كتاب وادباء

ضحايا منسيون………..

ضحايا منسيون………..

بقلم الكاتب والمحلل السياسى

حاتم غريب

حاتم غريب ——————-

بورما

ربما أكون قد تأخرت كثيرا فى تناول مشكلة الاضطهاد الدينى للمسلمين فى بورما وافريقيا الوسطى ويرجع سبب تاخرى فى ذلك الى انشغالى بما تتعرض له مصر وهو لايقل اهمية عما يحدث فى تلك الدول من افعال وممارسات وحشية وهمجية ضد الاسلام والمسلمين فالجرح واحد والالم واحد بل ان العدو ايضا واحد فهناك عوامل واوجه تشابه كثيرة لمايحدث للمسلمين فى اقطاب الارض فليس هذا الاضطهاد مقصورا على هاتين الدوليتين فقط فهو ممتد الى الصين ايضا وكثير من الدول الاسيوية وبعض الدول الاوروبية وامريكا والفضل فى كل ذلك يرجع الى الاخطاء الجسيمة التى يرتكبها اولى الامر منا وتعاونهم الكامل المعلن مع اعداء الاسلام والمسلمين فى تشويه صورة الاسلام ووصم المسلمين بانهم ارهابيين وأصل كل شر يحدث فى العالم. هذه المشكلة بكل اسف لايمكن ان تحل من خلال مقال او استنكار او ادانة او شجب كما يحدث عمليا بل ان حلها الوحيد من خلال المجتمع الدولى ممثلا فى منظماته الدولية والاقليمية التى من المفترض ان يكون لها وقفة جادة تجاه مايحدث للاقليات المسلمة فى تلك الدول والحفاظ على حياتهم وتراثهم لكن حقيقة الواقع تقول غير ذلك فالمجتمع الدولى كما اشرت فى كتابات سابقة لايحترم الفقير والضعيف ولا ابالغ اذا قلت المسلم ايضا وتصرفات المنظمات الدولية وعلى رأسها الامم المتحدة كلها توحى بذلك فلم نسمع من قبل ان قامت الامم المتحدة بحل جزرى للمشكلات العرقية والدينية ولعل ماحدث للمسلمين فى البوسنة هو خير دليل على ذلك فقد استمرت الحرب عليها من قبل الصرب لمدة ثلاث سنوات من 1992 حتى 1995 وكانت حرب شرسة استخدمت فيها كافة انواع الاسلحة لابادة المسلمين الذين تعرضوا للقتل الجماعى والاغتصاب وللاسف الشديد لم يحرك المجتمع الدولى ساكنا بل وقف متفرجا وان اكتفى بالشجب والادانة كعادته حتى ان امريكا نفسها كانت حائلا لوضع حل للمشكلة ووقفت جنب الى جنب مع الصرب وما كان من البوسنة سوى اللجوء الى محكمة العدل الدولية التى لم تنصفها بما يكفى. يبقى ان نعلم جيدا ان مايتعرض له المسلمين فى كافة البلدان وعلى وجه الاخص فى الدول العربية حاليا هو نتاج سياسات استعمارية استطاع المستعمر ان يغرسها فى بلادنا قبل ان يرحل وزرع عملاء له بالمنطقة يعتمد عليهم فى تنفيذ سياساته ومخططاته والتى تسير بنجاح وفق ماهو مخطط له وأسلحته المستخدمة فى ذلك كثيرة ومتنوعة فاضافة الى عملاءه من الخونة وعلى وجه الاخص العسكر الذى اغراهم بالمال والسلطة كان هناك ايضا الغزو الثقافى والفكرى ومن خلال هؤلاء الخونة استطاعوا تدمير البنية الاخلاقية للمجتمع المسلم من خلال التوسع فى انشاء دور اللهو والرزيلة وانتاج افلام ومسلسلات تحض على العهر والاباحية نشروا كذلك تعاطى المخدرات بين الشباب من اجل اهلاكهم واضعاف ابدانهم وعقولهم حتى يسهل بعد ذلك السيطرة عليهم. فالمسلمون الان يتعرضون لالتصفية جسدية فحسب بل لتصفية فكرية ايضا من خلال محاولات التشكيك فى امور دينهم وعقيدتهم فهم يتعرضون الان لحملة صهيوصليبية تقودها امريكا واسرائيل اساسها تشجيع الدعوة للنصرانية واللجوء الى الكنيسه بديلا عن المسجد وهذا ماظهر بوضوح من خلال موقف الكنيسة المصرية من تأييد الانقلابيين العسكر لاغتصاب الحكم فى البلاد وتحقق لهم من هذا الموقف مكاسب كثيرة ستظهر ثمارها خلال الايام القادمة . اذا فعلينا نحن المسلمين الا نضع ثقتنا الكاملة فى المجتمع الدولى لحل مشكلاتنا فهو يكيل بمكيالين لاثالث لهما ويجب ان نتيقن جميعا بان الحرب القادمة هى حرب اديان ولامفر من ذلك فالغرب الان يشعر بالخوف والرعب من الغزو الاسلامى لبلادهم ولست اقصد بالغزو الاسلامى هنا الغزو الاستعمارى المسلح لكن هم يخشون الفكر والثقافة الاسلامية التى باتت تجد لها طريقا فى دولهم رغم الحرب الشرسة ضد الاسلام وتشويهه وانه دين ارهاب لذلك فالحرب المعلنة الان هى حرب ثقافة وفكر بين الاسلام وغيره من الاديان وهى تسبق الحرب المسلحة مباشرة فالمسلمين لن يستطيعوا خوض حرب مسلحة ضد اليهود والصليبييين الا عندما تكتمل لديهم عقيدة الجهاد التى شرعها الله ورسوله حينها سنتمكن من المواجهة والتحدى وتحقيق النصر باذن الله. وانا لااخشى على شبابنا المسلم مما يحدث الان فهو مازال بخير وعلى بصر وبصيرة مما يحدث ويفطن جيدا للمؤامرات التى تحاك ضد دينه وعقيدته وسيتطيع مواجهة ذلك داخليا وخارجيا اذا احتاج الامر واظنه سيحتاج ذلك خلال السنوات القادمة بعد ان تعرى العالم وظهر على حقيقته فلم يعد يحترم ديموقراطية ولاحقوق انسان خاصة للاقلية المسلمة فى بعض الدول ففقد مصداقيته فى نظر المسلمين على وجه البسيطة واظنه سوف يدفع ثمن كل ذلك غاليا فى المستقبل القريب.

……./حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى