منوعات

فيديو لسيدة تعزف الموسيقى وهي تُجري جراحة في مخها! الأطباء درسوا أدق تفاصيل الكمان لإنجاح العملية

خضعت عازفة كمان لعملية جراحية في المخ أثناء العزف على آلتها، كي تُظهر للأطباء الجزء الذي يجب أن يتجنبوا إتلافه من المخ، رغم خوفها الشديد من نتائج العملية الدقيقة للغاية التي كانت تشكل خطراً على حياتها. 

المشهد عن قرب: في سابقةٍ هي الأولى في الطب البريطاني، عزفت داغمار تيرنر سلالم موسيقية ونغمات ارتجالية بينما كان الجراحون في مستشفى كينغز كوليدج بلندن يزيلون بحذر ورماً لديها من الفص الجبهي الأيمن، وفقاً لما ذكره موقع Stuff النيوزيلندي، الأربعاء 19 فبراير/شباط 2020.

كانت تيرنر، وهي عضوة في فرقة الأوركسترا “Wight Symphony Orchestra” خائفة بشدة من أن تُسبب هذه العملية ضرراً لجزء الدماغ الذي يتحكم في الحركة الدقيقة ليدها اليسرى، الذي تحتاجه في الجانب الأكثر مهارة وتعقيداً في العزف على البيانو.

لذلك اقترحت المرأة أن يفيقها الجراح الرئيسي البروفيسور كيومارس أشكان من التخدير الكلي لعزف الموسيقى، بعد أن أجرى لها الأطباء جراحة حج القحف، بفتح جمجمتها، وأمضوا ساعتين في تحديد أجزاء المخ بدقة.

سمح ذلك للأطباء بأن يحددوا بدقة الأجزاء الضرورية للتحكم باليد اليسرى في الفص الجبهي وتجنيبها أية أضرار ستؤثر على بقية حياتها.

انتهت العملية بنجاح، وعادت تيرنر إلى المنزل لزوجها وابنها بعد 3 أيام من العملية، كما أنها عادت إلى العزف بطريقة طبيعية خلال أسبوعين ونصف.

A woman has undergone brain surgery while playing the violin to ensure surgeons did not damage the part which controls the fine movement of her hands.

The violinist played during an operation to remove a brain tumor at @KingsCollegeNHS in London.

More ? https://t.co/Z8BCsMStiX pic.twitter.com/PBugbb8AcA

فرحة كبير: بعد العملية أعربت تيرنر في تصريح نقله الموقع النيوزيلندي عن سعادتها بأن قدرتها على العزف ما زالت حاضرة، وقالت: “الكمّان هو شغفي. لقد كنت أعزف منذ كنت في العاشرة من عمري”، مضيفة: “كانت فكرة أن أفقد قدرتي على العزف تُفطر قلبي”.

أضافت تيرنر: “كون أن الطبيب الجراح أشكان كان موسيقياً بدوره، فقد تفهم ما يقلقني”، مضيفة: “خرج هو وفريقه في المستشفى عن طريقتهم المعتادة للتخطيط للعملية، بداية من تحديد أجزاء مخي وصولاً إلى الإعداد للوضع الذي ينبغي أن أكون عليه للعزف، بفضلهم، أتمنى أن أعود (للعزف) مع فرقتي قريباً جداً”.

عملية معقدة: في عام 2013، شُخِّصت تيرنر بورمٍ كبير بطيء النمو، يُطلق عليه ورماً دبقياً من الدرجة الثانية، وذلك بعد إصابتها بتشنج أثناء العزف. رغم أنه لم يكن ورماً خبيثاً، اتُّخذ القرار بإزالته بعد أن بدأ ينمو بسرعة أكبر رغم خضوعها للعلاج الإشعاعي.

يقول الطبيب أشكان إن العملية أجبرت فريقه على دراسة “أدق التفاصيل” المتعلقة بعزف الكمان، مثل طول الوتر، والضغط على الوتر، والحركات السريعة بالانتقال من وتر إلى آخر، مضيفاً: “وهذا ما كان غريباً بالنسبة إلينا”.

أشار الطبيب إلى أنهم “يُجرون حوالي 400 عملية استئصال لإزالة الأورام سنوياً والتي كثيراً ما تشمل إفاقة المرضى لإجراء تجارب لغوية، لكن كانت هذه المرة الأولى التي كان لدي فيها مريض يعزف على آلة موسيقية”.

من أجل تحديد المنطقة الجبهية الضرورية لعزف الكمان بدقة، أدخل الجراحون مجسّاً كهربياً صغيراً مع تشغيله، لرؤية ما إذا سبب خللاً في قدرة تيرنر على العزف، مع العلم أن بإمكانهم إزالة الأنسجة التي لم يؤثر تشغيل المجسّ عليها أثناء العزف.

كرر الجراحون هذه العملية مرات عديدة أثناء إزالة الورم، كما أنهم أعطوا تيرنر “مشروباً وردياً”، والذي يستهدف ظهور الورم باللون الأحمر دون الأنسجة المحيطة به عند تسليط ضوء أزرق على القشرة.

تطور علمي: يُعتبَّر تشخيص الأورام الخطيرة قبل أن تصبح مستعصية أمراً صعباً بسبب أعراضها الملتبسة، مثل الصداع، لكن استخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف أدلة في تحاليل الدم هو من أكثر السبل الواعدة للتقدم.

في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ذكرت جامعة أدنبره أن الاختبار الذي طورته أظهر دقة بنسبة 82% في تشخيص السرطان في تجربة شملت 400 مريض، ومن الممكن أن تُعمم هذه التقنية على مستوى هيئة الخدمات الصحية الوطنية خلال 18 شهراً.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى