كتاب وادباء

عودوا الى فطرتكم

بقلم الكاتب والمحلل القانونى 

حاتم غريب k

حاتم غريب
—————–

حقائق
نحن بشر مايعنى اننا ننتمى الى عالم الانسان هذا المخلوق الذى ميزه الله تبارك وتعالى عن بقية خلقه بصفات وانعم اختصه بها مثل العقل والحكمة والعلم والبصيرة وحسن التكوين والخلقه وسخر له جميع المخلوقات من كائنات حية ونباتات وثروات معدنية بباطن الارض لتكون فى خدمته هبة من الله له…اذا فالانسان هو المخلوق الوحيد المفضل عند الله والدليل على ذلك انه نفخ فيه من روحه وهيأ له سبل الرشاد وجعله حرا فى اختياره بين الايمان والكفر والعياذ بالله ومنحه الكرامة والفطنة والذكاء…..هكذا اراد الله ان يكون الانسان.
هل استطعنا ان نحافظ على هكذا هيئتنا وفطرتنا التى خلقنا علينا او بمعنى اخر هل احترمنا انسانيتنا وحافظنا عليها من الاذى وحديثى هنا يقتصر على الشعب المصرى الذى طالما فرط ايما تفريط فى انسانيته واهان بشريته واضاع حريته وكرامته ومكن الاشرار من الاستخفاف بعقله وفكره وذكاءه طوال عقود من الزمن وظلوا على حالهم عبيدا فى زمن الاحرار هى وصمة عار دون شك من قدم الزمن لكن كان لابد مع التطور الحضارى والبشرى والتقدم العلمى الحاصل الان فى العالم ان يخرج هذا الشعب من دائرة العبيد الى دائرة الاحرار ان يعيش كما يعيش الانسان ارقى مخلوقات الله وليس كما تعيش الحيوانات فى الغابات بقوانينها وشرائعها التى تعتمد على مبدأ القوة وان البقاء للاقوى وليس للاصلح عقلا وعلما وخلقا كما هو متعارف عليه فى والمفترض فى عالم الانسان.
لقد استطاع هؤلاء العسكر المجرمين الخونة طوال مدة احتلالهم لمصر من نزع صفة الانسان عن الشعب المصرى واستبدلوها بصفات الحيوان الذى يجمع بين الشراسة والجبن والغباء حتى يتمكنوا من البقاء فى السلطة اطول فترة ممكنه وربما ارادوا البقاء الى ابد الدهر طالما استطاعوا تغييب عقل هذا الشعب ووعيه وجعل كل همه فى الحياة الحصول على لقمة عيش يسد بها رمقه ويحافظ بها على حياته خوفا من الموت جوعا فكان لابد لهم ازاء ذلك ان يصطنعوا الازمات والمشاكل وادخال الشعب فى دائرة التوتر والقلق والخوف الدائم من يومه وغده استطاعوا ان يتلاعبوا بمعنوياته والانسان قلق وخائف بطبعه فهى احدى غرائزالنفس البشرية التى لايمكن انكارها فاوهموه ان مصيره فى الحياة كله بيدهم فهم من يوفرون له الطعام والشراب والمسكن والملبس والعلاج والتعليم والامن وان غيرهم لوتولى الحكم والسلطة لن يستطيع توفير ذلك وسوف يفشل ويكون مصيرهم بعد ذلك الهلاك الحتمى.
لكن هل استطاع هؤلاء المجرمين توفير كل تلك الاحتياجات للشعب الحقيقة على ارض الواقع تثبت عكس ذلك تماما وتؤكد فشلهم الزريع فى بناء دولة عصرية يسودها العدل والمساواة والحرية والكرامة وسعة العيش فكل ماستطاعوا فعله وتحقيقه هو تحويل الى مصر الى سجن كبير للمصريين وغابة تعيش فيها حيوانات بهيئة بشرية فالقوى بماله وجاهه وسلطته يفترس الضعيف بفقره وجهله ومرضه فهو مجتمع لامكان فيه للعقل والحكمة والعلم والاخلاق والا ماستطاعوا السيطرة والتحكم فيه طوال هذه السنوات المريرة من حكمهم وتسلطهم.
على الشعب المصرى الان ان يكون على قدر المسؤلية ويحاول ان يعود الى فطرته التى فطره الله عليها ويتصرف كأنسان ولو مرة واحدة فى حياته ويخرج نفسه من دائرة الذل والعبودية لغير الله وان يحترم انسانيته ونعمة العقل التى وهبها الله اياها ويواجه مصيره بنفسه اما ان يكون او لايكون فليس من المستحب او المطلوب او الواجب ان يعيش الانسان طوال عمره القصير ذليلا حقيرا فقيرا جاهلا مريضا حبسا بين جدران وطنه يعامل كما تعامل الحيوانات والكائنات التى لاتملك عقولا او مشاعر فما هو الداع ام تمكنوا منكم تلك الطبقة الفاسدة المفسدة المجرمة القاتله التى سرقت عقولكم وثرواتكم وحجرت على مستقبلكم ومستقبل ابنائكم واحفادكم من بعدكم….ماالداع ان تظلوا عبيدا وهم اسياد ومالذى يلزمكم ام تقدموا لهم فروض الطاعة والولاء وهم من سببا فى نشر البؤس والحرمان والجهل والمرض بينكم انها طبقة مثل الباعوض تقتات على دمائكم وخنازير تنتهك اعراضكم ولصوص ينهبون ثرواتكم كيف استطعتم طوال هذه السنوات ان تسلموهم انفسكم ومصائركم وهم غير الامناء عليكم.
تذكروا وضعوا نصب اعينكم دائما انكم الان من الشعوب القليلة الذليلة المستضعفة الفقيرة الجاهله المريضة بين الشعوب المتحضرة التى يحكمها ساسة مدنيون لاعسكريون خونة مرضى بداء العظمة والغطرسة والكبرياء والتعالى على خلق الله ويتناسون دائما ان الشعب هو صاحب الفضل الاول عليهم بان يتردوا زى الجندية الذى هو شرف فى حد ذاته لايستحقونه بعد ان وضعوه فى الطين بجهلهم وغبائهم وحماقتهم وكراهيتهم الشديدة لكل انسان نظيف اليد متمسك بدينه وخلقه وعلمه وفكره البناء وعلى هذا الاساس نجد الشعوب من حولنا وقد استطاعت ان تنشأ مجتمعات يسودها السلام والمحبة والمساواة لانها تربت على العلم والحرية والقيم الانسانية الراقية التى تسمو بالانسان وتجعله خليقا بان يتبوأ المكانة العليا بين مخلوقات الله……..فهلا عدنا الى فطرتنا.

…..

/حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى