آخر الأخبار

عودة 200 مليون طالب صيني للدراسة لكن بلا طوابير أو نشيد وطني، بل عبر الإنترنت

بدأ حوالي 200 مليون طالب في جميع أنحاء الصين النصف الثاني من العام الدراسي، الإثنين 17 فبراير/شباط 2020، لكن يومهم الدراسي بات مختلفاً عن أي يوم دراسي لهم قبل عطلة العام القمري الجديد الأخيرة. فلا وقوف أمام ساري العلم ولا غناء للنشيد الوطني، بل أصبحوا يشاهدون ذلك على شاشات هواتفهم وحواسيبهم اللوحية، بعدما تحولت الدراسة إلى دراسة عبر الإنترنت. وبالطبع، عندما يشاهد الكثير من الأطفال ذلك في نفس الوقت في جميع أنحاء البلاد، تتعطل سرعات الإنترنت كثيراً، فضلاً عن ضعفه بالأساس في بعض المناطق.

لكن هذه العودة للدراسة تُحمل أولياء الأمور أعباءً إضافية، خاصةً أن معظمهم أصبح يعمل عن بعد أيضاً، وهنا يجدون أنفسهم أمام تحد للعمل في المنزل والتركيز في إنتاجهم، بالإضافة إلى إقناع أطفالهم بالدراسة عن بعد في وقتٍ يعتبرون فيه المنزل للتسلية وليس للدراسة، أو سئموا من وجودهم فيه طوال اليوم بسبب الحجر الصحي المفروض في البلاد. كما طرأت الكثير من المشاكل الأخرى مع قرار استئناف الدراسة عبر الإنترنت التي تطلبت قرارات تسهيلية أخرى، فمثلاً؛ في حال كان كلا الوالدين يعملان، يجلس أحدهما لرعاية الأطفال مقابل راتب كامل.

دراسة عبر الإنترنت:  تحولت كل الدروس في الصين إلى الإنترنت؛ اللغة الإنجليزية والصينية، والرياضيات والعلوم، إذ تتخذ السلطات الصينية تدابير شديدة لمحاولة احتواء تفشي فيروس كورونا الذي انتشر في جميع أنحاء البلاد. وحالياً، يُمنع أكثر من نصف سكان الصين، البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، من مغادرة منازلهم بطريقة ما. وتُمنع التجمعات العامة، بما في ذلك التجمعات المدرسية، وفق صحيفة The Washington Post الأمريكية.

 فقد كان من المقرر أن تُستأنف الدراسة في معظم مدارس الصين، الإثنين 17 فبراير/شباط 2020، ولكنهم انتقلوا إلى نوع من الدراسة الإلكترونية أو نظام التعليم المنزلي، مما يستنزف موارد المعلمين، ويشتت انتباه الطلبة ويضع ضغوطاً كبيرة على الآباء.

حياة شاقة على أولياء الأمور: قالت تشاو جينغ، أم لطفلين في تشنغتشو: “ما هذه الحياة التي أعيشها؟”، لأن أعمالها لم تعد تقتصر على الطهي وغسل ملابس ابنتها، 11 عاماً، وابنها، 7 أعوام، بل تضمنت أيضاً نسخ أوراق الاختبار بيديها ومحاولة فهم ومواكبة تقنيات الدروس المقدمة عبر الإنترنت.

فضلاً عن أن طفليها لا يستمتعان بالتحول إلى التعلّم الإلكتروني، ولا يحبّان قضاء وقت طويل في المنزل، إذ قالت تشاو باستياء: “لا يفكران سوى في اللعب ولا يريدان الدراسة من الأصل”، وأضافت أنها تأمل في أن يعودا إلى المدرسة سريعاً قبل أن “تنهار”.

 وقد نفّس بعض الآباء عن غضبهم على الشبكات الاجتماعية، إذ كتبت إحدى الأمهات على منصة Weibo: “عندما تبدأ الدروس الإلكترونية رسمياً، سوف تتحول الأمهات إلى مساعدات للمدرسين ومربيات وعاملات”. ولكن يبدو أن هذا الرأي لم يكن محل تقدير، وسرعان ما حذفه مراقبو الموقع.

 كذلك، يتواصل المشهد من منزل إلى آخر في جميع أنحاء البلاد، بدون أي نهاية تلوح في الأفق. فقد أغلقت كل المدارس إلى أجل غير مسمى مع استمرار حالة الطوارئ الصحي.

على الجانب الآخر، حاولت وسائل الإعلام الحكومية الصينية تسليط الضوء على أي جوانب إيجابية في ذلك الأمر، وكتبت صحيفة China Comment : “كل كارثة نتعرض لها قد تكون صدمة وتحدياً لقيم حياتنا. وحربنا الجارية ضد الفيروس هي أعظم درس يمكن أن يستفيد منه الطلبة وتدريب حقيقي للكبار أيضاً”.

 جهود رسمية للتعليم المنزلي: قدم وزير التعليم فصولاً دراسية وطنية سحابية عبر الإنترنت مدعومة بأكثر من 7,000 خادم ومصممة لتلبية الاحتياجات التعليمية لحوالي 50 مليون طالب في المرحلة الابتدائية والإعدادية في نفس الوقت. وتغطي الدروس 12 مادة أكاديمية، من بينها “التربية الأخلاقية” و “التوعية بالأوبئة”.

 في نفس الوقت، تبث القنوات التليفزيونية التعليمية الصينية برامج تعليمية عبر القمر الصناعي إلى المناطق النائية التي لا تتوفر فيها اتصالات قوية بالإنترنت.

عوائق لم تكن بالحسبان: في الواقع، هناك العديد من أوجه القصور في ذلك النظام. العديد من الأسر ليس لديها جهاز كمبيوتر. ومن لديهم أكثر من طفل في المراحل التعليمية المختلفة ليس لديهم أكثر من جهاز. كما أن رعاية الأطفال في العديد من العائلات الصينية تكون مسؤولية الأجداد، الذين قد لا تكون معرفتهم بالإنترنت قوية. وهناك أيضاً مشكلة جلوس الأطفال أمام الشاشات لوقت طويل.

 كما لا يقتصر الأمر على وجود الأطفال في المنزل. العديد من الأشخاص أيضاً من أصحاب الوظائف المكتبية أصبحوا يعملون عن بعد. ما يعني محاولة الآباء العمل من المنزل، وتلقي الأطفال دروسهم عبر الإنترنت في نفس الوقت.

 لذلك في محاولة منها لتخفيف الضغط على الأسر الصينية، قالت السلطات في بكين إن الأسر التي يعمل بها كلا الوالدين يحق لأحدهما البقاء في المنزل لرعاية الأطفال مع حصوله على مرتب كامل.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى