آخر الأخباركتاب وادباء

في النادي الأهلي المصري ، اليوم وليس غدا ، القاضية ممكن

من روائع الأديب الكاتب 

مؤمن الدش

أصبحت لعبة كرة القدم في العالم كله مصدرا أساسيا من مصادر الدخل القومي ، وجزء لا يتجزأ من تجارة عالمية تدر أرباحا طائلة حال تطبيق نظام إحترافي صحيح يعتمد الثواب والعقاب منهجا ، وترس رئيسي في ماكينة صناعة دولة متكاملة العناصر أحد عناصرها المهمة الرياضة جنبا الي جنب مع السياسة والإقتصاد ، مع الوضع في الإعتبار التفريق مابين الموقف العلمي والموقف السياسي ، مثلما يجب التفريق بين تاريخ اللاعب الكروي في الملاعب وقدرته علي إدارة الأندية الكبري ، كثيرون يمتعضون حينما ننتقد أستاذا جامعيا مثلا علي موقفه السياسي علي أنه رجل عالم فكيف نهاجمه ، نحن لا نهاجم علمه لكننا نهاجم موقفه السياسي الذي لا يتناسب وقيمته العلمية ، فمن لا يسخر علمه لخدمة وطنه وأبناء شعبه فيما يعود بالنفع فلا قيمة لعلمه طالما سيطوعه لخدمة مصالحه الشخصية المتعلقة بحاكم أو نظام حكم بما يضمن له الأمان الشخصي وأمان مصالحه ، وكذلك الحال في مجال الرياضة ، فهناك فرق بين نجاح اللاعب في الملاعب ونجاحه في الإدارة ، فليس بالضرورة إن كان ناجحا كلاعب أن يكون ناجحا في الإدارة ، محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي مثالا ، فالخطيب اللاعب الموهوب الذي طالما ملأ الملاعب فنا ومهارة غير محمود الخطيب الذي يسير بالنادي الأهلي من إخفاق إلي إخفاق ، ففي عهد الخطيب خسر الأهلي من فريق صان داونز بطل جنوب إفريقيا بخمسة أهداف نظيفة وأداء سئ ، وفي عهد الخطيب تم دفع عشرات الملايين في لاعبين دون المستوي وجلسوا علي دكة البدلاء من دون أن تلمس أقدامهم الكرة ولا الملعب ، غير كثير من الأخطاء الإدارية الفادحة والتي لا يتسع المكان لحصرها .

تخييط الجرح من دون تنظيفه يؤدي إلي غرغرينا ، وكم من جروح في النادي الأهلي تم تخييطها من دون تنظيف فأدت إلي هذه الغرغرينا الحاصلة الٱن ، فريق بلا ملامح ، سلبية مفرطة في أداء اللاعبين لم تشهدها الجماهير العاشقة للنادي وروح الفانلة الحمرا التي أصبحت بلا روح ، منذ متي ويحرز لاعبا بلغ من العمر عتيا هدفين متتالين في مباراتيين متتاليتين وبنفس الطريقة ( محمود عبدالرازق شيكابالا ) لاعب الزمالك ، منذ متي والفريق ينزف نقاط أمام فرق مغمورة وعلي أثرها يفقد بطولات هامة ، منذ متي ويرتدي فانلة الأهلي لاعبين لا يصلحون أن يمثلوا فريق لأحد مراكز شباب القري ، ثم أين تقاليد الأهلي وإحترام طقوس إستلام الجوائز والكؤوس ، إذ كيف يمر مشهد رفض لاعبي الأهلي إستلام ميداليات المركز الثاني بعد خسارة الفريق من غريمه التقليدي الزمالك في مباراة كأس السوبر المصري ، وكيف يمر مشهد رفض سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالأهلي المرور من الممر الشرفي الذي أقامه لاعبي الزمالك عقب مباراة نهائي كأس مصر دون عقاب ، وكيف يمر مشهد إشاحة بعض اللاعبين بأيديهم إعتراضا علي تغييرهم ورفض خروجهم من الملعب .

الحديث عن كرة القدم ليس حديثا تافها كما قد يعتقد البعض ، فكرة القدم كما سبق وذكرنا سلفا هي إحدي مصادر الدخل القومي للدول وأحد روافد تربية النشئ ، حال تطبيق نظام إحترافي صحيح يربط الأداء والعطاء في الملعب بما يحصل عليه اللاعب ، ففي الدول المحترمة لا تدار لعبة كرة القدم بالبركة وبحسب الأهواء الشخصية كما هو الحال عندنا ، ففي كل فريق رجل مهمته تقييم الأداء ، كم كيلوا مترا جري اللاعب في المباراة ، وكم هدف صنعه ، وكم هدف أحرزه ، وكم مرة تحرك بدون كرة وإتخذ موقعا صحيحا في الملعب ليتيح الفرصة لزملائه لبناء هجمة أو إحراز هدف ، وكم إستغرق من الوقت سقوطه علي الأرض علي أثر إحدي اللعبات المشتركة مع لاعب منافس ، كل هذا يوضع في الحسبان عند تجديد عقد اللاعب ، ويحصل اللاعب علي مستحقاته علي دفعات بقدر مساهماته مع الفريق ، أما عندنا فيحصل اللاعب علي عشرات الملايين مقدما ، فيقوم بإفتتاح مشروع يضمن له دخل ثابت ، كافيه أو مطعم أو حتي ملهي ليلي بشارع الهرم يسهر فيه حتي الصباح فينزل الملعب يترنح وكأنه شحاتة أبوكف ( نور الشريف في فيلم غريب في بيتي ) ، ولا يهم بعد ذلك إن كان يلعب أو لا يلعب .

في النادي الأهلي المصري ، الٱن وليس الغد ،، تسريح كل اللاعبين كبار السن ، ومن هم دون المستوي ، ومن هم لايليقون يالأهلي العريق ، وإبعاد كل من ليس له دور مؤثر سواء في الإدارة أو من اللاعبين بالضربة القاضة ،،،،، القاضية ممكن .

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى