخلف وفساد شمل كل مناحى الحياة المصرية فى الاقتصاد والتعليم والصحة والعدل والامن والعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة والغياب المتعمد للوازع الدينى كل ذلك بلا شك ساهم بقدر كبير فى نشأة تلك الحالة الثورية التى مالبست ان ووجهت مواجهة شرسة من عصابات مسلحة تعمل على حراسة الفاسدين والطغاة الذين اذاقوا الشعب المصرى مرارة الحياة وذل العيش على مدى سنوات طوال كان من الممكن ان تنجح هذه الحالة وتستمر وتتوسع وتحقق نتائجها المرجوة منها ولو على مراحل لولا هؤلاء الخنازير الذين يشكلون جبهة لمعاداة النجاح والتقدم والتطور ويفضلون دائما العيش فى حظائر اعدت خصيصا لامثالهم.

………………………………………………………

خنازير الامس لايختلفون كثيرا عن خنازير اليوم فكلهم نشأوا فى حظيرة واحدة وشربوا من مسقاة واحدة وتناسلوا بعضهم من بعض عاصروا الانظمة الطاغية المستبدة وتحالفوا معها ومنحوها تفويضا مباشرا للقتل والسرقة والاغتصاب وهتك الاعراض وأغتيال الاخلاق والانسانية فى النفس البشرية وصفقوا ورقصوا على جثث الابرياء وهتك اعراض الحرائر المسلمات وأهانة العلم والعلماء أظهروا حقدهم الاسود على الدين وأصحاب العقول المفكرة النيرة التى كان من الممكن ان تكون نبراسا نسير به ونحن نعيد بناء الوطن من جديد على أسس من العلم والاخلاق والفضيلة.

……………………………………………………….

لم اراهم يتباكون على حلم ضاع ودين يحارب ونساء مسلمات تغتصب وشباب يقتل ويعذب وثروة تنهب ووطن أصبح مثار سخرية وتهكم من دول وشعوب أخرى..وطن فقد عزته وكرامته وثروته ووحدتهوطن تقطع أوصاله ويباع فى المزاد العلنى امام أعينهم وأبناء وطن يحاربهم جيش ابرهه الحديث يقتل منهم من يقتل ويهجر قسريا من عاش منهم عن ارضه…وطن انتهكت حرماته ولم يعد له حرمه وأصبح مرتعا للصهاينة الانجاس والنصارى الصليبيين….وطن تحارب فيه الاخلاق ودين الله…..لكن رأيتهم للاسف يثورون وينتفضون ويتباكون على قتل أعداء الله ويعملون حسابا للكفار والمنافقين ويتمتعون بالنظر لرؤية مسلمة ينتهك عرضها ويدافعون بشدة عن الجناة فى حق الوطن والشعب.

……………………………………………………

هؤلاء الخنازير غاب عنهم دون شك العقل والضمير والوازع الدينى والاخلاقى وتركوا العنان لنفوسهم الكارهه الحاقدة على كل ماهو اسلامى واخلاقى فهم لايريدون السير على هدى الاسلام او الخوض فى الحديث عن ادابه ومعاملاته وعباداته بل يريدون العيش كما الخنازير يأكلون أسوأ الاطعمة ويرون نسائهم تنتهك اعراضهن امام اعينهم ولايحركون ساكنا وتنزع العقول من رؤوسهم والرحمة والضمير من قلوبهم ويفضلون الزنى عن العفة والدياثة عن الشرف والفساد عن الاصلاح والسرقة والنهب عن العمل والكد وشرب الخمر ولعب الميسر عن التجارة الحلال…هم بالفعل خنازير ضد الحضارة والتحضر لايعيشون ولايتناسلون سوى فى البيئة العفنة القذرة ويخشون النور فلايسعدون الا بحياة الظلام والظلم هم كارهون للعلم والغنى والصحة وأصحاب الفكر الدينى المعتدل ويصنعون دائما الاوهام فى مخيلتهم ويجعلوا منها حقيقة يحيون عليها فهم صانعوا الارهاب والتطرف والفساد والفسق والتخلف والانحطاط الاخلاقى والفشل السياسى والاقتصادى……..انهم صناع الكهوف حالكة الظلام.

…….

حاتم غريب

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى