لايف ستايل

علامات تدل على الذكاء العاطفي المرتفع..وهكذا يمكنك تعزيزه في حال عدم امتلاكه

يشير الذكاء العقلي إلى كيفية التعلم وفهم وتطبيق المعلومات، ويقيس مهارات حل المشكلات، والتعرف على الأنماط، والرياضيات، والمنطق، والذاكرة العاملة والذاكرة قصيرة المدى. أما الذكاء العاطفي فيقيس كيفية تعلم الأشخاص وفهمهم وتطبيقهم للمعرفة العاطفية، أي أنه يعكس قدرة على فهم مشاعر الآخرين والتمييز بينها، وتطبيق ما فهمه لتوجيه سلوكياته وتصرفاته.

ولا يولد الجميع أذكياء عاطفياً، ولكن على عكس الذكاء العقلي، يمكن اكتساب الذكاء العاطفي وتحسينه بالممارسة.

في هذا التقرير نوضح لك العلامات التي تدل على الذكاء العاطفي المرتفع، وما عليك فعله لتعزيز ذكائك العاطفي في حال عدم امتلاكه

يبدأ الذكاء العاطفي بما يسمى الوعي الذاتي والاجتماعي، والقدرة على التعرف على المشاعر وتأثيرها في نفسك والآخرين.

يبدأ هذا الوعي بتوجيه بعض الأسئلة إلى الذات، وتشمل:

– ما الذي دفعني (أو شخص آخر) إلى قول أو فعل هذا؟

– ما نقاط قوتي العاطفية، ونقاط الضعف؟

– كيف يؤثر مزاجي على أفكاري وقراراتي؟

– ما الأمور الخفية التي تؤثر على ما يقوله ويفعله الآخرون؟

التوقف للحظات والتفكير قبل التحدث أو اتخاذ القرارات، إحدى سمات من يمتلكون الذكاء العاطفي. ربما يكون هذا سهلاً من الناحية النظرية، ولكن ممارسته أمر صعب. من الممكن أن تساعدك هذه الطريقة في الإفلات من المواقف المحرجة، أو من تقديم التزامات صعبة بسرعة كبيرة دون تفكير قد لا تمكن من الوفاء بها فيما بعد.

أي أن التوقف للحظات للتفكير قبل أخذ القرارات يساعدك في الامتناع عن القرارات الانفعالية.

واحدة من السمات المميزة للذكاء العاطفي العالي هي الوعي الذاتي، وهو فهم عميق لجميع الآراء من حولنا. وهذا يعني أيضاً أنه يمكننا تقييم أنفسنا وأخطائنا بأمانة ووضوح كبيرين.

بالطبع لن تشعر بالرضا وأنت تتلقى ردوداً سلبية على أعمالك، ولكن يجب أن تتغاضى عن شعورك، وتحول النقد الموجه إليك إلى فرصة للعلم حتى لو كانت طريقة إيصاله مزعجة. ربما قد يكون النقد الموجه إليك لا أساس له من الصحة، ولكنه يمنحك نافذة على طريقة تفكير الآخرين. 

بغض النظر عن الطبيعة الدقيقة لرد فعلهم، فإن الأشخاص الذين لديهم ذكاء عاطفي شديد لا ينكرون النقد، أو يلومون الآخرين، أو يقدمون أعذاراً واهية، وإنما يفكرون في كيفية الاستفادة من النقد لتحسين أنفسهم.

لذا، عندما يُوجه إليك بعض النقد السلبي، حاول أن تبقي عواطفك تحت السيطرة، وحاول أن تستفيد منه لتصبح أفضل.

تساعدك القدرة على إظهار التعاطف، والتي تتضمن فهم أفكار ومشاعر الآخرين، على التواصل مع الآخرين. بدلاً من الحكم على الآخرين أو تصنيفهم، يعمل الذكي عاطفياً بجد لرؤية الأشياء من خلال عيون الآخرين.

والتعاطف لا يعني بالضرورة الاتفاق مع وجهة نظر شخص آخر. بدلاً من ذلك، يتعلق الأمر بالسعي لفهم وجهات النظر، والذي يسمح لك ببناء علاقات أعمق وأكثر اتصالاً.

فالذكي عاطفياً، لا يرفض الأفكار تلقائياً لمجرد أنها مختلفة مع أفكاره، وهذا يجعله مطلوباً حينما توجد مشكلة، أو لمجرد الحاجة إلى أذن مستمعة متعاطفة. لن تجده يتحدث طوال اليوم، ولكن لديه القدرة على مساعدة الناس على ضبط الأمور بسرعة.

يشعر الإنسان بالرضا حينما يتلقى المدح والتقدير ممن حوله، فهذا يزيد من ثقته في ذاته. لذا، تجد أن الأذكياء عاطفياً يركزون على الجوانب الإيجابية فيمن حولهم، ويوجهون إليهم المدح بخصوص تلك الإيجابيات، ما يساعد الطرف المتلقي للمدح في التركيز على هذه الجوانب ليطوروا من أنفسهم، ويصبحوا أفضل حالاً.

ربما تكون قد مررت بتجربة تلقي ردود فعل سلبية من الآخرين، وتعرف مدى تأثيرها السلبي على النفس، ولكن ردود الفعل السلبية لا تنبعث ممن يتمتعون بالذكاء العاطفي. 

يميل الأذكياء عاطفياً إلى النقد البناء خوفاً من إيذاء مشاعر الآخرين، ورغبة في توجيههم إلى الطريق الصحيح. لذا، تجدهم يختارون ألفاظهم وكلماتهم بحرص وعناية لتجنب جرح مشاعر المتلقي.

لكن هذا لا يعني الابتعاد عن قول الحقيقة أو استخدام الحيل لمحاولة تخفيف حدة ردود الفعل الصعبة. 

رغم أننا لا نمتلك الكثير من القدرة للسيطرة على العاطفة الي نواجهها في فترة معينة، إلا أننا يمكننا التحكم في ردود الأفعال على هذه المشاعر. لا يمكنك منع الطيور من الهبوط على رأسك، لكن يمكنك منعها من بناء العش.

من خلال السعي للسيطرة على الأفكار، يتحرر الشخص من أسر عواطفه، ويتمكن من العيش بطريقة تنسجم مع أهدافه وقيمه.

تقديم الاعتذار للآخرين ليس بالأمر السهل، لأنه يتطلب قوة وشجاعة من أجل التلفظ بجملة “أنا آسف”. ورغم صعوبة هذا الأمر، فإنه يدل على تواضع فاعله، ما يجذب إليه الآخرين.

يساعد الذكاء العاطفي في إدراك أن الاعتذار لا يعني دائماً أنك مخطئ، وإنما يعني تقدير العلاقة ومنحها قيمة كبيرة أكثر من الأنا.

كما أن ذوي الذكاء العاطفي لا يضيعون الكثير من أوقاتهم في محاولة إثبات أنهم على صواب، حينما يدركون أنهم مخطئون. وبدلاً من البحث عن مبررات، فإنهم يعتذرون بطريقة بسيطة وصادقة تتيح لهم العودة سريعاً على المسار الصحيح.

التمسك بالاستياء يشبه ترك السكين داخل الجرح، بينما يواصل الطرف المسيء حياته، فأنت لا تمنح نفسك فرصة للشفاء.

ولكن، عندما تسامح وتنسى، فأنت بذلك تمنع الآخرين من احتجاز عواطفك كرهينة، ما يسمح لك بالمضي قدماً.

واحدة من أعظم الطرق للتأثير إيجابياً على مشاعر الآخرين هو مساعدتهم.

معظم الناس لا يهتمون حقاً بالمكان الذي تخرجت فيه أو حتى إنجازاتك السابقة. ولكن ماذا عن الساعات التي ترغب في أخذها من جدولك للاستماع أو المساعدة؟ تعمل مثل هذه الإجراءات على بناء الثقة وإلهام الآخرين لمتابعة تقدمك عندما يكون ذلك مهماً.

أشرنا بالأعلى إلى 10 علامات إذا تواجدت في احد الأشخاص، فإنها تدل على امتلاكه الذكاء العاطفي. لذا، إذا أردت أن تصبح من ذوي الذكاء العاطفي فلابد أن تبدأ بممارسة تلك السلوكيات شيئاً فشيئاً، ومحاولة تطبيقها في شتى المواقف في حياتك. 

ستلاحظ بعد مرور بعض الوقت أن هذه السلوكيات أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتك اليومية، فالذكاء العاطفي يمكن اكتسابه بالممارسة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى