الأرشيف

عندما تغضب السماء على شعب مصر وترحل الملائكة من سماء أم الدنيا وتحل محلها شياطين الإنس والجان

بقلم الخبير السياسى والمحلل الإقتصادى

دكتور صلاح الدوبى

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا

رئيس اتحاد الشعب المصرى

“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”

كم أنا أخجل منك يالله ..من يؤمن بك كثيرون ..ولكن أغلبهم خصومك.. أرست لنا رسلك ومع كل منهم كتابا مقدسا يحتفظ كل منا بعدد لابأس منهم فى بيته ..ننظفه دائما خوفا عليه من الأتربه ولا نقرءاه وإذا قرءاناه ففى المواسم ..ولانطبق تعاليمه . أصبحنا إخوان مسلمون وإخوان مسيحيون وإخوان سلفيون وإخوان لبراليون وإخوان ناصريون ولا ننسى بالطبع الإخوان السيساويون وكلنا نكذب على بعضنا البعضى بل على أنفسنا وعلى بسطاء هذا الشعب ..نبحث عن السلطة والمركز .فى مجلس الشعب المعين من جهاز مخابرات السيسى ومجلس الشورى والحكومة والمحافظين حتى الرياسة, ننام ونصحوا ونحن نحلم بها..لماذا لاينظر كل منا فى المرآة حتى نرى حقيقة أنفسنا , فجميع المصريين يؤكدون لك أنه تم استبدال شعبنا العظيم، أما الذين تراهم على أرض الكنانة لا علاقة لهم من قريب أو من بعيد بأصحاب هذا الوطن، ولو بعث الله نبياً الآن فربما يعتذر عن قبول الرسالة، فالذي حدث يصطدم مع كل قواعد المنطق والأخلاق والمباديء والقيم، فالمساجد والكنائس لم تعد قادرة على أداء مهمتها الروحية، وأنه إذا استمر الوضع في هذا التدهور فإن الشمس لن تشرق على مصر، وربما يستعد كل منا لكتابة التاريخ حسب أهواءه ,وأن أمراً من صاحب الجلالة “مارينجوس عبد الفتاح السيسى الأول والآخر” بذبح المصريين كلهم، ودفنهم في مقبرة واحدة لن يحرك عضلة واحدة في وجه عليه جبهة كانت تسجد لله ثم اكتشفت أنها مشغولة بتنفيذ أوامرالشيطان. الصورة غير عادية سوداء، وظلامية وظالمية ولو أقسم لك كل المصريين أن الشريعة هى مصدر القانون فالملائكة لن تحلق فوق وادي النيل الخالد لأنهم كاذبون ،بل أن الشياطين هي التي ترقص، وتطرب، وتشكر إبليسها فقد تم نزع الروح العظيمة .. نفخة الله في الانسان. القيمة التي تؤكد نسب أبناء شعبنا إلى نسل آدم وليس إلى نسل إبليس إنها روح الغضب والتمرد والحزن والمبالاة والشهامة والنخوة والشجاعة والنبل التي استطاع أسود نظام نازى مجرم أن ينتزعها بكل الطرق والوسائل الرخيصة ومنها التعذيب والمعتقلات والتزييف والتزوير والفساد والنهب والسرقة واحتقار الرعية، ثم صنع فئران بل ديدان تهرب من المسؤوليات الجسام، وترى أن مهمتها لعق حذاء ولي الأمر الواجبة طاعته، وأن جمع حسنات الآخرة شغل المصريين عن خلافة الأرض، وأن الملائكة مشغولة باحصاء عدد المحجبات والملتحين وزائري القبور ومُشاهدي القنوات الفضائية ومسلسلاتها الساقطة وبطل السيسى ” محمد رمضان إبن العشوائيات المليونير الذى تم اكتشافه من رئيس المخابرات اللواء “عباس كامل ترامادول”.

https://www.youtube.com/watch?v=Bi1inXoKUsk

بل إن أحد الضيوف الدائمين على فضائياتنا العرجاء أقسم بأن الملائكة كلها تتبادل التهاني والتبريكات كلما غطت مسلمة رأسها، أما السلوكيات في العمل والاخلاص والأمانة والتسامح وتبادل المحبة مع خلق الله بغض النظرعن معتقداتهم، ومساندة المعذَبين خلف القضبان، ووقف الفساد والمحسوبية والرشوة فلم تعد من اهتمامات أبناء شعبنا. فضاء واسع من الانترنيت، والفيس بوك، والمواقع والمنتديات والرسائل الالكترونية، وصحافة معارضة توزع عشرات من النسخ، وشعب يعرف الجنينُ في بطن أمه أنْ “عبد الفتاح خليل السيسى” هو صانع الفساد والإفساد، وملايين يقرأون كتبهم المقدسة، وتهوي أفئدتهم لله في صلاة الجمعة وقدّاس الأحد، فتتحول شكوكك إلى يقين إيماني بأن المصريين قد تم استبدالهم، وأن هؤلاء الذين كان السيسى يحكمهم ليسوا أهلنا وأحبابنا وأبناء وطننا وقرة العين التي تغرق وجوهنا دموعاً من أجلهم. وأنى على يقين أن كل الصلوات الاسلامية والمسيحية، وكل الأدعية والتوسلات والرجاءات لن تصل حتى إلى السماء الأولى قبل أن تلتحم روح الغضب بقوة الإيمان، والله لن يقبل صلاة من أي مصري ليس غاضباً على من تسبب في خراب مصر ومحوالشخصية المصرية وإفسادها. هل سمع أحد عن مصري واحد فقط غادر مصر، ثم قص عليك حكايات فيها بارقة أمل، أو ذرة واحدة تستند عليها لتؤكد أن الزمن الجميل يمكن اعادته ولو قبل يوم القيامة بيوم .. كل المصريين يعرفون حكايات واقعية عن زمن الفيروس السلوكي الذي حقن به عهد مبارك ومن بعده  أبناء الشعب، فنسأل أنفسنا ماذا بقي من مصر والمصريين ولم يتلوث؟

كيف تقنع عشرات الأحزاب والقوى السياسية والمثقفين والتجمعات الهلامية العجيبة التي نبتت كالشياطين والبلطجية وعجائز المعارضة الفاشلة أن مصر بلدهم وأن ليس لهم بلدا أخرى يلجأون إليها وقضايا أقباط بلدي، في مجملها ومعظمها إلا ما ندر، عادلة وواضحة وتضع أصابعها في عيون من يجحدها أو يتنكر لها أو يناهضها أو ينفي وجودها.

ليست القضية بالنسبة لي أن أتعمق في بحوث الأديان والإتيان بشواهد على أهمية العدل والمساواة، أو بقراءة مفسرة لحقوق الإنسان، أو بالبحث في ثنايا الدستور المصري، أو باستخراج قوانين تشهد مع العدل بالمساواة الكاملة بين شعب السلطة المصفقون وراء عبد الناصر والسادات ومبارك وأخيرا وليس آخرا السيسى والرقصات والإعلام والفنانون وبين شعب مصر المطحون من سيناء حتى أعالى نهر النيل..

لكنني أملك ما تعجز عن الإتيان بمثله كل النقاشات والجدال والأدلة والقرائن والتفسيرات وهي قناعاتي اليقينية بأن التمييز بين مواطن وآخر في أدنى الصور ، وفي الشعور واللاشعور، وفي الفكر اليقظ أو الغضب السريع أو بين أربعة جدران ليست لها آذان بأن لحظة واحدة عابرة تشعرني كمسلم بأنني أفضل من أخي القبطي تدخل بدون ريب في دائرة التمييز المقيت والمكروه. مرض أصاب المصريين وهم لا يعرفون أنَّ صَمْتهُم دعوة للرياء وهو وباء يستشري في الجسدِ المصري الضعيف الذي لا تحَرّك فيه ساكنا التحذيرات والكتابات والاشارات الصريحة والضمنية، فالانهيار بدأ يوم تحوّلنا إلىَ أغبياء لا يقرأون، وإذا قرأنا اكتفينا بالعناوين، وإذا مررنا على التفاصيلِ سقطت من ذاكِرَتِنا قبل أنْ نطوي الورقة أو ننتقل إلىَ موقعٍ آخرعلى الإنترنت .وأخيرا خرجوا يطالبون بالشريعة.. مسلمون ومسيحيون ملتحونوغير ملتحون منقبات.. ومتبرجات.. وهم كاذبون فأبسط مبادئ الأديان ..حب لأخيك ماتحبه لنفسك .

فالله محبة.. إغفر لنا ياآلله وإعف عنا.. فنحن كاذبون .. سارقون ومرتشون ومراءون..ومخبلون نصلى ونصوم ولكننا كاذبون..كازبون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى