آخر الأخبار

فنزويلا تدعو نساءها إلى إنجاب 6 أطفال من أجل “مصلحة البلاد”.. والمعارضة تهاجم حديث الرئيس

في ظل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الطاحنة التي تشهدها فنزويلا، دعا الرئيس الرئيس الذي أنهكته الصراعات مواطنيه لإنجاب المزيد من الأطفال، وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.

مادورو قال مساء الثلاثاء 4 مارس/آذار 2020 في حدث عبر التلفزيون يروّج لخطة رعاية صحة النساء “أنجِبن أطفالاً”، مضيفاً: “ستنجب كل امرأة 6 أطفال. كل امرأة. من أجل مصلحة البلاد”. 

#3Mar Nicolás Maduro invitó a las venezolanas “a parir. Todas las mujeres a tener 6 hijos para que crezca la patria”. #TVV #TVVNoticias Vídeo: Cortesía. pic.twitter.com/v9s0x8GzI5

هذا التعليق أثار غضباً في البلد الذي يشعر فيه المجتمع بأزمة اقتصادية متفاقمة. إذ قال البنك المركزي الفنزويلي إن التضخم وصل إلى ما يقرب من 10000٪ في العام الماضي، بينما ينتشر العجز بدءاً من المواد الغذائية الأساسية إلى الإمدادات الطبية على نطاق واسع.

وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)، تُقدَّر نسبة سوء التغذية لدى الأطفال بـ 13٪.

فيما لم تنشر حكومة فنزويلا أرقام وفيات الرضع منذ عام 2017، بعد أن كشفت نشرة لوزارة الصحة عن وفاة 11666 طفلاً في عام 2016، بمعدل زيادة في وفيات الرضع بلغت نسبته 30٪ وتسببت الأزمة في نزوح ما يقرب من 4.5 مليون فنزويلي مع مليون طفلاً تخلّفوا عن ذويهم.

مانويلا بوليفار، وهي سياسية معارضة، غرّدت بقولها: “المستشفيات متوقفة عن العمل، واللقاحات شحيحة، ولا يمكن للنساء أن يُرضعن لأنهنّ يعانين من سوء التغذية ولا يمكنهنّ شراء حليب الأطفال لأنه باهظ الثمن، وتواجه البلاد هجرة قسرية بسبب حالات الطوارئ الإنسانية”.

بالمثل، كانت جماعات حقوق المرأة غاضبة. وصفت منظمة Avesa في كراكاس تعليقات مادورو بأنها “غير مقبولة”، وأضافت: “نحن النساء أكثر من مجرد رحم، نحن مواطنات لدينا حقوق”.

تحيط بعض الشكوك بمغزى خطة مادورو للرعاية الصحية للنساء، والتي أُعلن عن تفاصيل قليلة حولها تتجاوز الدعوة إلى زيادة معدل المواليد في البلاد. وقال أحد خبراء الصحة الفنزويليين في حديثه لصحيفة The Guardian، إنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الخطة موجودة بالفعل.

فيما وُجِّهت انتقادات إلى مادورو في وقت سابق لتجاهله الواضح لمعاناة مواطنيه. وبينما يعاني واحد من كل ثلاثة فنزويليين من الجوع ونقص الطعام، ظهر مادورو في عام 2017 وهو يتناول فطائر الإمبانادا خلال خطاب تلفزيوني من قصر ميرافلوريس الرئاسي. وقد واجه المزيد من الانتقادات في العام التالي بعدما ظهر في مقطع مصور وهو يستمتع بتناول شريحة لحم أعدها طاهٍ مشهور خلال زيارته لتركيا.

يرى بعض المحللين أن تعليقات مادورو تحمل نوايا سيئة وليست مجرد تعليقات غير مبالية.

وقال ديفيد سمايلد، الخبير في شؤون فنزويلا في مركز أبحاث مكتب واشنطن لأمريكا اللاتينية: “لست متأكداً مما إذا كان ذلك عجزاً عن التمييز أم محاولة حقيقية للغاية لصنع الدولة التي يريدها. سعى مادورو -ومن قبله تشافيز- في خطوة تلو الأخرى إلى استبدال المؤسسات والرموز الحالية بنسخ أكثر انصياعاً لثورتهم، بدءاً من النقابات، إلى الجامعات، إلى المناهج التعليمية”.

وقال سمايلد: “في الظروف الطبيعية، ينبغي أن تُقابل الجهود الجديدة للعناية بالحمل والرضاعة بالترحيب، لكن في سياقٍ أبدى فيه رغبته في تغيير كل جانب من جوانب المجتمع الفنزويلي الذي يقف في طريقه بنُسخٍ أكثر انصياعاً لمخططاته، تُصيب هذه التصريحات وتراً حساساً”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى