كتاب وادباء

عفوا…..ايها الابقار

  • عفوا…..ايها الابقار

    بقلم الكاتب 

    حاتم غريب

    حاتم غريب ——————-

    مثلى مثل بقية خلق الله فى بلاد الله لاأدعى فطنة او ميزة تميزنى عن بقية خلقه بل على العكس تماما انسان بسيط جدا تفتحت عيناه على الدنيا فوجد نفسه فى بلد تحكمه عصابة شرزمة من اهله وعندما شب ووعى وقرأ ورأى العالم من خلال وسائل المعرفة والمشاهدة اتضحت له الحقيقة كاملة بعد مقارنة فى غير صالح بلده التى يحمل جنسيتها ويعيش على ارضها يشرب ماءها ويأكل من ثمارها.

    لكن هذا هو كل شىء هل كل مانبغيه من الحياة الطعام والشراب والمأوى اذا كان الامر كذلك فما الفارق بيننا وبين البهائم وهل هذا هو ماخلقنا من اجله ومالفرق بيننا وبين الشعوب الاخرى ولماذا هم متقدمون عنا علما واقتصادا واهتماما بصحة الفرد ومعيشته ونحن هنا نعانى الامرين من الفقر والجهل والمرض منذ عقود مضت وحتى يومنا هذا وهل هو تقصير منا نحو تحقيق السعادة لانفسنا ووطنا…..دون شك نحن سبب رئيس فى حالنا الذى وصلنا اليه والتدهور المستمر الذى نعيش فيه لانا غالبيتنا ارتضت على نفسها ان تكون كذلك دون مقاومة نفسها والتغيير من شأنها الى الافضل فالشعب هو من يصنع الحاكم المستبد الطاغ وهو كذلك من يصنع الحاكم العادل الرؤوف بشعبه والمخلص لوطنه.

    الحقيقة اننى لم استغرب مايحدث لنا الان من بعض ممن ينتمون لهذا الوطن ويشعرون فى قرارة انفسهم انهم على حق وانهم لايتبعون الا الحق ويحصرون ذلك فى نطاق اننا هكذا نشأنا وتربينا ووجدنا انفسنا هكذا ويجب ان نبقى على ذلك فلا مجال هنا للحديث عن التغير والتغيير والانتقال الى مانسميه نحن بالافضل اما غيرهم ممن يطالبون بالحق فى العيش الكريم والتمتع بالحرية التى وهبها الله لعباده ومحاربة الفقر والجهل والمرض والفساد والرزيلة فهؤلاء على باطل ومايتبعون الا الباطل….نظرة عمياء لحقيقة واضحة كوضوح الشمس وقت الظهيرة لاتقبل العكس ولكنهم للاسف الشديد لايحكمون العقل والمنطق السليم فى نظرتهم للحياة التى يرونها بعين اخرى غير عيون بقية المصريين نظرة سطحية..نظرة انكسار..فهم بطبعهم منساقون دائما وراء اسيادهم الذين اغتنموا من ورائهم السلطة والقوة والثروة وتركوهم اشباح تمشى على الارض لاقيمة ولامعنى لها.

    هؤلاء الذين اعنيهم هم نكبة مصر وخيبتها على مر السنوات الماضية الذين اتخذوا من الذل والوهن والاستعباد وسوء الخلق والفقر والجهل اسلوبا لحياتهم وحتى مماتهم دون اعتراض او تمرد على واقعهم المؤلم وكأن نفوسهم واجسادهم وعقولهم ادمنت ذلك عن رضاء وقناعة منهم ولو كان هؤلاء يعملون العقل وينظرون الى الحياة بنظرة اوسع واشمل لاعترضوا على واقعهم الزائف وغيروه الى الافضل لهم ولمن يأتى من بعدهم لكن يبدو ان عقول هؤلاء تحجرت وتوقفت عن العمل تماما وقست قلوبهم فلم تعد تحمل داخلها سوى الحقد والكراهية والتشفى وروح الانتقام وانعدام الوازع الدينى والخلقى.

    كنت اتمنى ان يدرك هؤلاء حقيقة العالم المحيط بهم والشعوب التى تعيش فى هذا العالم الذى يحترم ادمية الانسان من بنى جنسه على اقل تقدير وان كان البعض من هذا العالم يعامل غيره فى بعض الاحيان معاملة عنصرية وينظرون اليهم نظرة دونية لكن نحن السبب فى كل ذلك بعد ان جعلنا من انفسنا أضحوكة لهم يستخفون بنا ولهم الحق فى ذلك وهم يرون اكابرنا وسادتنا يستعبدوننا ويحقرون من شأننا فهل يحق لنا ان نطلب منهم او نتسول منهم الاحترام والتقدير ونحن نعامل فى بلادنا هكذا.

    ارفضكم جميعا ايها الابقار…ارفض فكركم…ارفض ارائكم…ارفض عقولكم …..ارفض افعالكم وتصرفاتكم الحمقاء …ارفض جبنكم وانكساركم….ارفض ان يكون لكم بيننا مكانا فنحن نعيش فى عالم الانسان ولكل ما يصدر عنكم لايمت باى صلة لهذا العالم الذى تحكمه نواميس وقوانين تجهلونها جميعا بارادتكم او دونها فالامر سواء…….ارفض ان تعيشوا ابقارا فى عالمنا………..

    /حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى