آخر الأخبار

فاحشو الثراء يستعدون للرحيل عن بلادهم.. مليارديرات بريطانيا في حالة رعب من قدوم زعيم «حزب العمال»

يرتب المواطنون البريطانيون
فاحشو الثراء لخروج فوري من بلادهم، في حال تولى جيريمي كوربين رئاسة الوزراء،
خشية أن يخسروا مليارات الجنيهات إذا «لاحق» رئيس حزب العمال النخبة
الثرية بفرض ضرائب جديدة، وقيود محتملة على رؤوس الأموال، وإجراءات مشددة على المدارس
الخاصة، وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.

وقال محامو ومحاسبو أثرياء بريطانيا إنَّ الاتصالات انهمرت عليهم من
عملائهم أصحاب الملايين والمليارات يطلبون فيها المساعدة والنصيحة بشأن الانتقال
لدول أخرى، وضخ ثرواتهم للخارج، وتقديم هدايا مبكرة لأطفالهم لتجنب تهديدات زعيم
حزب العمال بفرض ضرائب على جميع التركات التي تتعدى قيمتها 125 ألف جنيه إسترليني
(161 ألف دولار). 

وقال هؤلاء المستشارون إنَّ الطبقة الأكثر ثراءً التي تشكل 1% من
سكان بريطانيا تعتبر قيادة كوربين للحكومة تهديداً أخطر بكثير على ثروتهم ومستوى
معيشتهم من خروج بريطانيا من الاتحاد (البريكست) دون اتفاق.

وقال جيفري تود، شريك في شركة Boodle Hatfield للشؤون القانونية، إنَّ الكثير من عملائه رتبوا خططاً بالفعل لنقل ثرواتهم لخارج البلاد في غضون دقائق، إذا انتُخِب كوربين رئيساً للوزراء. 

وأضاف تود: «الكثير من أصحاب الثروات
الطائلة يتخوفون من الاضطرار لدفع ضرائب أعلى على ثرواتهم، واستعدوا بالفعل
لاحتمال تولي كوربين رئاسة الحكومة. وانتهى بالفعل التحضير لعملية نقل الثروات،
وفي كثير من الحالات لا ينقُص سوى التوقيع على العقود».      
   

وتابع: «سيتواصل الكثير من الأشخاص مع
محاميهم في الساعات الأولى من صباح 13 ديسمبر/كانون الأول، إذا فاز حزب العمال.
وجرى التحضير بالفعل لنقل رؤوس الأموال لملاك جدد ومواقع مختلفة، وتتوقف المسألة
فقط على الموافقة
النهائية».         

بدوره، قال دومينيك سامويلسون، المدير التنفيذي
لشركة Campden Wealth، التي تقدم المشورة لأكثر من
3500 عائلة ثرية: «من منظور أصحاب الثروات الطائلة، انتخاب حكومة من حزب العمال
بقيادة كوربين تُمثِل تهديداً عليهم، وعلى أعمالهم وثرواتهم أخطر بكثير مما يشكله
البريكست».

وأول أمس الخميس، 31 أكتوبر/تشرين الأول، خصَّ
كوربين بالذكر 5 أعضاء من «النخبة» التي ستلاحقها حكومة حزب العمال من
أجل إعادة التوازن للدولة.

زعم كوربين أنَّ مايك آشلي، الملياردير المالك
لشركة Sports Direct لمستلزمات الرياضة وفريق Newcastle United لكرة القدم، كان «مديراً سيئاً»
استغل موظفيه من خلال عقود عمل صفرية المدة. وردَّ آشلي، في تصريح لصحيفة The Financial Times البريطانية، قائلاً: «كوربين ليس فقط
كاذباً بل جاهلاً أيضاً».      

إضافة إلى ذلك، وَصَف زعيم حزب العمال كريسبين
أودي بأنه «مصرفي جشع»، مدير صندوق التحوط الذي راهن بمبلغ 220 مليون
جنيه إسترليني على انهيار الجنيه الإسترليني في الفترة التي سبقت الاستفتاء على
«البريكست». ورد أودي بقوله لصحيفة The Daily Telegraph البريطانية: «لحُسن الحظ، لا يستطيع
[حزب العمل] حتى إدارة حملة، ناهيك عن إدارة البلد».

أما الآخرون الذين خصَّهم كوربين بالملاحقة فهم: جيم راتكليف
ملياردير صناعة الكيماويات الذي غادر المملكة المتحدة إلى موناكو الخالية من
الضرائب، وروبرت مردوخ مالك صحيفتي the Sun and Sunday Times، ودوق وستمنستر الذي
يمتلك إمبراطورية ضخمة من العقارات وسط لندن.

لا ينبغي أن يكون هناك مليارديرات

علاوةً على ذلك، ذهب وزير الخزانة في حكومة الظل
البريطانية كليف لويس إلى أبعد مما ذهب إليه زعيم حزب العمل في تصريحاته؛ إذ قال
في حديث لبرنامج BBC’s Newsnight:
«لا ينبغي أن يكون هناك مليارديرات. ومن المفارقة أنَّ هناك أشخاصاً على هذا
الكوكب يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم».

وأضاف: «حين أذهب إلى البرلمان، أشاهد
أناساً يفترشون شوارع هذا البلد، سادس أغنى بلد في العالم». ووصف كذلك
المدارس الخاصة بأنها «محركات لعدم المساواة».

من جانبها، قال جوزي هيلز، كبير مديري الضرائب في
شركة Pinsent Masons البريطانية، إنَّ عدم القدرة
على إلحاق أطفالهم بمدارس Eton أو Harrow أو Winchester يمثل
مصدر قلق رئيسي لكثير من عملاء شركة المحاماة الأثرياء، الذين كانوا يفكرون في
الانتقال إلى سويسرا ودول أخرى منخفضة الضرائب وبها مدارس خاصة مرموقة.

وقالت: «أُرجِّح أنَّ 80% من عملائنا فكروا
في تداعيات انتخاب حكومة برئاسة كوربين. ويميلون إلى الإعراب عن آمالهم القوية
بألا يحدث ذلك، لكنهم على أية حال يرغبون في أن يكونوا مستعدين إذا تحققت هذه
الاحتمالية. وإذا كان هذا يعني اقتلاع أنفسهم وعائلاتهم من جذورهم هنا، فليكن
الأمر كذلك».

وكان جون كودويل، الملياردير مؤسس شركة Phones4u، قد تعهد بمغادرة البلاد إذا أصبح كوربين رئيساً للوزراء. وقال كودويل،
الذي يملك ثروة تُقدَّر بنحو 1.6 مليار جنيه إسترليني، إنَّ انتخاب حكومة بقيادة
كوربين لإدارة البلاد سيمثل «انتكاسة تامة»؛ لذا «سيذهب للعيش في
جنوب فرنسا أو موناكو».

لم يحدد كوربين الكيفية التي سيستهدف بها
الأثرياء، لكن تعهد حزب العمال في بيان أصدره في 2017 بفرض زيادة في الضريبة بمعدل
45% على من يجنون أكثر من 80 ألف جنيه إسترليني (103 ألف دولار) و50% على من يجنون أكثر من 123 ألف جنيه
إسترليني
. وفي
الوقت الحالي، يبلغ أعلى معدل ضريبة على الدخل 45% لمن يجنون أكثر من 50 ألف جنيه
إسترليني (64500 دولار).

وسيزيد حزب العمل ضريبة أرباح رأس المال، ويستبدل «الهدايا مدى
الحياة» بضريبة الميراث، مع بدلٍ مُعفى من الضرائب يصل إلى 125 ألف جنيهٍ
إسترليني (161 ألف دولار أمريكي)، أي أقل من نصف المبلغ الحالي الذي يُقدَّر بـ325
ألف جنيهٍ إسترليني (420 ألف دولار أمريكي). وهناك خُططٌ لزيادة معدَّل ضريبة
الشركات إلى 26%، بدلاً من النسبة الحالية التي تتوقَّف عند 19%.

وخطط كوربين لحقوق العمال تُثير قلق الأثرياء أيضاً، مع انتشار
أفكارٍ مثل أسبوع العمل لأربعة أيامٍ فقط ومنح الموظفين 10% من أسهم الشركات
الكبرى.

إذ حذر بيتر هارغريفز، الذي يمتلك ثروةً تُقدَّر بثلاثة مليارات جنيه
إسترليني (3.88 مليار دولار) وشارك في تأسيس Hargreaves
Lansdown لسمسرة
البورصة، من أنَّ خطط كوربين ستُمثِّل «هدفاً عكسياً، وستترك البلاد في حالٍ
أسوأ. وجرى إثبات الأمر مرةً بعد أخرى: هناك حدٌّ أقصى للضرائب التي يُمكنك فرضها،
قبل أن تبدأ عائدات الضرائب في الانخفاض لأنَّ الناس سيبدأون في مغادرة البلاد. لن
تُغادر عائلتي، فأنا أحب هذا البلد، ولطالما كنت وطنياً. لكنّ فاحشي الثراء
سيُفكرون في المغادرة إذ جعلت الأمر لا يُحتمل. الناس مرعوبون منه [كوربين]، ومن
ما يُمكن أن يفعله».

وقال هارغريفز إنَّ شركة سمسرة البورصة وظَّفت 1700 شخص، و «خلقت
كميةً هائلة من الثروة في البلاد. وفي حال خلقت نظاماً ضريبياً لا يُرحِّب أو يدعم
أشخاصاً يخلقون الثروة مثلي، فستتناقص صحة اقتصادك سريعاً».

وأضاف هارغريفز أنَّه دفع ضرائب تُقدَّر بـ40 مليون جنيه إسترليني
(51 مليون دولار) العام الماضي، و «في حال غادر 50 مناً [أكبر دافعي
الضرائب]، سيترك ذلك ثغرةً كبيرة في ميزانية المسؤولين».

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى