منوعات

علماء يكتشفون أن صيحة البطريق الإفريقي تشترك مع كلام البشر في بعض الصفات

 قال
علماء إن صيحة البطريق الإفريقي، وهي نهيق يصحبه أزيز يشبه صوت الحمار المكروب،
تتبع بعض القوانين اللغوية الموجودة في اللغة البشرية.

حسب تقرير
لصحيفة The Guardian البريطانية، نُشر
الأربعاء 5 فبراير/شباط 2020، أوضح الباحثون أنه -كما هو الحال في حديث البشر-
كلما زاد معدل تكرار الأصوات في الصيحة كانت أقصر، في حين أنه كلما زاد طول الصيحة
قصرت الأصوات فيها. وهذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها هذا النمط خارج
الرئيسيات.

الدكتور ليفيو
فافارو، الذي شارك في البحث الجاري الآن بجامعة تورينو، أوضح: «يمكننا على
الأغلب إيجاد سلالات أخرى تتبع هذه القوانين، لأنه على الأغلب مبدأ عام، أكثر من
كونه شيئاً متعلقاً بلغة البشرة تحديداً». 

من جهته، قال
الأستاذ الجامعي ستيوارت سيمبل، من جامعة روهامبتون، والذي لم يشترك في البحث لكنه
أجرى بحثاً مشابهاً على الرئيسيات غير البشرية، إن الدراسة تضيف ثقلاً لفكرة أن
الحيوانات تميل إلى إيصال المعلومات بأكثر الطرق فاعلية. مثل هذا الأسلوب يُعرف بـ
«الانضغاط»، وهذا أيضاً يُرى في أنظمةٍ مثل شيفرة موريس، تكون الحروف
الأكثر استخداماً لها الأصوات الأقصر والأبسط، مثل النقطة أو الشَّرطة.

أضاف 
سيمبل: «إذا كان لديك مبدأ الانضغاط في نظام التواصل الخاص بك، فإنه يكون
أكثر كفاءة»، مضيفاً: «هذا النوع من الأمور تصرفت فيه إرادة التطور، لأن
الحيوانات التي تتواصل بكفاءة تبدد طاقة أقل».

بينما وصف
فافارو وزملاؤه في موضوع نُشر بدورية Biology Letters، كيف حللوا 590 صوتاً
مسجلاً من 28 بطريقاً إفريقياً بالغاً، تعيش جميعها في حدائق الحيوان الإيطالية.

هذه الصوتيات
كانت عبارة عما يسمى «أغنيات التعبير عن الفرحة»، أو صيحات ينطق بها
الذكور للتعبير عن هويتهم الفردية، وليقولوا لمنافسيهم إن هذه المنطقة لهم، وتساعد
الطيور في اجتذاب رفيق. هذه الأغاني مكونة من تتابعات من ثلاثة أنواع مميزة من
الأصوات، أو المقاطع.

قال الفريق إن
الاكتشافات تشير إلى أن أغاني البطاريق تتبع قاعدتين نراهما في نطاق كبير من
اللغات البشرية، وأيضاً لدى بعض الرئيسيات غير البشرية لكن ليس جميعها، وهما:
قانون الاختصار لزيف، وقانون مينزراث-ألتمان. 

ينص القانون الأول
على أنه كلما زاد معدل استخدام الصوت أصبح أقصر، في اللغة الإنجليزية على سبيل
المثال نجد أن أكثر الكلمات استخداماً قصيرة مثل the أو to أو of، في حين يقول القانون الثاني إنه كلما زاد
طول الوحدة البنائية للغة، قصرت المكونات الموجودة فيها، فعلى سبيل المثال تميل
الكلمات الثقيلة إلى ضم مقاطع أقصر من تلك المقاطع الموجودة في الكلمات البسيطة.

قال الأستاذ
الجامعي كريس كيلو، خبير أنماط قوالب اللغة في جامعة كاليفورنيا بمدينة ميرسيد،
والذي لم يشارك في البحث الأخير: «الكلمات المكونة من مقطع واحد قد تكون
طويلة مثل strength، لكن الكلمات التي تتكون من عدة مقاطع عادةً
ما تكون مقاطعها أصغر مثل pa-ra-me-ter-ise». 

بينما توجد بعض
القصور في الدراسة الجديدة، مثل أنها نظرت فقط في نوع واحد من الصوتيات بين
البطاريق، قال فافارو إن الدراسة تُظهر أن قوانين اللغويات ليست متعلقة باللغة
نفسها، إذ لا ترتبط بالدلالات اللفظية أو تركيب الجملة، لكنها تعود في الأصل إلى
مبدأ أساسي وهو مشاركة المعلومات بكفاءة، مضيفاً أن البحث يكشف، علاوة على ذلك،
التفاعل بين عوامل الضغط التطورية المختلفة، مثل الحاجة لتوصيل حجم الحيوان
وهويته، في أثناء التواصل بكفاءة.

رحب كيلو
بالدراسة. وقال: «قوانين اللغويات، مثل قانون الاختصار لزيف، وقانون
مينزراث-ألتمان، اكتُشفت بالأساس في النصوص»، مشيراً إلى أنه في البداية كان
يُعتقد أنها جاءت من الطبيعة الرمزية للغة البشر.

أضاف أيضاً:
«هذه الدراسة الجديدة قدمت أدلة إضافية على أن القوانين ملموسة وليست رمزية،
لأن حتى البطاريق تظهرها. وبدلاً من ذلك، يبدو أن القوانين تعكس شيئاً أعمق وأعم
عن التواصل والمعلومات».

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى