آخر الأخبار

طائرات “مجهولة” تُمطر القوات الأمريكية في سوريا بالقذائف.. وشكوك تحوم حول داعش

كشف قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكينزي، المسؤول
عن قوات بلاده في منطقة الشرق الأوسط، الثلاثاء 10 مارس/آذار 2020، أنَّ هناك
طائرات بلا طيار تُلقي قنابل على الجنود الأمريكيين في سوريا، مضيفاً أنَّ هوية
الجهة التي تقف وراء هذه الهجمات غير واضحة. 

الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية، قال لبعض المُشرِّعين
الأمريكيين رداً على سؤالٍ عن هذه الحوادث، إنَّ القوات الأمريكية تعرَّضت لهجمات
من طائراتٍ من دون طيار، لكنَّه شكَّك في بعض التفاصيل، مضيفاً: “لدينا
تقارير، لا أعتقد أنَّ تقرير الإذاعة الوطنية يتضمن تفاصيل بقدر تلك الموجودة
لدينا، ولكن نعم هذا حدث… هناك مجموعة طائرات من دون طيار من الفئة الأولى، وهي
طائرات من دون طيار صغيرة، ستحاول إيجاد طريقةٍ لحمل قنابل وإلقائها”، وفق
التقرير الذي نشره موقع Business Insider الأمريكي.

سياق الخبر: يأتي الكشف عن استهداف القوات الأمريكية بسوريا في وقت تشتد فيه
وتيرة الصراع بين قوات المعارضة المدعومة تركيّاً وقوات نظام الأسد المدعومة
روسيّاً، خاصة في منطقة إدلب، التي شهدت أحداثها الأيام الماضية اتفاقاً بين أنقرة
وموسكو لوقف إطلاق النار هناك.

صورة أشمل للحدث: توم بومان، مراسل الإذاعة العامة الوطنية
الأمريكي، كان أول من تحدَّث عن هذه الهجمات يوم الجمعة 6 مارس/آذار 2020، إذ
لاحظها في أثناء وجوده برفقة دوريةٍ أجراها جنودٌ أمريكيون مُكلَّفون حماية حقول
النفط في شمال شرقي سوريا.

بومان قال عبر برنامج All Things Considered: “شهدت هجوماً
نُفِّذ طوال عدة أيام، على حقلين نفطيين، وقد كان الأول من نوعه منذ بدء المهمة
الأمريكية لحماية حقول النفط، في الخريف الماضي. كان هناك جنود من قوات الحرس
الوطني لولاية فرجينيا الغربية بإحدى الحقلين. وفي وقتٍ مبكر من صباح الأربعاء،
ألقت طائرة من دون طيار قذيفة هاون بالقرب من المكان الذي كانوا نائمين فيه. ولكن
لم يُصَب أحد، وسرعان ما استقل الجنود مركباتهم وخرجوا من القاعدة”.

ثم عادت طائرة من دون طيار قبل فجر يوم الجمعة، وألقت مزيداً من قذائف
الهاون. وقال بومان: “يمكن رؤية الحُفَر الدائرية الكبيرة التي أحدثتها
القذائف على الأرض، والآثار التي تركتها على شاحنات عسكرية أمريكية وأحد خزانات
النفط”.

أما الرقيب أول ميتش مورغان، فقد ذكر لبومان أنَّهم تحرَّكوا سريعاً
حين بدأ الهجوم، واستقلوا مركباتهم وغادروا الموقع في دقيقتين. وقال مورغان:
“كانوا يُمطروننا بالقذائف في أثناء مغادرتنا”.

في حين قال بومان إنَّ بعض المحققين التابعين للجيش أخبروه بأنَّ بعض
قذائف الهاون “صُنِعت بطابعات ثلاثية الأبعاد، وهو ما يُظهر أنَّ الجهة التي
صنعتها لديها إمكانات متطورة جداً، وربما تكون دولة قومية”.  

العودة للقوات المركزية: في حين قال الجنرال
كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية: “نعم، هذه مشكلة، ونهتم بها بشدة. إنها
إحدى أهم أولوياتي”. وأكَّد ماكينزي أنَّ قيادته ما زالت تُحقِّق لمعرفة
الجهة التي تُنفِّذ هذه الهجمات، لكنَّه أشار إلى تنظيم “الدولة
الإسلامية” (داعش).

ماكينزي قال للمشرِّعين: “لو كان يتعيَّن عليَّ أن أحسم هوية
الجهة الفاعلة اليوم، لقُلت إنَّها داعش على الأرجح، لكنَّها ربما ليست جهة حكومية
تُسيِّر طائراتٍ من دون طيار”.  

العودة للوراء: يُذكَر أنَّ تنظيم داعش تلقَّى هزيمة على الأراضي التي كان يسيطر
عليها في سوريا والعراق على أيدي تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وقوات شريكة
محلية، لكنَّ بقاياه ما زالت موجودة في بعض المناطق المستترة الصغيرة في كلا
البلدين. ولطالما استخدم داعش الطائرات من دون طيار للاستطلاع وإلقاء المتفجرات
على القوات المعادية له، وكثيراً ما كان ينشر صوراً ومقاطع فيديو للهجمات؛ من أجل
أغراضٍ دعائية.

في حين استخدمت القوات العراقية “أجهزة التشويش” التي
قدَّمتها الولايات المتحدة لها؛ لمواجهة الطائرات المُسيَّرة التجارية التي كان
داعش يستخدها في الموصل خلال معركة تحرير تلك المدينة في عامي 2016 و2017.

إلى ذلك، تُسلِّط هذه الهجمات الأخيرة، الضوء على التهديد المتزايد
الذي تُشكِّله الطائرات المُسيَّرة الصغيرة للقوات الأمريكية.

إذ قال ماكينزي إنَّ مثل هذه الطائرات تُعَد مصدر قلق كبيراً.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى