آخر الأخبارتحليلات

فضيحة “ثورة” 30 يونيو ! والحيل السينمائية

بقلم المحلل السياسى

شوقي محمود
فيينا – النمسا
الثلاثاء 7 يوليو 2020
من روائع ما قرأت تحليل وحقائق بالمستندات تهز القارئ الجيد
رئيس التحرير
(في 29 مارس 2016 كتبت مقالاً بعنوان “شرعية الانقلاب وفيلم خالد يوسف… وبمناسبة مرور 7 سنوات علي الانقلاب بمصر، أكتب هذا المقال “فيلم 30 يونيه بالحيل السينمائية” وفيه إضافات هامة)
اختلفت التقديرات في أعداد المتظاهرين في انقلاب 30 يونيه 2013، وتفاوتت ما بين 12 مليون، إلي 40 مليون متظاهر!!
وهذه التقديرات الخيالية تدل علي التخبط والعشوائية، وأنها أبعد بكثير عن الحقيقة!!
وللمفارقة فإن عدد الذين شاركوا في التصويت بانتخابات الرئاسة عام 2012 -التي شهدت إقبالاً غير مسبوق في تاريخ مصر- حوالي 23 مليون و300 ألف ناخب!!
فكيف يكون عدد المتظاهرين في محيطي قصر الاتحادية وميدان التحرير أعلي من عدد الناخبين في كافة أرجاء مصر؟!
وعندما أرادت الثورة المضادة الإطاحة بالرئيس الشرعي محمد مرسي، تم تشكيل تحالف ضم جميع اﻷضداد والكائنات المتناقضة لصناعة انقلاب، أطلقوا عليه “ثورة 30 يونيه”!!
وضم التحالف “الثوري” خليط عجيب من: العسكر والليبراليين، وفلول مبارك ويساريين، وبعض ممن شارك في ثورة 25 يناير، وضباط أمن الدولة، وأمناء شرطة، وحزب النور، وكذلك الأزهر والكنيسة…. مع مشاركة فعالة من البلطجية!!
وكان دور خالد يوسف إخراج فيلم عن “الثورة الجديدة” بتضخيم أعداد المتظاهرين من خلال الحيل السينمائية!!
الحيل صناعة سينمائية قديمة!!
كانت الأفلام القديمة تستخدم برنامج
Everyones

لصناعة الحشود المزيفة من خلال الصور المتحركة لدمي، وتكرارها في أكثر من موضع بطريقة احترافية!!

وأشهر من استخدم هذه الطريقة المخرج الانجليزي “ريتشارد أتينبورو”
RICHARD ATTENBOROUGH
في فيلم “غاندي” الذي أنتج عام 1982 (أي بعد 34 عاماً من الوفاة)، واستحضر “أتينبورو” مشهد الجنازة بالخدع السينمائية من برنامج EVERYONES بزيادة أعداد المشيعين بشكل مفرط!!

وأصبحت “الحيل السينمائية” أحد المقررات الرئيسية التي تدرس في معاهد السينما، تحت عنوان: كيف يصنعون حشوداً ضخمة في الأفلام؟
How do they make a huge crowd in a movies
وتطورت وسائل صناعة “الحشود المزيفة”، حتي بلغت الذروة عام 2001 باختراع برنامج
MASSIVE

وهو عبارة عن مقاطع من صور مسجلة مسبقاً، وتفعيلها من خلال برامج “الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد”، وتحويلها إلي شخصيات تتحرك وتتصرف وتتفاعل بشكل واقعي، دون الحاجة إلي استخدام الدمي!!
وهذا البرنامج يستخدم خصيصاً في الأفلام التاريخية والحربية أو أفلام الثورات الشعبية، كما يُستخدم حالياً في حشد الجماهيرالمزيفة بمدرجات ملاعب كرة القدم الخالية من المتفرجين!!
فيستطيع البرنامج تحويل صورة لبضع مئات من الأشخاص إلي مئات الألاف أو الملايين!!
ولا تقتصر خدعة
Massive
علي الأفراد، بل يتم استخدامه لتكثير عدد الآلات أيضاً، فتكفي صورة لسيارة لتتحول إلي مئات أو ألاف السيارات!!

هذا البرنامج تم استخدامه لأول مرة في فيلم “سيد الخواتم
THE LORD OF HE RINGS
للمخرج النيوزيلاندي “بيتر جاكسون”
PETER JACKSON
ونال ستيفان ريجيلوس STEPHEN REGELOUS
جائزة الأوسكار عام 2004 علي اختراعه.
برنامج MASSIVE

فيلم خالد يوسف: “30 يونيه”
اعتمد المخرج خالد يوسف علي الحيل السينمائية لتضخيم أعداد المتظاهرين في “فيلم 30 يونيه”، وتكفلت إدارة الشئون المعنوية للجيش المصري بتوفير ما يلزم من مشاهد سابقة للجماهير الغفيرة في كل من ثورة 25 يناير واعتصام رابعة، لضمها للفيلم الجديد!!
وتولي خالد يوسف عمل المونتاج (قص ولصق)، واستخدام حيل سرعة الإيقاع والتحول بالكاميرا بنفس الصور في أماكن متعددة، بما يوحي للمشاهد بكثرة الجماهير في كافة الميادين!!
وأحد أهم مشاهد فيلم انقلاب 30 يونيه، تلك المظاهرة الضخمة أمام قصر الاتحادية، وهذا المشهد مقتبس من مشهد الجنازة في فيلم “غاندي”، بتعديلات طفيفة!!
مشهد الجنازة في فيلم “غاندي”، بتعديلات طفيفة!!
أما مظاهرات ميدان التحرير، فكانت منسوخة من مشاهد ثورة 25 يناير!!
الفيلم به ثغرات فنية كثيرة، لأن خالد يوسف ليس له دراية بمهنة التصوير، ومثل هذه الأفلام تحتاج إلي مصور محترف!! ولكن الضجيج الإعلامي للفيلم غطي علي تلك الثغرات!!

هكذا خرج فيلم ثورة 30 يونيه للوجود!! وفي لحظة غاب فيها الوعي عن الوطن، استثمر تحالف اﻷضداد الفيلم ليؤسسوا عليه شرعية الانقلاب العسكري!!

برنامج Massive أصبح الآن ضمن باقة Software ويباع بسعر 149 إيرو فقط، ليكون في متناول الجميع، وبالتالي يمكن لأي شخص أن يصنع “ثورة” دون الحاجة إلي خالد يوسف أو متظاهرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى