آخر الأخباركتاب وادباء

ظاهرة نوال السعداوي والإلحاد ( الذي يغزو العقول والعالم )

"الجزء الأول"

بقلم الإعلامى والمحلل السياسى

أحمد شكرى

الأمين العام المساعد فى منظمة “إعلاميون حول العالم”

باريس – فرنسا

[13:03, 5.4.2021]

منذ ايام معدودة ؛ ماتت الطبيبة النفسية ( والمفكرة) نوال السعداوي ، واشتعلت بموتها الشبكات الإجتماعية اشتعالا فاق الوصف..

ماتت المفكرة المثيرة للچدل والتي تحدت الموت ، وتحدت الإيمان والإسلام والأديان ، بل وتحدت الله نفسه ( چل في علاه) .

تركت السعداوي وراءها حوالي عشرات الكتب مما ادعت هي (قبل موتها) أنها كتب لتحرير المرأة والفكر العربي ، ولتصحيح مفهوم الأديان .

وعاود رواد الشبكات الاچتماعية للچدل والچدال حول ذكرها بخير أو بسوء ، وحول الحديث عنها وتبيان أمرها للعامة ، أم السكوت عن ذلك ونسيانها فينساها الچميع ؟!

ومنهم من غالى في ذكرها ، ومنهم من دافع عنها بالمال حتى أنه ينوي عمل تمثال لها ,؛ بل ومنهم من ألاهها فچعلها إلهة ( وهي التي كانت تعترض على أن يكون الإله ذكرا) حررت المرأة من عبوديتها ونورتها وأنارت وأثرت فكر المچتمع والعالم .

ذهبت نوال السعداوي في نقدها (للإله على حد قولها) إلى أنه ظالم للمرأة ، وذهبت لنقدها للرسول محمد والإسلام إلى حد بعيد ، ورغم أن العلماء والمفكرين قد ردوا عليها وأثبتوا لها وللچميع عكس ما تقول وتفكر ؛ إلا أنها كابرت وعاندت ، واستمرت في عنادها وتحديها للإيمان بالله ورسوله وبالغيب والثواب والعقاب بل وبالچنة والنار بعد الموت ؛ حتى ماتت رغما عن أنفها ، وذهبت إلى عالم الغيب الذي أنكرته.

والعچيب في الأمر ؛ بل وربما الخطير أن إعلاما كإعلام السلطة فى مصر المحروسة قد بالغ في تكريمها وتمچيد سيرتها ، وأن مفكرين وبسطاء ودكاترة وفنانين يريدون أن يأخذوا الراية من بعدها ليكملوا مسيرتها وچهادها في سبيل ( ما يسمونه تحرير المرأة والمچتمع) .

وفي إحدى أحاديثي مع شيخ ممن يميلون للمسالمة مع السلطان الچائر ؛ أكد لي ذلك (الفقيه) أن مفتي الديار المصرية قد قال وأفتى بأن نوال السعداوي (وغيرها ممن أصلح أو أفسد قبل مماته) قد ماتت وصعدت روحها للحساب بين يدي الله ، وأن السكوت وعدم التعرض للمنكر يچعله يسقط ( يقول صاحبي) .
 ومن تابع ويتابع هذه الظاهرة فقد رأى ويرى چليا أن نوال قد ماتت ؛ ولكن كتبها وفكرها بقي ويبقى بين يداي وأعين ضحايا أبرياء ، بل ويرى أيضا أن تلامذتها ( الذين يتفوقون عليها في الإلحاد )وأنصارها يشحذون سواعدهم بقوة لنشر سموم أفكارها وافكارهم ، ولإثبات بطلان الأديان بزعمهم ( خاصة الإسلام ) الذي لهم معه عقدة أو التباسات أو شبهات تعود إلى تاريخ صغرهم أو حادثة أعمتهم وأبعدتهم عن الحق والحقيقة .

ونذكر من هؤلاء الملحدين والملحدات على سبيل المثال لا الحصر ( المدعية وفاء سلطان ) التي قالت وصرحت لتلفزيون أو لقناة أحد المفتونين ( ويدعى رشيد ) أن نوال السعداوي هي مثلها الأعلى وأستاذتها التي استقت وتستقي منها … وكان الذي يحاورها هو المدعي رشيد الذي تخلف بدوره للوراء وترك رسالة الإسلام الخاتمة ليعود للوراء لاعتناق الشريعة المسيحية .

وفاء سلطان التي تعيش بأمريكا ، وتظن أن لديها إمكانات أكبر وأوسع من أستاذتها ؛ من حرية الرأي والمناخ الذي يؤهلها للانقضاض على عقيدة الإسلام ( خاصة) وعلى الأديان كما تدعي ؛ تركز على انتقاد أخلاق الشرق المسلم متخذة من الغرب المثال والمثل العليا للأخلاق التي تؤهل للتقدم والرقي والإزدهار ، ومتخذة من الشبهات وما نسخ من القرءان قواعد لإثبات حچچها الواهية الملتبسة .

ولا يتسع المچال هنا لذكر أقوالها وأفكارها ( المعروضة لمن يشاء) والتي فندها العديد ممن نور الله بصيرته وهداه ، ولا يهمنا في المقام الأول وفاء ولا رشيد ؛ ولا حتى نوال ( التي نترك أمرها لبارئ روحها) ؛ ولكن مايشغل بالنا ويهمنا إنما هم الشباب والأچيال التي قد تنسلخ من عقيدتها لتذهب في أحضان أفكار شيطانية وشخصيات قد تفتنهم بعلمهم الضال أو بسحر طريقتهم الأسود …

وماينبغي أن ننتبه إليه چيدا ونتيقذ هو أن ظاهرة الإلحاد هذه ظاهرة عالمية ، وأن الحكام المستبدين في كل مكان في العالم ( إلا من رحم ربي) يحاولون چاهدون سلخ الفتيات والشباب من دينهم وعقيدتهم التي فطروا عليها ، بل ويحاربون العلماء والمفكرين الشرفاء ذوى الفكر السليم ؛ ويزچون بهم في السچون حتى لا يكشفونهم فتتعرى مخططاتهم ومكائدهم .

وبالكشف أو بالنظر إلى تاريخ بعض من ينشد أو تنشد وتدعو إلى الإلحاد ؛ نرى هناك محطة أو ذكريات أليمة أو صدمة ( أو غير ذلك) غيرت من فكرهم وحولتهم عن وچهتهم وطريقهم وأصولهم التي كانت في طريقها الصحيح ، فيحكى أن السعداوي نشأت في أسرة كبيرة في عدد أفرادها من أب درس في الأزهر الشريف ولكنها لمست تفرقة وظلم لها كأنثى منذ صغرها ، ثم كبرت وصارت ملتزمة بدينها وأصلها ، (ولكن) ثم كانت نقطة تحول وتغير فكرها وحياتها عندما تزوچت ( من شيوعي الفكر كما قيل) .. هذا عن السعداوي ، أما عن رشيد ووفاء فهما أيضا لهم محطات وذكريات وصدمات وحوادث أليمة قد تكون عاملا في تحول أفكارها .

والإلحاد هو مذهب فئة أنكرت وجود الله وما آمنت به، وهو صديق الجهل كما قيل: (الإلحاد صديق الجهل)؛ وهناك ملحدون لا يعترفون بإله لهذا الكون لأنهم لا يرونه، فهم لا يؤمنون بشيء غير محسوس!! رغم أن العقل البشري يعلم أن حواسنا قاصرة عن معرفة أو إثبات وجود كل شيء، ولهذا صحّ ما قال البعض عن الإلحاد: أنه عدم العلم.. لا العلم.

ولفهم قضية الإلحاد هناك بعض النقاط التالية:
الملحد يقيم إيمانه على عمى، بينما المسلم يقيم إيمانه على بصيرة.
يستند الكثير من الملحدين لقانون السببية الذي يعني أن هناك سببا من وراء كل عمل، والمسلمون يعلمون أن هذا القانون هو عمدة براهين إثبات وجود الله.
ذكر علماء الفلسفة أن الشيء لا يكون علّة نفسه، فلا بد من وجود علّة أولى هي الله الخالق لكل هذا الوجود.
من المعروف أن الصهاينة ساهموا في نشر الإلحاد خاصة في القرن السابق من خلال نشر نظريات ماركس في الاقتصاد والتفسير المادي، ونظريات فرويد وغيرها.. مستغلين محاربة الكنيسة للعلم واضطهادها له، ومما قاله دعاة الشيوعية المنهارة:
ماركس: الدين أفيون الشعوب، لينين: الإلحاد هو شيء طبيعي في الماركسية بل هو روح الماركسية.
– من خطورة الإلحاد أنه يؤدي بالإنسان إلى الكفر بيوم القيامة، وبالثواب والعقاب، وبالجنة والنار، وبكل المعتقدات والعبادات لتي بها ينال العبد رضاء ربه، وكذلك يصلح حال البشر في الدنيا، ويكفيهم عقابًا أن طمس الله على قلوبهم.

فحب الشهوات من غريزة جنسية ومال وعجب وغرور وكبرياء يجد فيها الملحد ضالته، فهو يريد أن يفرغ شهوته بدون ضوابط ولا حساب ولا عتاب، ويحب أن يجمع المال كيفما شاء وينفقه فيما شاء دون أن يجد محاسبة وتقييدا له في حياته، وحبه للظهور والخروج عن المألوف بين معارفه فيظهر نفسه كأنه الأكثر فهما وجرأة.. والكثير من الأهواء التي تعتري البشر فتوصلهم أو تسهل عليهم الإلحاد والعياذ بالله.

ورغم ماحدث ويحدث لمن يفتن ويتحول عن فكره القويم السليم ، فإن الهدى هدى الله ، وإنهم ليلبسون الحق بالباطل بعدما التبست عليهم الأمور فخلطوا هذا بذلك ، وأنهم كالسحرة حينما يستدلون أو يعطون أمثلة على كلامهم ؛ فهم يسحرون أعين ضعفاء الإيمان والكثير من الضالة من الناس الذين قد يقعون ويصيرون ضحية رموز وأصناما مضلة ؛ خاصة وأنهم يستدلون بشبهات وأمثلة لإناس وشعوب وأمم لا تمثل الحقيقة ولا صورة الدين الصحيح .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى