صحة

علاج كورونا: العلماء يعملون على 3 سيناريوهات.. والحل قد يكمن في المتعافين

لدى وصول المرضى الأمريكيين من سفينة Diamond Princess التي كانت راسية على الساحل الياباني، أُعطي أحد الركاب الـ14 دواءً تجريبياً مضاداً للفيروسات يُدعى Remdesivir، كجزءٍ من تجربةٍ سريريةٍ عالمية.

هل كانت مغامرة تستحق
الخوض؟ ربما، لكن قد يُقدم الإنسان على تجربة أي شيء عندما تكون حياته على المحك
ويرى أي بصيص أمل.

فما هي الأدوية التي قد تفلح في علاج فيروس كورونا؟ وهل فعلاً لن ينجح العلماء في الحصول على دواء فعّال لبكوفيد-19 قبل عام من الآن؟

للإجابة عن هذا السؤال،
استعرضت دورية New Scientist العلمية الشهيرة، عدداً
من الأدوية التي يقترحها العلماء والأطباء من شتى أنحاء العالم كحل لأزمة كورونا
الصحية، والتي أودت بحياة عشرات
الآلاف
.

حتى هذه اللحظة تناول مئات
المُصابين بمرض بكوفيد-19 حول العالم هذا الدواء بالفعل كجزءٍ من التجارب الجارية. 

طُوِّرَ دواء Remdesivir في منتصف العقد الماضي
لمكافحة مرض إيبولا. ورغم ثبوت عدم فاعليته ضد هذا الفيروس، فهو مُبشِّرٌ في
التجارب المُبكِّرة ضد الفيروسات التاجية مثل الفيروس الذي يُسبِّب مرض
السارس. 

وهذا ما يمنح أملاً لدى
كثيرين أنه قد يفلح ضد فيروس كورونا المستجد. 

لكننا لا نعلم بعد ما إذا كان Remdesivir، أو أيُّ دواءٍ آخر، فعَّالاً ضد فيروس كورونا المستجد أم لا. 

الخبر الجيد هو أن العلماء باتوا يعرفون أين يتوجب، وأي استراتيجيات هي الأكثر ترجيحاً في علاج كورونا. 

يُختَبَر الآن على الأقل 60
مُركَّباً مختلفاً، بما في ذلك أدويةٌ وعلاجاتٌ تم تركيبها من الصفر وفي وقتٍ
قياسي. 

لكن لمعرفة كيف ستتم مساعدة
المصابين على مكافحة فيروس كورونا كوفيد-19، علينا أولاً أن نفهم كيف يعمل الفيروس
المستجد داخل جسم الإنسان. 

ومنذ أن استحوذ الفيروس على
أنظار العالم في ديسمبر/كانون الأول 2019، تمكَّن الأطباء من تحديد الكثير مِمَّا
يفعله بأجسامنا.

مجلة New Scientist شرحت في تقريرها ماذا
يفعل الفيروس بالتحديد.

حين يصيب فيروس كورونا
أحداً، يدخل إلى خلاياه، ويسيطر على الجسيمات المُولِّدة للبروتينات، ومن ثم يبدأ
في نسخ نفسه. تدخل الفيروسات الخلايا المُجاوِرة، وتتكرَّر الدورة نفسها. 

ولا يمر هذا الغزو الفيروسي
دون ملاحظة، إذ تعرض الخلايا الميتة أجزاءً من الفيروس لتنبيه الجهاز المناعي
بوجود مُسبّب المرض. 

وبمجرَّد أن تتعرَّف دوريات
الخلايا المناعية على الهجوم، فإنها تدقُّ ناقوس الخطر عبر إفراز مواد كيميائية
تُسمَّى السيتوكينات (أو cytokines) لحشد المزيد من
الخلايا المُقاوِمة للأمراض. 

وعند هذه النقطة يصبح الوضع
عبارة عن سباقٍ بين الفيروس والجهاز المناعي، ولنرى أيٌّ منهما قادرٌ على
الاستجابة بسرعةٍ أكبر من الآخر. 

المركز الأمريكي للسيطرة
على الأمراض والوقاية قام بتحليل التقارير الطبية التي قدمتها الصين عن المرضى،
فتبيّن له أن الجهاز المناعي ينتصر بسهولة في 4 من كلِّ 5 حالات. وبالنسبة للمرضى
الذين ينتصر جهاز مناعتهم على فيروس كورونا، فإما أنهم لا تظهر عليهم أيُّ أعراض،
وإما أنهم يشهدون أعراضاً أشبه بنزلة البرد أو الإنفلونزا. 

غير أن مرضى آخرين يعانون
بشدّة، وغالباً ما يتعرضون لالتهابٍ رئوي يُهدِّد حياتهم، ويكافحون من أجل
التنفُّس. 

ويُحتَمَل أن يكون أحد
أسباب مثل هذا المرض الشديد هو محاولات الجهاز المناعي لمكافحة الفيروس، إذ إنه من
أجل منع الفيروس من الانتشار، يأمر الجهاز المناعي الخلايا المُصابة
بالانتحار. 

هذه الطريقة فعَّالة، لكنها
تأتي بكلفةٍ عالية بسبب الأعداد الكبيرة من الخلايا الميتة والمُحتضِرة. ومع
ارتفاع مستويات السيتوكينات، فإنها قد تتسبب في التهابٍ مُفرط.

وحين يخرج الجهاز المناعي
عن السيطرة، قد يؤدي هذا الضرر إلى حالةٍ مميتة معروفة بـ “متلازمة الضائقة
التنفُّسية الحادة”، وكذلك تعفُّن الدم، الذي قد يُسبِّب فشلاً في عددٍ من
أعضاء الجسم. 

خَلَقَت ملايين السنين من تطوُّر مناعة الإنسان نظام استجابةٍ مُعقَّداً يسمح لجهاز المناعة موازنة الضغط على “دوَّاستيّ السرعة والمكابح”. لكن في ظلِّ عاصفةٍ من السيتوكينات، يضغط الجهاز المناعي على دوَّاسة السرعة إلى أقصى حد، وتتعطَّل المكابح تماماً. 

حتى هذه اللحظة، يتمثَّل
العلاج المُقدَّم لمن يُصابون بكوفيد-19 ويحتاجون رعايةً بالمستشفيات في العلاجات
الداعمة كالسوائل، والمُسكِّنات، ومُخفِّضات الحمى، والمضادات الحيوية خوفاً من
انتهاز البكتيريا لضعف الجسم. 

أما المرضى الذين يعانون
عجزاً شديداً في وظائف الرئة، فيعتمدون على أجهزة التنفُّس الصناعي للبقاء على قيد
الحياة. 

كلُّ هذه الإجراءات إنما
تكسب وقتاً للإبقاء على المريض حياً حتى يتمكَّن جهازه المناعي من مكافحة
الفيروس. 

لكن إذا كانت عاصفة
السيتوكينات جزءاً من المشكلة، تصبح الخيارات أمام الأطباء محدودة للغاية. 

بحسب تقرير دورية New Scientist، فإن الباحثين ينتهجون
ثلاث استراتيجيات رئيسية لمنح أجسام مرضى كوفيد-19 فرصةً أفضل للنجاة من الموت.

الاستراتيجية الأولى: استخدام الأدوية المضادة
للفيروسات من أجل إيقاف أو إبطاء قدرة فيروس كورونا على نسخ نفسه، وتوجيه التوازن
لصالح الجهاز المناعي. 

وتوصَّلَت دراسةٌ أُجرِيَت
في 19 مارس/آذار 2020، على أشخاصٍ مُصابين بكوفيد-19، أُدخِلوا إلى مستشفى بمدينة
نانتشانغ الصينية، إلى أن فيروس كورونا ينتشر بأعدادٍ أقل في أجسام المصابين الذين
يعانون أعراضاً مرضية أخف من غيرهم، ما يعني أن  تقليل أعداد الخلايا
الفيروسية يقلِّل من حدَّة الأعراض. 

الاستراتيجية الثانية: التعرُّف على الأجسام
المضادة -البروتينات التي ينتجها جهازنا المناعي كردِّ فعلٍ على العدوى- التي تعمل
ضد الفيروس، ومن ثم نشرها ضده. 

الاستراتيجية الثالثة: وضع حدٍّ لخروج الجهاز
المناعي عن السيطرة. بالطبع لا يكمن الهدف في إيقاف عمله، بل خفض نشاطه قليلاً
فقط. 

هذه هي الأهداف الرئيسية
لعشرات الأدوية قيد الاختبار الآن. لكن العلاجات الجديدة المُصمَّمة خصيصاً
لمكافحة كوفيد-19 تتمتَّع بميزة العمل على وجه التحديد ضد هذه العدوى الفيروسية،
ما يجعلها أكثر فاعلية في مواجهة المرض. 

بحسب المجلة العلمية
الأمريكية، فإنه لا يوجد الكثير من مضادات الفيروسات متاحةً للعامة في الوقت
الحالي. 

فهناك أكثر من 90 مضاداً
للفيروسات صُدِّقَ عليها منذ العام 1963، حين رُخِّصَ عقار Idoxuridine لعلاج الهيربس البسيط،
لكن أغلب هذه الأدوية فعَّالةٌ ضد نوعٍ واحدٍ من الفيروسات، ما يجعل من الصعب
إعادة توظيفها ضد فيروسٍ جديد. 

إضافةً إلى ذلك، فإنه بسبب
اعتماد الفيروسات على الجسم المضيف في أغلب وظائفها، فمن الصعب تصميم أدوية تقتل
الفيروس الغازي دون أن تضرنا نحن أيضاً. 

لمعالجة هاتين المشكلتين،
بدأ المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية في العام 2010، الاستثمار
في تطوير مضادات فيروسات واسعة النطاق أكثر. 

وكما هي الحال في المضادات
الحيوية واسعة النطاق -فعَّالة ضد عدة فئاتٍ من البكتيريا-، يتمثَّل الهدف في
إطلاق مضادات فيروسات قادرة على مكافحة العديد من الفيروسات المختلفة. 

إحدى الشركات التي تعاوَنَ
معها المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية كانت شركة غيليباد ساينسز،
التي طوَّرَت عقار Remdesivir المضاد للإيبولا. 

أسفرت التجارب الأوَّلية ضد
فيروس الإيبولا عن نتائج واعدة، وفي 2018 اختبرت شركة غيليباد العقار في تجربةٍ
سريريةٍ واسعة النطاق أثناء تفشي الفيروس في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

لكن التجربة أوضحت أن عقار Remdesivir لم ينجح في وضعِ حدٍّ
للوفيات مثل علاجاتٍ أخرى. 

بيد أنه في مرحلةٍ سابقة من
تطوُّر العقار، اختبر الباحثون Remdesivir ضد الفيروسات التاجية
التي تسبِّب مرض السارس وفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط
التنفُّسية. 

وقد أظهرت الدراسات على
الخلايا والفئران، على السواء، أن العقار بإمكانه منع الفيروس من التكاثر، ما يعني
أنه قد يفلح ضد فيروس كورونا المستجد أيضاً. 

سرعان ما دَفَعَت هذه
النتائج، علاوة على اجتياز العقار تجارب السلامة بنجاح أثناء اختباره ضد الإيبولا،
العقار إلى الصدارة في سباق علاجات كوفيد-19. 

وتجري الآن أربع تجارب
سريرية كبيرة لتقييم عقار Remdesivir في الولايات المتحدة،
ومن المُفتَرَض أن تتمخَّض هذه التجارب، إلى جانب التجارب في الصين، عن نتاج
أوَّلية بحلول نهاية الشهر الجاري أبريل/نيسان. 

في أواخر فبراير/شباط 2020،
تحدَّث مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بروس أيلوارد صراحةً قائلاً،
“هناك عقارٌ واحدٌ فقط الآن نعتقد أنه يتمتَّع بفعَّاليةٍ حقيقي. هذا العقار
هو Remdesivir”. 

غير أنه، هو وغيره من
مسؤولي الصحة العامة القابعين في الخطوط الأمامية ضد هذه الجائحة، لا يزالون
يُشدِّدون على الحاجة إلى اتباع الإجراءات الواجبة. 

إذ قال مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي في 20 مارس/آذار 2020، “نحن نحاول تحقيق توازن بين تصميم عقارٍ يتمتَّع بتأثيرٍ مُحتَمَل ومتوافر للشعب الأمريكي، وفي الوقت نفسه نعمل في ظلِّ بروتوكول يمنحنا معلوماتٍ لتحديد ما إذا كان العقار آمناً وفعَّالاً حقاً”. 

وعلاوة على الجهود الأخرى
لاختبار مضادات الفيروسات، بما في ذلك العقاقير التي استُخدِمَت من قبل ضد فيروس
العوز المناعي البشري المؤدِّي إلى الإيدز، هناك مجموعاتٌ كثيرة تعمل الآن على
تقييم استخدام عقار الكلوروكين، الذي لطالما استُخدِمَ ضد الملاريا، إضافةً إلى شقيقه
الهيدروكسي كلوروكين. 

ورغم أن هذه العقاقير لم
تعُد تُستخدَم في بعض مناطق العالم، لأن طفيلي الملاريا أصبح شديد المقاومة لها،
توصَّلَت دراسةٌ أجراها باحثون في معهد ووهان للفيروسات في الصين أوائل
فبراير/شباط 2020، إلى أن هذه العقاقير تُظهِر بعض النشاط المضاد للفيروسات في
الخلايا البشرية. 

وفي الآونة الأخيرة، شارك
أطباء فرنسيون نتائج تجربةٍ أُجرِيَت على 26 شخصاً مُصاباً بكوفيد-19، وكانوا
يواظبون على عقار الهيدروكسي كلوروكين 3 مرَّاتٍ يومياً، إلى جانب المضاد الحيوي
أزيثرومايسين في بعض الحالات. 

فبعد 10 أيام، أُفيدَ بأن
أولئك الذين تلقوا العلاج صار لديهم قدرٌ من الفيروس في دمهم أقل من الـ16 شخصاً
الذين لم تُقدَّم لهم هذه العقاقير. 

هناك العديد من التجارب
السريرية قيد التجريب الآن على الهيدروكسي كلوروكوين، من بينها تجربة بدأت في 24
مارس/آذار في مدينة نيويورك الأمريكية، ويُقيم فيها أثر العقار مخلوطاً مع
الأزيثرومايسين. 

إذا ثبتت فاعليته، فإن
تكلفته المنخفضة وتوافره، سيجعلان من السهل انتقاله لمرحلة الإنتاج الشامل من أجل
توزيعه في أنحاء العالم. 

لكن هناك مخاوف لدى البعض
من تعليق آمال كثيرة على هذا الحل الوحيد. 

عالم الأحياء الجزيئية في
جامعة روتشيستر في نيويورك ومؤسس واحدة من الشركات التي تطور أيضاً علاجاً مضاداً
للفيروسات لاستخدامه مع فيروس كورونا المستجد هارولد سميث، قال إن الهالة المحيطة بالهيدروكسي كلوروكوين هي
انعكاس لحاجتنا الشديدة وليس لكونه واعداً على نحو حقيقي. 

وأضاف، “الأمم تنهار
أمام هذا الفيروس الصغير، وليس لدينا أي شيء”.

هناك طريقة أخرى لمواجهة
الفيروس، غير إيقاف تكاثره، وهي أن نتبع تأقلم الجهاز المناعي، ونأمل في تشكُل
الأجسام المضادة. 

بدأت شركة التكنولوجيا
الحيوية الناشئة في فانكوفر AbCellera، هذه العملية لتحديد
كل الأجسام المضادة في عينة دم خاصة بشخص تعافى من فيروس كورونا
الجديد.  

ثم اختبرت الشركة فاعلية
هذه الأجسام ضد فيروس كورونا الجديد. 

وقال رئيس البحث والتطوير
في الشركة إستر
فالكونر
، إن
الشركة تمكنت خلال أسبوع بعد استلام العينة، من تحديد 500 نوع واعد من الأجسام
المضادة من بين الملايين، وربما مليارات الأنواع الموجودة في العينة. 

تعمل الشركة الآن مع شركة
العقاقير Eli Lilly ومقرها إنديانا على تطوير علاج لمرض كوفيد-19 يعتمد على الأجسام
المضادة. 

وأضاف فالكونر،
“يمكننا إنجاز شيء في أربعة أشهر يستغرق في الظروف العادية من 5 إلى 10
سنوات”.

وتتبع المنهج نفسه شركة
أخرى في نيويورك اسمها Regeneron، التي تقول إنها تأمل في بدء الإنتاج الشامل لأكثر الأجسام المضادة
التي حددتها قبل منتصف أبريل/نيسان 2020. 

لكن عند هذه المرحلة ما زال
أمامنا طريق طويل من الاختبارات لنرى إذا كانت العلاجات آمنة ويمكنها بالفعل تقليل
شدة أو مدة مرض كوفيد-19.

هناك طريقة تقليدية أكثر
لمنح المريض جرعة من الأجسام المضادة الإضافية، وهي جمعها مباشرة من الناس الذين
تغلبوا على العدوى. 

إذ تستمر الأجسام المضادة
التي تكافح الجسم الغريب المسبب للمرض في التدفق في الدم بمستويات عالية لدى
المتعافين من المرض. 

ومنذ ثلاثينيات القرن
العشرين، يعطي الأطباء مصل الدم الغني بالأجسام المضادة لتعزيز المناعة لدى المرضى
من المصابين بالعدوى نفسها. 

وهذه الاستراتيجية أنقذت
أرواحاً في أثناء أوبئة شلل الأطفال والإيبولا، وتفشي الحصبة، وحتى في حالة وباء
سارس الذي ظهر في العام 2003. 

وتفيد التقارير أن عدة مئات
تعافوا بهذه الطريقة من كوفيد-19 في الصين بالفعل، لكن النتائج العلمية الدقيقة لم
تُنشر بعد.

قال أرتورو كاساديفال من كلية جونز هوبكنز للصحة
العامة في ميريلاند إن الأجسام المضادة في المصل تمتص الفيروسات مثلما تمتص
الإسفنجة السوائل المسكوبة. 

ويكثف كاساديفال الآن
التجارب السريرية في 4 أماكن لتقييم هذه الاستراتيجية في خلال أسابيع. 

ويرى كاساديفال أيضاً أن
إنشاء بنك بلازما مُخصص لفيروس كورونا، يمكن فيه للمتعافين توفير أجسام مضادة لمن
لا يزالون مرضى، وهو شيء قال إنه قد يكون على الأرض في الأشهر القليلة
القادمة. 

وقال، “يمكن للناجي
الواحد أن يتبرع ببلازما تكفي لمساعدة اثنين من المرضى”.

الأسلوب الثالث الرئيسي
لإيجاد عقاقير لمرض كوفيد-19 يهدف إلى تهدئة ردة فعل جهازنا المناعي الخطيرة
المبالغ فيها. 

وهنا أيضاً الاستراتيجيات
الموجودة تعد خليطاً بين القديم والجديد. 

فبملاحظة أن العديد من
المصابين بفيروس كورونا يمرون بأعراض عاصفة إفراز السيتوكين قبل الموت بفترة
قصيرة، بدأت شركة Roche عملاق الصناعات الدوائية في بحث ما إذا كان عقارها توسيليزوماب
الخاص بالتهاب المفاصل الروماتويدي يمكنه تعطيل هذه العملية. 

يعمل العقار عن طريق وقف
نشاط مادة “إنترلوكين-“6، التي تُسرع استجابة الجهاز المناعي. 

ستبدأ الشركة في تسجيل
أسماء مرضى الالتهاب الرئوي بسبب كوفيد-19 في تجربة سريرية كبيرة في أبريل/نيسان
2020. 

هناك أيضاً عقار آخر يعمل
على “إنترلوكين-“6 ويخضع للاختبار في الوقت الحالي وهو ساريلوماب. 

وتعد هذه فترةً مثالية
لإجراء تجارب عشوائية للأدوية الموجودة، مع الوضع بعين الاعتبار أن استخدام
مجموعات كبيرة من الناس لهذه العقاقير دون أدلة كافية قد يكون أمراً خطراً أيضاً.

بمجرد أن يكون لدينا فكرة
جيدة بشأن العقار الفعال، سيكون الجزء الصعب فعلاً هو توفيره  للناس. 

بدوره قال جيف تشيرتاك، وهو
متحدث باسم مؤسسة بيل ومليندا غيتس: “ستكون الخطوة التي ستحد من معدل
الانتشار هي القدرة على التصنيع وليس مجرد العلم. نحتاج توفير هذه العقاقير على
نطاق واسع، مما يعني تصنيع مئات الملايين من الجرعات”. 

وفي مارس/آذار 2020، أطلقت
المؤسسة مبادرة Covid-19 Therapeutics Accelerator التي ستساهم بما يصل
إلى 125 مليون دولار من أجل تسريع تطوير العقار من مراحله الأولى ليصل إلى مراحل
التصنيع والتوزيع. 

وقال تشيرتاك إن تركيز
المؤسسة على كل خطوات العملية هي استراتيجية مقصودة لضمان تسعير العقاقير حتى يمكن
لمن يحتاجونها الحصول عليها، بغض النظر عن دخلهم.

وقال كليفورد لين نائب مدير
البحث السريري في المعهد القومي للحساسية والأمراض المعدية إنه إذا أظهرت التجارب
أن العقاقير القديمة فعالة، مبدئياً، فربما تكون متوفرة للمصابين بمرض
“كوفيد-19” خلال أسابيع قليلة، طالما يمكن تصنيعها بكميات مناسبة. 

ولكن في المقابل، قد تتطلب
العلاجات الجديدة شهوراً من الاختبار قبل أن تكون جاهزة للاستخدام البشري. 

إنها عملية طويلة، لكنها
أيضاً تساعد في ضمان أن الاستثمار الضخم للوقت والموارد في توصيل هذه العقاقير
للمرضى ستأتي بثمارها في النهاية. 

نعم، التكلفة والإنتاج هما
عاملان محوريان، لكن الأكثر أهمية هو الثقة في أن هذه العقاقير ستكون فعالة، ولن
تُضر.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى