صحة

علماء يكشفون الآلية الغامضة وراء الرائحة الكريهة التي يفرزها الجسم.. اكتشاف يمهد لمضادات تعرُّق أكثر فاعلية

أعلن باحثون أكاديميون من جامعة يورك البريطانية، قدرتهم على التوصل إلى فهم جديد للآلية الغامضة وراء رائحة العرق الكريهة التي يفرزها الجسم، حسبما أفادت صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 27 يوليو/تموز 2020. 

يُرجع الباحثون مصدر رائحة الإبط إلى إنزيم خاص في ميكروب محدد يعيش تحت إبط الإنسان، بعد أن استطاعوا تجربة هذا الإنزيم مع ميكروبات مختلفة لتظهر معه نتائج محددة دائماً، مزيد من التعرق والرائحة الكريهة. 

بحسب الصحيفة، فإن هذا الاكتشاف يمهد الطريق أمام مزيلات رائحة أو مضادات تعرق أكثر فاعلية. 

ما هو السبب؟ من جانبه، قال الأستاذ جافين توماس، أحد علماء الميكروبيولوجيا البارزين في الفريق: “لقد اكتشفنا كيف تنتج الرائحة. ما نريد أن نفهمه حقاً هو سببها”.

من المعروف أن البشر لا يصدرون المكونات النفاذة من رائحة الجسم مباشرة، بل إن الرائحة الكريهة، المعروفة بـ “الثيوكحول”، تصدر بوصفها ناتجاً ثانوياً عندما تقتات الميكروبات على مكونات أخرى تواجهها على البشرة. 

سبق أن اكتشف فريق جامعة يورك أن أغلب الميكروبات على البشرة لا تستطيع إنتاج الثيوكحول، لكن مزيداً من الاختبارات كشفت النقاب عن أن الأنواع التي تعيش تحت الإبط، وهي العنقوديات البشرية، كانت سبباً رئيسياً في إنتاجه. 

ووصف علماء جامعة يورك في منشور لهم بالدورية العلمية Scientific Reports، كيف كثفوا البحث حول العنقوديات البشرية ليعلموا كيف تنتج الثيوكحول. واكتشفوا أن الإنزيم الذي يحوّل Cys-Gly-3M3SH، تنتجه الغدد المفرزة إلى داخل الثيوكحول النفاذ.

وقال توماس: “تستولي البكتيريا على المركب وتأكل بعضاً منه، لكنها تلفظ البقية، وتلك هي أحد المركبات الرئيسية التي نعرفها بأنها مصدر رائحة الجسم”.

ومع اكتشاف إنزيم رائحة الجسم، أكد الباحثون دوره عن طريق نقله إلى المكورة العنقودية الذهبية، وهي بكتيريا شائعة لا يُعرف عادة أن لها دوراً في رائحة الجسم. أوضح توماس: “بمجرد نقل الجين، صارت لدينا مكورة عنقودية ذهبية تجعل لجسدنا رائحة”.

يتيح البحث، الذي أُجري بالتعاون مع شركة يونيليفر، فرصاً جديدة أمام إنتاج مزيلات رائحة عرق تستهدف الميكروبات الأنشط في إنتاج رائحة الجسم، بينما تترك بقية الميكروبات الموجودة بالإبط دون أن تتعرض لها. 

أضاف توماس: “إذا كنت قادراً على امتلاك نهج أكثر تركيزاً يتغلب على عنقوديات بشرية مختارة، فيمكن أن تدوم المزيلات وقتاً أطول”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى