كتاب وادباء

ظلال الوحشة

بقلم الكاتب

محمد زين الدين

محمد عبد الله زين الدين

 —————————————-

ايها الهرم البائس الواهي تكاد انفاسك المتلاحقة ان تنخلع من بين ضلوعك لتلوح بعيدا بين جنبات الطريق و شبحك المتراخي النحيف المنحني يتدلى و يتكئ فوق عصاك البالية خشوعا لسنن الحياة , يالك من مسكين مثلي , فالبيوتات التي كنا نرتادها و تترقب طفولتنا وشبابنا اضمحلت وتبعثر ردمها واضحت اطلالا تعلوها الوحشة والاحزان , تتخللها نفوس الاقدمين عالقة بها تنتظر أوبتنا لنلحق بالركب بعد طول انتظار, واغلقت احياء كاملة في وجوهنا العابسة المترهلة التي ما فتئت تجتر ذكريات الماضي بكل صنوفه وتقتات على خيال لاينفك هو الآخر ان يطاردنا في كرانا , انصرمت اعمارنا عندما رحل الاقارب فياله من خسران , وانزوت معارفنا لاندري اهم على شاطئ الحياة ام عبروا الى الضفة الاخرى من نهر الوجود واحتوت سجلات الفناء اسماءهم ,حتى الطرقات باتت كئيبة وكأن مرض السلوان قد اصابها هي الاخرى فلا تعرفنا وتلوي الطرف في مواجهتنا واحاول ان اتفرسها جاهدا فأراها وجلة وكأنها تنتظر ملمات الحياة وغدرها

مصر

—-

لهفي عليك يامصر لقد بدلوا ملامحك والبسوك وجه المومسات في لهو ومجون الفسق والرعونة والعبث الفاجر , لهفي عليك ياحبيبتي لقد اوقعوك يريدون تقطيع اوصالك وانتفاء أثرك من وجود اصبح المختل فيه قائما على امرك , وذاهب عقل على مقودك , لهفي عليك يامصر , ياقبر ابي وأمي ياطرقات قطعتها ارجلي , يا بشر احببناهم واحبونا ,يابيوت ساقت الاقدار ان نعشقها ونتلمس جدرانها حنوا وأستئناس بملمس احجارها واستشعاربعبق تاريخها, ياسحابات مجد تقنا لبلوغه ولم ندري ان وراء الجدران شياطين انس يعلمون شياطين الجن فن التآمر والخراب ولم يرتضوا الا ان يتبوأ الفجار موضع الابدال , لك الله يامصر ان ابواب المغفرة سافرة تمد ذراعيها عالية كي يلوذ بها كل متبتل وتطهر بنور الغفران والاوبة والعود احمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى