آخر الأخبار

في أول تصريح له عن «كورونا».. ترامب يقلل من تهديد تفشي الفيروس في أمريكا ويعلن عن خطة لمواجهته

قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تهديد تفشي فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة، وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها مساء الأربعاء 26 فبراير/شباط 2020، في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض، حيث عرض خطته لمواجهة كورونا بحضور نائبه مايك بنس، ووزير الصحة والخدمات البشرية أليكس أزا.

ماذا قال؟ ترامب قال إن إدارته تعمل على حماية شعب الولايات المتحدة وتفعل ما بوسعها لمواجهة انتشار الفيروس، وأوضح أنه “بفضل كل ما فعلناه، فإن الخطر على الشعب الأمريكي يبقى متدنياً جداً”، منتقداً خصومه الذين “استهزأوا” في البداية من القرارات التي اتخذتها إدارته لمواجهة الفيروس.

كما لمّح ترامب إلى أن الوقت ليس مناسباً لحظر السفر إلى إيطاليا وكوريا الجنوبية بسبب تفشي فيروس كورونا. ولفت إلى أنه “لو خصص الكونغرس أكثر من 2.5 مليار دولار لمواجهة فيروس كورونا سنقبل بذلك”، مبيناً أنه سيوكل مهمة متابعة ملف حماية أمريكا من فيروس كورونا إلى نائبه مايك بنس بالتعاون مع الخبراء.

فيما أفاد ترامب بأن الولايات المتحدة تشهد سنوياً وفاة عدد يتراوح بين 25 ألفاً و69 ألفاً بسبب الإنفلونزا، مضيفاً: “وهذا يعني أن حالات الوفاة الناجمة عن الفيروس قليلة للغاية مقارنة بالإنفلونزا”.

خطة ترامب لمواجهة كورونا: ترامب قال في المؤتمر الصحفي الذي خصصه لعرض خطته لمواجهة كورونا إنه كلّف نائبه مايك بنس بتنسيق جهود مكافحة الوباء، وأكّد أنّ تفشّي الوباء في الولايات المتحدة “ليس أمراً محتوماً”، مناقضاً بذلك تصريحات لكبار المسؤولين الصحيين في إدارته، مضيفاً: “أعلن الآن أنّني أعيّن نائب الرئيس مايك بنس مسؤولاً” عن ملف مكافحة الفيروس، وأشار إلى أنّ بنس “سيعمل مع الاختصاصيين والأطباء وكل أفراد فريق العمل”.

تفاصيل الخطة: ترامب سعى إلى طمأنة مواطنيه، مؤكّداً أنّه “بفضل كل الإجراءات التي قام بها، فإن الخطر يبقى متدنياً على الشعب الأمريكي، مؤكداً أنّ إدارته مستعدّة لتعزيز إجراءاتها الرامية لمكافحة الوباء “على نطاق أوسع بكثير” إذا ما استدعى الأمر ذلك، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.

الرئيس الأمريكي قال: “لدينا بالفعل خطط للتعامل على نطاق أوسع بكثير إذا ما احتجنا إليها”، مضيفاً: “لدينا مستشفيات في بعض الولايات تُخلي غرفاً وتبني أماكن للحجر الصحّي”. وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت الولايات المتحدة قد زادت مخزونها من معدّات الحماية مثل الكمّامات والرداءات، أجاب ترامب: “لقد طلبنا الكثير منها، في حال احتجنا إليها فحسب”.

كما حاول ترامب التقليل من وقع التصريحات التي أدلى بها كبار المسؤولين الصحيين في إدارته وحذّروا فيها من أنّ تفشّي الفيروس في البلاد واقع لا محالة، قائلاً إن هذا الأمر “ليس محتوماً، وهناك فرصة لأن يتفاقم الوضع، ويسوء إلى حدّ كبير، لكن لا شيء محتوم”.

هذا ما يقلق ترامب: مع استمرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التقليل من المخاطر المحتملة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، قد يشمل التهديد المتزايد للفيروس ضحية بارزة واحدة على الأقل: رئاسته. كما تقول صحيفة Independent البريطانية.

هذه على الأقل قراءة خبراء سياسيين وصحيين في ضوء الهبوط الأخير بالقطاع المالي، الذي انخفض بحدَّةٍ، الإثنين 24 فبراير/شباط 2020، ثم مرة أخرى يوم الثلاثاء 25 فبراير/شباط 2020، بعد أسابيع بدا فيها المستثمرون متأهبين إلى حد ما، بسبب الأزمة الصحية العالمية المتنامية.

خلال ذلك الوقت، نحَّى ترامب أي مخاوف بشأن تدهور هذا الأمر. وقال في الهند هذا الأسبوع: “لدينا عدد قليل للغاية من الإصابات، أعتقد أن الوضع برمته سيبدأ في التحسن. هناك قدر كبير من الموهبة وكثير من الأدمغة المخصصة لمواجهة هذا الفيروس”.

لكن في ظل أن الانتخابات تفصلنا عنها تسعة أشهر من الآن ووباء فيروس كورونا، الذي يقول المسؤولون في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إنه بإمكانه بسهولة تعطيل الحياة اليومية للأمريكيين- فالتهديد لرئاسة ترامب قد يكون أكبر بكثير مما أبداه السلوك المتفائل لرجل الأعمال السابق. بعد السنوات التي قدم فيها اقتصاداً قوياً باعتباره دليلاً أساسياً على تميزه كرئيس، يمكن أن يكون وباء فيروس كورونا، بما له من صعوبات اقتصادية طويلة الأمد، بمثابة كارثة لسمعة الرئيس في لحظة مهمة بفترة ولايته.

انتقادات لترامب: استجابة إدارة ترامب لتهديد فيروس كورونا قد تعرضت لانتقادات من أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

فبعد أن طلبت الإدارة توفير تمويل بمقدار 2.5 مليار دولار، منها 1.25 مليار دولار فقط سيكون إنفاقاً جديداً، لمكافحة الوباء، انتقد بعض الجمهوريين في مجلس الشيوخ هذا المبلغ باعتباره طلباً منخفضاً عما يجب أن يكون.

وقال السيناتور ريتشارد شيلبي، وهو جمهوري من ألاباما:  “قد يكون هذا الفيروس تهديداً وجودياً لكثير من الناس في هذا البلد. لذا ينبغي ألا يكون المال عائقاً أمام مواجهة هذا الخطر. يجب أن نحاول احتواء هذا الفيروس والقضاء عليه قدر المستطاع في الولايات المتحدة، إلى جانب مساعدة أصدقائنا بجميع أنحاء العالم”.

وهاجمت أيضاً السيناتور إليزابيث وارين، التي تخوض انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية للترشح لانتخابات الرئاسة لعام 2020، الإدارة بسبب ضعف الاستجابة لهذا الفيروس.

وكتبت وارين على تويتر: “إدارة ترامب تفسد الاستجابة لفيروس كورونا، وهو ما يعرض صحتنا العامة واقتصادنا للخطر. لهذا السبب نحتاج خطة حقيقية وشخصاً مسؤولاً”.

وقال داري سراجو، أستاذ مساعد بجامعة كاليفورنيا الجنوبية وخبير استراتيجي ديمقراطي مخضرم، إن القلق المتزايد بشأن فيروس كورونا يمكن أن يكون مدمراً للغاية لترامب إذا تعثر الاقتصاد، مضيفاً أن وسائل الإعلام تخصص بالفعل وقتاً طويلاً لتغطية القصة، وأي تأثير على الاقتصاد سيجعل الأمر أسوأ بكثير.

وأضاف سراجو: “ترامب يستخدم قوة الأسواق لمواجهة الحجة القائلة إنه يضر بالبلاد. لذلك بهذه البساطة، إذا لم تستمر الأسواق في دعم هذه الحجة، وإذا فشل أداء الأسواق في دعم هذه الحجة، فيجب عليك اعتقاد أنه سيكون في وضع أكثر ضعفاً”.

آخر تطورات الفيروس: ارتفعت حصيلة المصابين بفيروس كورونا بالولايات المتحدة، الأربعاء 26 فبراير/شباط 2020 إلى 60، بحسب إعلام محلي.

كما نقلت شبكة سي إن إن الأمريكية عن وزير الصحة والخدمات البشرية، قوله: “هناك الآن 15 حالة مؤكدة لمصابين بفيروس كورونا مرتبطة بالسفر أو الاتصال المباشر بالمسافرين في الولايات المتحدة”.

في وقت سابق، أعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن هناك 6 حالات إصابة إضافية بفيروس كورونا الجديد لمواطنين أمريكيين جرى إجلاؤهم من السفينة السياحية “دايموند برنسيس”، ليرتفع بذلك عدد حالات الإصابة المؤكدة في البلاد إلى 59 أمريكياً.

كما ذكرت المراكز أن بين المصابين 14 حالة داخل البلاد و45 لأشخاص بين مَن تمَّ إجلاؤهم من السفينة السياحية، التي كانت خاضعة للحجر الصحي قبالة اليابان، ومدينة ووهان وسط الصين.

نظرة أقرب للفيروس: ظهر الفيروس في الصين أول مرة في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، بمدينة ووهان، إلا أن بكين كشفت عنه منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي صنفته بأنه “وباء”، والذي انتشر لاحقاً في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى