أم الأبطالاخبار المنظمةالأرشيف

فإذا العيون تحدثت بلغتها قالت مقالآ لم يقله خطيب فأصدق التعابير لترجمة المشاعر هي الدموع “الحلقة الرابعة”

بقلم الإعلامية الفاضلة 
أم الأبطال عضو منظمة “إعلاميون حول العالم”
فإذا العيون تحدثت بلغتها قالت مقالآ لم يقله خطيب
فأصدق التعابير لترجمة المشاعر هي الدموع
ويح كلماتك ايها الفتى الصغير
ويح دموع قلبك التي اكستنا سربال الخجل
كيف استطاع قلبك الصغير ان يسع هذا الكم الهائل من الشوق والحنين لوطنك
آآآآآه ياولدي الصغير
والله وبالله وتالله لقد سعرت نارآ سكن لهبها وبقي جمرها
فعصف بركان الشوق بوجداني وانا اسير مكبلة اتعثر بقيود الارزاق فالطريق وعر محفوف بالمخاطر
لكن بالنتيجة فاحت عطور الذاكرة فاستنشقنا عبير الوطن بدموع ولدي الصغير (احمد)وشحرجة صوته وهو يقول ياابتي والله اني لست ببطل فلو كنت بطلآ ماتركت وطني للمحتل
فمن عالم الشوق والاحزان والحرمان الذي انا فيه اصرخ بأعلى صوت واكتب بكل أقلام العالم احبك……أحبك……احبك يا وطني
فلو استجمع شاعر قريحته وكاتب إلهامه لوصف مشاعري تجاه وطني لعجزوا جميعآ
فترجمت الدموع الاحاسيس وانتهت بقرار عناق الوطن الذي دام فراقه آنذاك 9 أشهر فقط
فأجهشنا بالبكاء جميعا ثم نضرت إلى زوجي فقال: هون عليك بني عائدون بإذن الله تعالى والله يتولانا برحمته
عدنا الى أحضان الوطن الجريح ولم أكن أدرك أن الغربة داخل الوطن ابشع من خارجه حتى جربتها
فكنا نعيش كالأشباح نتنقل بين الحين والآخر من دار إلى أخرى
مداهمات واعتقالات
ثم تحول منزلنا إلى مستشفى ميداني لعلاج جرحى المقاومة
كانت مهمة اطفالي مراقبة تحركات القوات المحتلة في المنطقة والاب يعالج ويجري العمليات الجراحية في المنزل وانا اساعده
وفي نفس الوقت كثفنا العمل الدعوي والإرشاد والتدريس وبتنسيق عالي مع مشايخي واساتذتي حفظهم الله تعالى فتنبيت ملف المعتقلات وعملت منسقة إعلامية في عدة قنوات فضائية وناشطة حقوقية لرصد وتوثيق جرائم المحتل وانتهاكاته لحقوق الإنسان
عام 2005 كنت نائمة واذا بهاتفي يرن ففزعت لأن الوقت متأخر واذا بأخي الصغير الذي هو بعمر اولادي يصرخ ويبكي ويقول امي وابي بحالة سيئة جدا فلابد من أن يأتي ابو احمد لإسعافهم
ياإلهي مالذي جرى؟؟؟
فأجاب:الامريكان اقتحموا البيت واعتقلوا اخوتي الخمس وعذبوا ابي المسن حتى فقد الوعي
ولا يسمحون لأحد الخروج من المنزل كانت الساعة ال3صباحا ولا يحق لنا السير إلا بعد السادسة صباحا فحضر التجوال يبدأ من ال12حتى ال6صباحا
لم نكن(3 )ساعات إنتضار بل (3 )سنوات
فوصلنا بالقرب من بيت اهلي وكنا نراقب من بعيد الآليات الأمريكية لازالت موجودة فانتضرنا حتى انصرفوا فهلعنا إلى بيت اهلي
الله أكبر على كل ظالم ابي المسن مكبل اليدين إلى الخلف بحيث ان الحلقة التي قيدوا بها معصمي والدي كانت قد اختفى جزء منها في لحم والدي الشيخ المسن والدماء تقطر من يديه ورأسه وفمه وانفه
اما امي واخي الصغير واخواتي واطفال اخوتي وزوجاتهم قد تم احتجازهم في احد غرف المنزل وقفلوا الباب عليهم وانصرفوا فكسرنا الباب وقام زوجي بإسعاف امي وقمنا بتهدئة الجميع وتذكيرهم بالله العلي العظيم
معظم ابواب المنزل كانت مخلوعة لانهم عند اقتحام المنازل يفجروا الابواب
والزجاج يملأ المكان والمواد الغذائية كلها مسكوبة على الارض من زيت ورز ودقيق وبقوليات وقاموا بسرقة مبلغ كبير ومغتنيات النساء من ذهب وفضة ثم قاموا بإطلاق الكلاب البوليسية على والنساء لترويعهم
فبينما كنا نهديء بالأطفال والنساء سمعنا بكاءآ وعويلآ
فخرجت مسرعة واذا بي اتفاجأ بأن القوات المحتلة قامت بقتل شابين من أبناء الجيران (العم وابن أخيه اليتيم البالغ من العمر 12عامآ)
وجريمتهم انهم نظروا إلى القوات المحتلة من شرفة نومهم أثناء المداهمة يالها من جريمة !!!
قتلوا واعتقلوا وروعوا الابرياء بدم بارد وانصرفوا
ياإلهي ماذا نفعل انا وزوجي فالحمل ثقيل كنا في حيرة من امرنا كيف ننفق على اطفالنا اما الان اصبحنا(6 )عوائل
صادروا ما نملك واعتقلوا المعيلين لعوائلهم
ومرت الشهور ولا نعرف شيئآ عن اخوتي وزادت الاعتقالات بشكل مهول على مدينتي فراجعنا مكتب لحقوق الإنسان
فاكتشفنا ان إخوتي ال(5 )معتقلين في (سجن ابو غريب سيء الصيت)
ولا داعي لذكر معاناة وأشكال التعذيب الذي تعرض له اخوتي فالعالم بأسره يعرف ممارساته الدنيئة وانتهاكاته لحقوق الإنسان
مكث اخوتي 3سنوات قطف المحتل فيها زهرة شبابهم
إنتظرونا فللحديث تتمة بإذن الله تعالى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى