اخبار إضافيةالأرشيف

فوبيا اسقاط العرص لا الدولة

بقلم الإعلامى
حاتم غريب
—————————
الخوف غريزة بشرية تعترى الانسان من شىء ما فهناك من يخاف من الاماكن العالية أو ركوب الطائرات أو الابحار بالبواخر أو يخاف من كائن ما أو صوت ما وهذه الاشياء على سبيل المثال لا الحصر فالرهاب أو الفوبيا (هو مرض نفسي يعرف بأنه خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتها أو التفكير فيها. هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر لمعرفة بهذا النقص ).
…………………………………………….
فى الأنظمة الديكتاتورية المستبدة التى تهمش مبادىء العدل والمساواة والحرية بل وتقضى عليها فى أغلب الاحيان تكريسا وتمكينا للحكم السلطوى المتسلط على الشعب يحدث تقارب وثيق بين الطاغى المستبد وشهوة السلطة تصل الى حد العشق اللامتناهى فتصبح حياة الديكتاتور مرتبطة ببقاءه فى السلطة أطول مدة ممكنه وفى سبيل ذلك يعمل على تكوين حاشية من طبقات المجتمع المختلفة على رأسها الاغنياء من رجال الاعمال وأصحاب السطوة والحظوة والنفوذ والسلطة وقضاة واعلاميون انتهاء بالمجرمين مايطلق عليهم بالبلطجية كل هؤلاء يمثلون سياجا لحماية الطاغية ويروجون لافكاره ومعتقداته حتى لوكانت مخالفة للدين والاخلاق والمبادى الانسانية المتعارف عليها وبالمقابل يستفيدون من وراءه بالمزيد والمزيد من الاموال والثروة فهى علاقة تبادل منفعة بين طرفيها كل منهم يعمل على حماية الاخر والدعم المادى والمعنوى كذلك.
……………………………………………..
لكن على الرغم من كل ذلك فكلاهما يشعر بالخوف دائما ويفتقد الى الامان الكامل فهم فى قرارة انفسهم أى الطاغية والحاشية يعلمون جيدا أنهم يرتكبون جرائم خطيرة فى حق الشعب ويسلبونه حقوقه وثرواته وحريته وارادته بل وانسانيته لذلك تراهم دائما يشعرون بالخطر ممن حولهم ومن الشعب اذا ثار وانقلب عليهم لذلك يسعون دائما لاثارة القلاقل والرهاب او الفوبيا كما يطلقون عليها بين اواسط الناس من أشياء ربما لاوجود لها فى الحقيقة أو يضفون عليها شىء من الجدية حتى تصل الى المصداقية خاصة اذا كان المجتمع بالفعل يعانى من حالة توتر وسيولة شديدة ونقص فى المؤن وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والجوع والمرض فالطاغى وحاشيته يستغلون حالة الهشاشة المجتمعية ويلعبون عليها ومن الطبيعى جدا أن يخاف الناس من زيادة المعاناة على معاناتهم فيتجاوبون مع ادعاءات الطاغية وحاشيته حرصا على حياتهم ولقمة عيشهم.
……………………………………………..
هذا مافعله العرص تحديدا منذ أيام عندما أطلق حملة فوبيا اسقاط الدولة وأصدر الاوامر لحاشيته بالترويج لها داخل المجتمع المصرى وتوعية الناس من مخاطر تحقق ذلك لو حدث لكن مالا يدركه عامة الناس أن الدول لاتسقط بسقوط الطغاة ولا الانظمة الاستبدادية انما تسقط الدول بسقوط الشعوب فالانظمة تذهب ويأتى غيرها أما الشعب فهو باق وتظل الدولة باقية ببقاءه لكن العرص وحاشيته استغلوا الظروف المجتمعية السيئة التى يعيشها المصريون والتى هى صنيعتهم وباّياديهم من جهل وفقر ومرض ليروجوا بان الامر سوف يزاداد سوء اذا سقطت مصر وحقيقة الامر هم يخافون على سقوطهم هم بعد أن اتضحت معالم فشلهم وخيبتهم وسوء ادارتهم للدولة وبدى للجميع أنهم تشكيل عصابى سطوا على مصر ارضا وشعبا وثروة.
……………………………………………..
فالعصابة جميعها العرص وحاشيته مرتبطين معا بحبل واحد ويدركون جيدا انه اذا ماسقط العرص سوف يلتف هذا الحبل حول عنقهم جميعا وأن طوق نجاتهم فى نشر الاشاعات والترويج للخوف بين افراد المجتمع حتى يغضوا الطرف عن اجرامهم وبذلك يأمنوا غضبهم فالغاية من ذلك ادخال الشعب فى دوامة عميق تخفى فيها كل الحقائق وتظهر فيها الاكاذيب والمعتقدات المبالغ فيها الى حد بعيد والمطلوب من الشعب الان أن يستفيق ويعى ويدرك انه محاط بهالة من البدع والخرافات التى يختلقها العرص وحاشيته من أجل الحفاظ على حياتهم وسلطانهم وثرواتهم التى نهبوها من الشعب.
………………………………………….
هناك ادلة من التاريخ لدول حكمها طغاة مستبدون نكلوا بشعوبهم ثم خرج عليهم الشعب فاسقطهم واسقط انظمتهم فلم تسقط الدولة بل على العكس تماما قامت من جديد بارادة الشعب وان كانت مازالت تعانى بعض الشىء من اّثار الانظمة السابقة مثل رومانيا وشيلى والارجنتين والبرازيل وغيرهم من الدول التى عانت كثيرا من الانظمة الديكتاتورية ولنا فيها عبرة فلا نمكن هذا العرص وحاشيته من ادخال الخوف الى نفوسنا والتلاعب بمشاعرنا والسيطرة على ارادتنا ونكسر حاجز الخوف داخلنا ونواجههم وجها لوجه فاذا رأوا منا عزيمة وارادة وقوة بأس سيتراجعون كثيرا الى الوراء ومن خلفهم الخزى والعار الذى سيلاحقهم لسنوات عدة ان عاشوا حتى لوداخل السجون بسبب جرائمهم القذرة فى حق هذا الشعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى