الأرشيفتقارير وملفات

فى وجه مرسى وأردوغان تقرأ عناوين الزعامة

بقلم الكاتب

مؤمن الدش k

مؤمن الدش

الزعماء لم يولدوا زعماء ، والعظماء لايصنعهم إعلام مأجور ، والواقع لايمكن تزييفه ولو جئت بآلاف السحرة ، والحق يفرض نفسه مهما كانت قوة الباطل ، تستطيع أن تخدع الناس بعض الوقت لكنك لاتستطيع أبدا أن تخدع الناس كل الوقت ، كل الزعماء الذين قرأنا عنهم فى كتب التاريخ كانوا عصاة وإرهابيين فى نظر الأنظمة العميلة التى كانت تحكم بلادهم وقت أن كان هؤلاء الزعماء ثوارا ، والمفارقة الغريبة أن كل الزعماء الحقيقين أو قل الغالبية منهم كانوا مسجونين فى سجون الطغاة فى بلادهم ، الزعماء الثوار لم يصبحوا ثوارا ولا زعماء وهم نيام على أسرتهم ، أو صنعهم إعلام يكذب كما يتنفس ، لكن صنعتهم بطولاتهم وتضحياتهم ، نيلسون مانديلا مثلا الثائر الأشهرفى التاريخ قضى غالبية عمره فى سجون الظلم فى بلاده لأجل قضية وطن هو يؤمن بها ، ضحى بعمره لأجل حرية بنى جنسه فى جنوب إفريقيا حتى خرج ليصبح رئيسا لجنوب إفريقيا ، لم يصنع على أعين أمريكا وإسرائيل ، ولم يأتيه دعم من الخارج ، الزعيم أحمد عرابى لو قرأت عددا قديما من أعداد جريدة الأهرام الرسمية ستجد عنوانا يصف عرابى بالعاصى ، ولو قرأت عددا آخر ستجد عنوانا يصف أهالى دنشواى الذين شنقوا فى وضح النهار أمام أهاليهم فى حيثيات الحكم عليهم بأنهم عصاة أهانوا الإنجليز الذين عاشوا بيننا عشرون عاما لم نرى منهم إلا كل خير ، سكنوا بجوارنا وزاملونا فى العمل وأداروا مشروعاتنا وأكلوا معنا وهكذا ،، أدوات الطغاة لم تتغير على مر التاريخ ، تزييف وعى الشعوب هو سلاحهم الذى لايملكون سواه ، كل الطغاة على وجه الأرض لايملكون فكرا ولا يملكون سوى القوة لأنهم لو كانوا يملكون فكرا فى مواجهة خصومهم ما لجأوا أبدا إلى القوة ، ولأن أدوات الطغاة مهما كانت قوتها تنكسر أمام غضبة الشعوب ، لذا تحتاج قطع الشطرنج عندنا الموصوفون بأنهم حكام الى دعم خارجى ، والخارج يحتاج إلى طمأنة بأن هؤلاء الطغاة سيرعون مصالحهم ويحاربون لهم الإرهاب ( الإسلام ) لذا كان مشهد ماكيت المسجد الذى يحاول الجنود إقتحامه على أنه بؤرة إرهابية .

زعماء

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

أصبح أردوغان حديث العالم لأنه إستطاع إحباط محاولة إنقلابية على شرعيته من قبل جزء من الجيش التركى مدعوم خارجيا ماديا ومخابراتيا لإيقاف تقدم تركيا الأسد الشرق أوسطى المتقدم بقوة ليأخذ مكانه فى وسط غابة عالمية لاترحم ، البقاء فيها للأقوى إقتصاديا وسياسيا وعسكريا ،، أردوغان لم يكتشف الإنقلاب ويحبطه بمفرده بل كان معه المخابرات التركية وقطاع كبير من شرفاء الجيش وشرطة وطنية ومعارضة حرة شريفة ضربت مثلا ولا أروع وقدمت نموذجا ولا أجمل للعالم كله فى كيف تكون المعارضة الوطنية ،،، فماذا يقول السفهاء عندنا فى رئيس إستطاع الصمود لمدة عام كامل فى وسط جيش وشرطة وقضاء وإعلام ومعارضة مرتزقة كل هؤلاء يناصبونه العداء ويهيجون الشارع ضده ويحشدون ضد كل قرار له ويتطاولون عليه جهارا نهارا ،، رئيس وضع رقبته تحت مقصلة قراصنة لاتهمهم سوى مصالحهم ومصالح من جندوهم وليذهب الوطن إلى الجحيم ،، رئيس كان بوسعه أن يملى شروطه وتفتح له مغارات على بابا مقابل قبوله بإنتخابات رئاسية مبكرة قطعا وقتها لم تكن ستأتى به ،، رئيس أعلنها بكل وضوح أن دمه فداءا لشرعية أتت بها ثورة فارقة فى تاريخ البلاد عبر صناديق الإقتراع ، نعم كان مرسى يدرك أن هناك إنقلابا سيقع ضده لكن من أين له التصدى له وكل مؤسسات الدولة السالف ذكرها تحفر له تحت مقعد الرئاسة كى تسقطه . أضف إلى ذلك شعب رضع الجهالة رضعات مشبعات ، المجد للرئيس المنتخب محمد مرسى عيسى العياط الذى كشف مخططهم ورفض الإذعان لشروطهم ،، فلو قبل ماكان لأحد أن يتحدث الآن عن إنقلاب مادام هناك إنتخابات قد إجريت ولم تأتى به

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى