اخبار المنظمةالأرشيف

فوائد الآنقلاب “الحلقة الأولي”

من روائع الكاتب
دكتور جمال محمد
” مقدمة “هامة للغاية
في معرض نقاشي و قراءاتي المتعددة علي مختلف المواقع و الجروبات بالفيس بوك , و لقاءاتي بالعديد من مؤيدي الشرعية , استشفيت تشاؤما متناميا لدي البعض , وكان تعليقي أني أري أن هذا الانقلاب كله فوائد جمة ما زالت تترا , وهذا ما حدا بي الي كتابة هذه السلسلة من الحلقات ( فوائد الانقلاب ) , فقد أحصيت العديد و العديد من الفوائد حتي الآن و التي هي قابلة للزيادة … فيوما بعد يوم أعد فوائد جديدة تتراءي للأعين , لم تكن بادية للعيان في بداية الانقلاب , وهذا ما جعلني أؤجل الكتابة فيه عدة مرات منذ أن كنت في رابعة ,الي أن تبلورت أغلب الفوائد حتي الآن .
      بدءا ذي بدأ , أقول أني ما اعتبرت ثورة 25 يناير ثورة اسلامية ….ولكني كنت أراها حراكا شعبيا مهيبا جمع الكل , من ليبراليين وعلمانيين واسلاميين وشباب وسياسيين علي اختلاف توجهاتهم  , جمعهم شيئ واحد وهو التمرد علي النظام القائم ولم يكن صدق النية ولا بلورة النية الصادقة بما يرضي الله عز و جل متواجدين آنذاك , والا فبالله عليكم ألم تكن النية ابان الثورة هي الهدف ؟! وهي الشعب يريد اسقاط النظام…وهل كان المخلوع هو النظام ؟؟!! وأهدافها هي عيش حرية كرامة انسانية …فأين هذه المسميات الآن ؟!…….ألم تجدوا بأنفسكم الكثيرين ممن ارتضوا بعودة النظام ولحس بيادة العسكر التي كانوا ينادون بسقوطها, بل أين العيش والحرية والكرامة الانسانية فيما يحدث منذ 3 يوليو , وأين المنادون بهذه الشعارات الرنانة , ألم ينقلب بعضهم علي بعض وكفروا بما كانوا ينادون به من قبل , بل وانفضوا من الميدان قبل أن تتحقق أي غاية , الا الوحيد الذي كانت رؤيته بعيدة المدي لصدق نيته واسقاطه آيات القرآن علي الواقع وهذه منهجه منذ بداياته للمتابعين له , وهو الأسد حازم صلاح الذي أصرت أمريكا علي التخلص منه أولا .
         أري البداية الحقيقية للثورة الاسلامية هي قبيل الانتخابات الاسلامية عندما بدأت الثورة المضادة تطل برأسها متمثلة في فشيق , وتجمع الناس حتي كارهي الاخوان حول هدف واحد ألا وهو عدم السماح لفشيق بالفوز , حتي لو فاز مرسي , وبدأ الناس يحسون الخطر علي دينهم ووطنهم , ثم انفرط العقد , وبدأ الناس يلقون اللوم علي الاخوان الذين بحسن نية تنقصه الحنكة واستقراء الواقع ساهموا بطريقة غير مباشرة ( فيما يبدو للعيان ) بانتصار الثورة المضادة .  وهنا يأتي ما أريد الخوض بشأنه من الفوائد التي باتت تترا بعد ذلك , و منذ بداية الانقلاب وحتي الآن , وسأبدأ بسردها واحدة بعد الأخري , ان شاء الله بدءا من اخلاص وتصحيح النية بما يرضي الله , وبدء الثورة ” الاسلامية الحقيقيةعلي أيدي وأكتاف رجال اصطفاهم الله  ليكونوا نواة بناء الخلافة الاسلامية التي وعد الله ورسوله بها , فلم تكن هذه الثورة لتبني علي أساس ثورة نخر فيها السوس قبل أن تبدأ………….وتحملوني في البداية و حتي أبدأ في سرد هذه الفوائد لأنها تحمل في طياتها الاجابات , بدءا من صدق وتصحيح النية كما أسلفت الي تمحيص وفرز الناس والفئة المؤمنة التي يرضي عنها الله , يتحقق فيها موعود الله عز و جل , بعد أن أثبتت صدق نواياها ببذل الدماء والغالي والنفيس لتحقيق هذه الغاية العظمي ,……….وهي اعلاء كلمة هذا الدين , فمن لا يري الي الآن أنها حربا ضروسا علي الاسلام في مراحلها الأخيرة !!
و لتغسل ثورة يناير من الأدران التي علقت بها .

اصلاح النية :
========
وهو شرط لصحة أي عمل و قبوله ومباركته من قبل الله عز وجل لتكون يد الله فوق أيدينا ….. ( مع تجديدها دائما ) , والمتابع يري الناس في حوارات كثيرة , حتي العوام ومحدودي الثقافة ممن ينادون بالشرعية والتمسك بالرئيس المنتخب كرمز من رموز هذه الشرعية التي ارتضاها الناس بمبدأ الشوري ( الانتخابات) غير مقدسين لشخص الرئيس ونري تغيرا في الهتافات والشعارات فمثلا ….” هي لله هي لله …لا للمنصب ولا للجاه “………..” اسلامية اسلامية…مصر حتفضل اسلامية”………” الشعب يريد تطبيق شرع الله “, شعارات كانت هي السائدة في رابعة الخير لمن حضرها و شهدها , و كنت منهم  . فأصبحت نية اسقاط النظام ان هي الا وسيلة لتحقيق الغاية الكبري وهي تطبيق شرع الله , غاية وحدت أنصار الشرعية حولها وانظروا معي الي ” اللفظ”أنصار الشرعية وليس أنصار مرسي كما دأب الاعلام العميل علي ترديده . وأخذت هذه النية الصادقة تتبلور وتتزايد مع محاولات الرقيق الغاء مواد الشريعة من الدستور الذي كانوا يسمونه اسلاميا فترة حكم الرئيس الشرعي فك الله أسره .
 وأود أن أسأل سؤالا هاما هنا , للأسف لم أجد من يسأله في المقابلات واللقاءات العديدة التي سبقت الانقلاب العميل…………..هو مش كان دستور الاخوان ؟؟!! يعنى الاخوان فقط هم من كانوا سيستفيدون منه.؟……فأين بالله عليكم هذه المادة الواحدة في دستور 2012 التي تضفي قدسية أو امتياز للاخوان دون غيرهم ؟؟!!…….الموضوع برمته ان هو الا حرب شعواء علي الاسلام والهوية , وأتحسر علي من لايراها كذلك…. كنت دائما أقول شيلوا كلمة الاخوان أو كلمة الارهاب , وضعوا كلمة الاسلام واقرءوا من جديدشيلوا كلمة المرشد واقرءوا من جديد لتحلوا الشفرة وتفهموا ما بين السطور ( يرجي اعادة قراءة مقال : تشخيص مرض السيساوية ) , ومثال لذلك : لا لأخونة الدستور= لا لأسلمة الدستور , يسقط حكم المرشد= يسقط حكم الاسلام , لا لأخونة الحكومة = لا لأسلمة الحكومة , لا لأخونة الدولة = لا لأسلمة الدولة. فعلا سقطت الأقنعة , وصدقت ربنا اذ قلت في كتابك العزيز ,” فانها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور.
وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِين  . وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ
تلك النية الصادقة هي التي ترضي الله عز و جل , بالذود عن دينه و بذل الغالي و النفيس .
تلك النية هي التي تستوجب تحقق موعود الله بالنصرة و التمكين لعباده المؤمنين , مهما انعدمت الأسباب و مقدمات النصر و مهما بدا الليل حالكا  ( و كان حقا علينا نصر المؤمنين ) .
تلك النية التي تثبت عباد الله المؤمنين , فلا يرون الا نورا في الأفق القريب , مهما طال الأمد .
تلك النية , و صدقها , هي التي تفك طلاسم الحاضر من احداث و متغيرات و تحالفات اقليمية و دولية , ليري صادقو النية الأمر علي حقيقته , و هو الحرب الشعواء علي الاسلام ( السني ) علي مستوي العالم , و مصر الأزهر منه في القلب , و الانقلاب العميل ما هو الا رأس حربة في الحرب ضد الاسلام ( بلا ذكر أو سرد أحداث بعينها , أصبح يعرفها القاصي و الداني …و أنوه هنا علي سبيل المثال لا الحصر , اجتماع رؤساء الاتحاد الأوربي مؤخرا في الفاتيكان !! ) .
تلك النية الصادقة , و التي تستوجب دوام الاستعانة بالله و التوكل عليه , و دوام التجديد , و الا فنجد أنه قد شرب من النهر من شرب , لينسحب من ركب النصر الرباني الوشيك من انسحب بسبب عدم تجديد النية علي الدوام .
تلك النية الصادقة و المتجددة هي من تزرع كل يوم بذور الأمل و الغد المشرق , و سرعان ما تنبت يقين و بشريات نصر , لا يراها أو يستشعرها الا من داوم علي التمسك بها و بحبل الله عز و جل … فقد وصلنا الي مرحلة ليس لها من دون الله كاشفة .
تلك النية الصادقة هي من تصد غارات اليأس و التشاؤم , و تجديدها هو من يروي عطشا لا يرويه  الشرب من النهر .
تلك النية هي التي ثبتت من في السجون و أهليهم , مع كل ما تعرضوا له علي مدي سنوات عجاف من اضطهاد و تنكيل , حتي يبدو الأمر و كأنهم قد استعذبوا العذاب , و علي الرأس منهم الرئيس الشرعي , فك الله أسره , الذي لم تفلح معه كل محاولات الضغط أو الترغيب و الترهيب للتنازل و التفريط .
تلك النية الصادقة المتجددة هي التي وضعت أهل الايمان علي النهج الرباني القويم , الذي رسمه الله في كتابه الكريم لأهل الايمان المستضعفين في الأرض , و الذي بيناه في المقال الهام جدا علي ذات الموقع ( سورة الأنبياء و البشري العظمي ) , و الا ما عاد الأمر صبرا يثاب أصحابه عليه و يمكن لهم عن طريقه في الأرض , بل أصبح الأمر ترقبا و انتظارا .
تلك النية الصادقة هي التي تمكن أصحابها ألا يروا أمامهم وسط المدلهمات الا بشري ربهم لهم (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا ) . 
تلك النية الصادقة المتجددة التي قسمت الناس الي فسطاط حق و فسطاط باطل , خاضعين للتمحيص الرباني , و هي الفائدة التالية من فوائد الانقلاب و التي سنبينها في المقال القادم ان شاء الله و قدر .
** خاطرة :
لا أنفك أذكر رؤية رجالات الأزهر الربانيين , و الذين في السجون الآن , و هم علي جانبي الطريق في رابعة , و هم ينادون وسط الناس = أخي .. أخلص النية لله ..أخي انوي نية الرباط .
 وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى