آخر الأخبار

علماء أمريكيون يوجهون “صفعة” لترامب قبل الانتخابات.. رفضوا ابتزازه للإسراع في اعتماد لقاح لكورونا

وجّه قادة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية صفعة جديدة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد تأكيدهم ضمان عدم  تدخل البيت الأبيض في العملية المنهجية العلمية لتوفير لقاح، وذلك بعد أسبوعين من صدور تصريح من الرئيس، اتهم فيه “الدولة العميقة” بإبطاء صدور الموافقة على لقاح “كوفيد-19”.

وفق تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، الثلاثاء 8 سبتمبر/أيلول 2020، فإن تصريح قادة الدواء في أمريكا أضعف مساعي ترامب، الذي كرَّر، الإثنين 7 سبتمبر/أيلول، توقعه بأنَّ اللقاح سيكون جاهزاً بحلول يوم الانتخابات، 3 نوفمبر/تشرين الثاني، لكنه أصر على أنه لم يكن مجرد توقع.

العِلم بدل السياسة: يسعى قادة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعزل المسؤولين عن مراجعة اللقاحات عن الضغط السياسي في الخارج، من خلال التمسك بالخطوط الإرشادية التي تبنتها الوكالة في يونيو/حزيران والتي حدَّدت معايير حصول أي لقاح على تصريح الاستخدام، وذلك حسبما كشف مسؤول على اطلاع على خطط الإدارة، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، لأنه يتحدث عن مداولات خاصة.

إذ شدَّد قادة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على الموظفين بضرورة ألا تؤثر الضجة السياسية في قرارات الإدارة. 

كما أرسل مُفوِّض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ستيفن هان، في الأسبوع الماضي، رسالة إلكترونية إلى جميع الموظفين الـ17 ألفاً في الوكالة، تعهد فيها بتمسك الإدارة بالعلم في تقييمها للقاحات. والتقى هان كذلك رؤساء الأقسام المختلفة التابعة للإدارة، وضمن ذلك القسم المسؤول عن مراجعة اللقاحات، لطمأنتهم.

رهان مزدوج: تحاول الإدارة تحقيق توازن حذِر، إذ يجب أن تتصرف بأسرع ما يمكن لإنقاذ الأرواح، لكنها تحتاج أيضاً تجنب الدفع بها إلى طرح لقاحات غير مُثبتة الفاعلية إلى الشعب الأمريكي؛ وبالتالي تقويض الثقة بسلامة الدواء. 

لهذا السبب، تخطط شركات أدوية، ومنها Pfizer Inc. وModerna Inc، للإعلان عن تعهدها بعدم تقديم طلبات استخدام لقاحات إلى الإدارة من دون بيانات حاسمة عن فاعليتها وسلامتها، حسبما أشارت مصادر مطلعة على المسألة.

وسواء أكان التعهد المشترك من شركات الأدوية، الذي نقلته وسائل إعلامية منها Bloomberg  في نهاية الأسبوع الماضي، قد أضعف مساعي ترامب للحصول على لقاح سريع أم لا، فقد كرَّر الرئيس الأمريكي، يوم الإثنين 7 سبتمبر/أيلول، توقعه بأنَّ اللقاح سيكون جاهزاً بحلول يوم الانتخابات، 3 نوفمبر/تشرين الثاني، لكنه أصر على أنه لم يكن مجرد توقع.

إذ صرّح ترامب، في مؤتمر صحفي: “قلت إنَّ اللقاحات ستُطرَح في الأسواق قبل نهاية العام. ما قلته هو، بحلول نهاية العام، لكنني أعتقد أنه يمكن أن يكون قبل ذلك. وفي الواقع، يمكن أن يكون في شهر أكتوبر/تشرين الأول، قد يكون قبل نوفمبر/تشرين الثاني”.

الدولة العميقة: شتان بين تصريحات ترامب الأخيرة والتغريدة التي نشرها في 22 أغسطس/آب، والتي انتقد فيها هان مباشرةً، إذ يستخدم ترامب مصطلح “الدولة العميقة” لوصف موظفي الوكالات الحكومية التي يعتقد أنها تتلاعب بالسياسات للإضرار بمصالحه.

في حين أنَّ تعليقات ترامب العلنية حول الجدول الزمني لطرح اللقاح تشكل ضغوطاً كافية، إلا أنَّ إدارة الغذاء والدواء لم تتعرض حتى الآن لتدخلات من البيت الأبيض خلف الكواليس، وفقاً لمسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم. ويلتقي هان أسبوعياً، كبار مسؤولي الصحة المشاركين في جهود الاستجابة للفيروس، وكذلك مع جون فليمنغ، مساعد الرئيس للتخطيط والتنفيذ.

مع ذلك، أفاد المسؤولون بأنَّ هان شدد للبيت الأبيض ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية على ضرورة عدم السماح بأن يُنظَر إلى عملية مراجعة اللقاحات على أنها مُسيَّسة وأهمية ذلك للصحة العامة.

رد البيت الأبيض: في الجهة المقابلة، نفى البيت الأبيض أي جهود من جانبه لتسريع وتيرة العملية، وقال أحد المسؤولين إنَّ ترامب أو أياً من مستشاريه لم يطالبوا بطرح أي لقاح غير آمن أو فعال في السوق ولم يخضع للإجراءات العلمية الصارمة التي تتوقعها الولايات المتحدة من أي من لقاحاتها، ولم يطالبوا بخفض النفقات الخاصة بتلك العمليات.

جود دير، المتحدث باسم البيت الأبيض، قال في بيان: “سرعة البحث والتطوير والتجارب والتوزيع النهائي للقاح كوفيد-19 هو رمز للأولوية القصوى التي يمنحها الرئيس ترامب لصحة وسلامة الشعب الأمريكي.

كما أضاف: “لا علاقة لذلك بالسياسة، بل بإنقاذ الأرواح. بإمكان الشعب الأمريكي الاطمئنان إلى أنَّ أية موافقة على لقاح ستلتزم بالمعايير الذهبية لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية الخاصة بالأمن والاختبار؛ لضمان فاعلية اللقاح أو العلاج”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى