كتاب وادباء

فـجـر مـصـر يـشـرق بـألـمـانـيـا

 

  • فـجـر مـصـر يـشـرق بـألـمـانـيـا

    بقلم الأديب الكاتب

    مؤمن الدش

    مؤمن الدش

    …………………………………………. المتضادات تظهر المعنى ، فلولا القبح مثلا ماعرف الجمال ،

    ولولا الخير ماعرف الشر ، ولولا الفشل ماعرف النجاح ، لذا ، فأى عاقل منصف يجد نفسه مدفوعا للمقارنة بين زيارة الرئيس الشرعى للبلاد محمد مرسى لألمانيا ، وبين زيارة رئيس الضرورة كما يصفه حتى بعض أنصاره ، سيجد المقارنة بلا أدنى شك تصب فى صالح الرئيس المنتخب ، الذى لم يجد خصومه وقتها شيئا يهاجموا به زيارته فعلقوا على أن الرئيس محمد مرسى نظر فى ساعته وهو يقف بجوار المستشارة الألمانية ’’ إنجيلا ميركل ’’ ، وهو ليس عيبا لو كانوا يعلمون ، فقد كان الرئيس ينظر فى ساعته وقتها كى يلحق بلقاء الجالية المصرية هناك ، والتى كانت تنتظره لإستقباله والإحتفاء به كونه أول رئيس منتخب فى تاريخ البلاد ، بينما تسول رئيس الأمر الواقع زيارته إلى ألمانيا بعد رفض جميع المؤسسات هناك لتلك الزيارة ، ووصف الصحافة الألمانية له بالشخص الغير مرغوب فيه ، ووصف مرافقيه من الفنانات اللاتى إنحسرت عنهن الأضواء بالمصفقين المأجورين ، الفرق واضح والتفاصيل كثيرة ، والدلالات

    لاتخطئها عين ، والشرعية لا تأتى بالهتاف والتصفيق والأغانى ، ولا سبيل إليها إلا عبر صناديق الإقتراع .

    سى

    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، فى زيارة الرئيس المنتخب المخطوف والموضوع قيد الإقامة الجبرية ، ودعك من تهم التخابر التى تدين من وجهوها إليه قبل أن تدينه ، ولن نذيع سرا أو نضيف جديدا إذا قلنا أننا لو فرضنا جدلا صحة تلك التهم ، فالأولى بالسجن هم من سمحوا له بالوصول إلى سدة الحكم وهم يعلمون بتخابره ، وفى مقدمتهم مايسمى بالرئيس الحالى الذى كان يشغل موقع رئيس المخابرات وقتها ، ولأن الأمور تجرى بمقادير ، ويقدرون وتضحك الأقدار ، فقد أراد الله أن يعرى هذا الرجل الذى خان رئيسه وخطفه وتحفظ عليه لأجل المنصب المرموق ، وهو الكذوب القائل ’’ إحنا مالناش طمع فى حاجة’’ ، ولأن صوت الحق لايمكن إسكاته ، مهما كانت قوة الباطل ، فيخرج فى وسط تلك الأجواء المعبأة بالكذب والزور والبهتان والزفة المفتعلة ، يخرج صوت فجر مصر ، ’’ فجر العادلى ’’ الطالبة بكلية الطب هناك ، تلك الفتاة التى وصفتها الصحافة الألمانية أنها بمائة رجل ، لتهتف فى قلب مقر المؤتمر المعد لرئيس الأمر الواقع بأعلى صوتها ’’ يسقط ، يسقط ، حكم العسكر ’’ ، وتصف القائد الملهم بالقاتل السفاح ، فتتعامل معها الشرطة الألمانية بما يتناسب مع حقوق الإنسان ، وحرية التعبير عن الرأى ، فلم نجد قنبلة غاز أو رصاص حى ، ولم يستأسد عليها ضابط كما يستأسد الضباط عندنا على الفتيات ، ليشرق ’’ فجر ’’ مصر الحقيقية بألمانيا ، ليعرف العالم الفارق بين رئيس أتى عبر صناديق الإقتراع ، وغريمه الذى أتى بقوة السلاح ، ولتصل الرسالة إلى العالم أجمع أن طريق الحق ليس بكثرة سالكيه ، وما ضاع حق وراءه مطالب ، ولتنتصر صورة ’’ فجر العادلى ’’ الحقيقية ، على مئات الصور المفتعلة لفرقة إلهام ويسرا ومن على شاكلتهن وهن يتناولن العشاء والخمور فرحا بالقائد المظفر ، الذى أهين فى تلك الزيارة مثلما لم يهان من قبل . فى رسالة واضحة ، أن السلاح لايبنى دولة ، والبندقية لاتصنع نظاما ، والدبابة لاتمنح شرعية ، وأن الشرعية لاتعنى سوى الصناديق ، مهما برروا الإنقلاب على الصندوق ، بغث الكلام ، من عينة أن الشعب هو الذى إختار الرئيس ، وهو الذى إنقلب عليه ورفضه ، والكل يعلم من الذى حشد ومن الذى حاك المؤامرة ، فلم يعد هناك شيئا يخفى على أحد .

     
  • Samir Youssef

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى