لايف ستايل

في ظل الحياة اليومية المتسارعة.. هل يمكننا أن نجد الهدوء الداخلي؟ إليك أساليب تساعدك

في ظل حياتنا المهنية المحمومة، والحياة الأسرية، والجدول الاجتماعي المزدحم، قد يصعُب علينا أن نجد الهدوء الداخلي وسط فوضى الحياة.

الهدوء موجودٌ في كل مكانٍ حولنا إذا عرفنا فقط أين نبحث عنه، ومن هنا يصبح العثور عليه أمراً ذا نفعٍ هائل لصحّتك وعافيتك.

وبحسب مجلة Glamour البريطانية، إليك أهمّ النصائح للعثور على الهدوء في حياتنا المعاصرة؛ وفقاً لما تقدمه صوفي غولدينغ مؤلفة كتاب How To Find Calm «كيف تجد الهدوء؟»، وهي مجموعة من نصائح استحضار السكون، والعبارات المهدّئة، والنشاطات الباعثة على الاسترخاء التي تُساعدك على الوصول لحالةٍ من الطمأنينة والسلام الداخلي 

يحتوي المخ البشري في المتوسط على نحو 100 مليار خلية عصبية، تعمل جميعاً معاً لخلق أكثر من 100 تريليون صِلة فيما بينها. ومع ذلك، برغم تعقيد المخ البشري، يواجه كثيرون معضلةً شائعة الحدوث: نميل إلى أن ننشغل في قُدرتنا على تفسير ومعالجة سيناريوهات ومشكلاتٍ كثيرة لدرجة أنه يصعُب علينا ملاحظة الهدوء الداخلي.

يمكننا أن نتخطّي ضوضاء العقل ودخول الحيّز الهادئ منه؛ هذا يساعدنا على استعادة السكون الداخلي في عالمٍ متزايد الفوضى.

يخطر لنا يومياً ما قد يصل إلى 70 ألف فكرة. وهذا تفكير مكثف، وأغلبه في الواقع تفكيرٌ تلقائي لا نتحكم فيه. تكمن الخطوة الأولى لإيجاد السلام، في إدراك أنَّ تِلك الأفكار ليست بحقائق: بل إنَّها مجرَّد محاولاتٍ من العقل كي يفسّر العالم مِن حولك. ولهذا السبب، لا يتحتَّم عليك أن تصدّق كل ما تفكّر فيه. سوف ينزاح عبءٌ عن كاهلك حالما تُدرك هذه الحقيقة بشكلٍ كامل.

من المعروف أن فخَّ العقل هو نمط تفكيرٍ متكرّر قد يؤدي بك للدخول في حالةٍ من الجزع والتوتر، كأن تقلق باستمرارٍ من حدثٍ مقبل. 

يمكنك أن تضع حداً لفخ العقل الذي يخرّب سلامك النفسيّ بأن تلاحظ هذه الدورة الفِكرية وتغيّر سياق أفكارك. 

وفي المرة القادمة التي ترى نفسك فيها عالقاً في دوامة من الأفكار السلبية، قُم بفعلٍ جسدي لتعترض ذاك النمط: دندن بأغنية أو اضرب بقدمك في الأرض، أي شيءٍ يحلو لك. قد يمنحك هذا التشتيت الجسدي لحظةً وجيزة تأخذ فيها وقفةً ذهنية «تُبطِل» فيها هذه الدورة، قبل أن تفكّر بشكلٍ واعٍ في شيءٍ آخر.

يبدو هذا إدراكاً قوياً قد يبعث على سكونٍ عميق. بدايةً اقضِ بعض الوقت في ملاحظة أفكارك. استمع بحقٍّ لذاك الصوت داخل عقلك، ماذا يقول. غالباً سوف تجده يفسّر مواقف أو ببساطة يروي حياتك، مفصلاً كل ما تراه أو تسمعه، وكذلك يثرثر معلناً أموراً عليك أن تفعلها أو تتذكرها. قد يكون يُعبّر عن مسبّبات قلقٍ لك. وهذه أفعالٌ مستمرة، وقد تكون مستنزفة أحياناً. إذ إنَّ ملاحظة ذاك الهدوء الداخلي يعطيك فرصة أن تنفصل عنه بعض الشيء. 

وعندما تكون على هذه المسافة منه، يسهُل عليك تقبُّل الآتي: إذا أمكنك أن تلاحظ أفكارك، فهذا يعني أنَّك أنت لست أفكارك. وفي كل مرةٍ تبدأ فيها أفكارك في أن تغمرك وتحاصرك -أو يعلو ضجيج صوتُك الداخلي أكثر من اللازم- استغرِق لحظة لتلاحظها فيها لا أكثر، دون إصدار أية أحكام، وأعِد صلتك بالوعي الصامت ما وراء الأفكار. فهذا مكان سكونٍ حقيقي، وهو متاحٌ لك حينما أردت أن تدخله.

هل تجد صعوبة في إسكات ناقدك الداخلي؟ قد تساعدك ممارسة التأمّل، والتمارين الرياضية، والقراءة، واليوغا في إيجاد زرّ كتمان الصوت لما يقوله لك، جرِّب بدورك عدداً من هذه الخيارات، لتعرف أيّها الأنسب لك. يختلف كلٌّ منَّا عن الآخر.

وستعرف أنَّك قد وجدت العلاج الأمثل لك عندما تجد نفسك بدأت تشعر بالسلام الداخلي وتستطيع ملاحظة الصمت داخل نفسك.

لا تصدِّق كل فكرةٍ تخطر لك. على سبيل مثال، إنَّ فكرة «أنا لستُ جيداً بما يكفي» ليست مفيدة وليست حقيقية. فعندما تطرأ مثل تلك الفكرة على ذهنك، خذ لحظة فكِّر فيها ببعض الأمثلة التي تُثبت عكس ذلك.

هل تجد أنَّ أول ما يبدُر إلى ذهنك في بداية كل يومٍ عبارات مثل «أكره أيام الإثنين»؟ إذا كنت قد انخرطت شيئاً فشيئاً في دوامة من أنماط الفِكر السلبية، فقد حان الوقت كي تنمّي في نفسك عقليةً أكثر إيجابية. ابدأ بتحدّي تِلك الأفكار السلبية، بأن تغيّر سياقها لتراها في ضوءٍ أكثر إيجابية. على سبيل المثال، هل تكره أيام الإثنين بحق؟ من المحتمل أن تحدث أشياء جيدة على مدار اليوم، كأوَّل رشفةٍ من الشاي الساخن أو تناول الغداء مع صديق. ركِّز على هذه الجوانب بدلاً من الإدلاء بعباراتٍ سلبية معمّمة، وابحث عن أخبارٍ إيجابية لتُعزّز تلك الفكرة.

كلما باشرت بإبطال أنماط الفِكر السلبي، صار الأمر أسهل. بالطبع، جميعنا يمرُّ بأوقاتٍ صعبة في حياته، لكن مع الوقت ستجده سهلاً عليك أن تتبنَّى عقليةً إيجابية في وجه المحن.

لا شك في أنَّ ملء كل يومٍ بلحظاتٍ صغيرة تجلب لك السعادة وسيلةٌ رائعة للهرب من القلق والوصول لحالة الهدوء الداخلي، بدءاً من استخدام صابون استحمامٍ منعش وذي رائحة جذابة، وحتى ارتداء ثوبك المفضل، افعل شيئاً من شأنه أن يرسم ابتسامةً على وجهك.

قد يكون للتنزُّه مفعول السحر على صحَّتك النفسية. وقد ثبت في الواقع أنَّ التمشية بشكلٍ منتظم تُحسِّن ثقتك بذاتك ومزاجك العام، وتخفّض كذلك مستويات التوتر، والقلق، والإرهاق، والاكتئاب. جرِّب أن تأخذ تمشية هادئة لتسكّن روحك.

بإمكان الحصول على حمامٍ دافئ في نهاية يومٍ طويل أن يعيد قوَّتك بشكلٍ مدهش ويبعث على السلام. أضِف إلى حمامك الزيت العطري الذي تفضّله أو رغاوي استحمامٍ، أو أوقِد بعض الشموع المعطَّرة من أجل جرعةٍ إضافية من الهدوء.

لا شيء يضاهي الراحة على الأريكة وبيدك روايةٌ مشوّقة لتسكّن قلقك. وبالفعل، أثبتت دراساتٌ أنَّ القراءة تساعد في تخفيض معدلات التوتر. إذن، امضِ لتنغمس في كتابٍ جديد أو مفضّل، وضِع بين طيَّات القصة.

قد يكون تفقُّد المنصَّات الاجتماعية بشكلٍ دائم فعلاً ضاراً لثقتك بنفسك، إذ يتركك تشعر بوحدةٍ أعمق وقلقٍ أبعد. لذا أبعِد نفسك عن سموم تِلك المنصَّات ولو ليومٍ واحد في الأسبوع، حتى تُعيد الاتّصال بنفسك وبالآخرين كذلك بطرقٍ أكثر صدقاً وتعاطفاً.

تساعد كتابة كلّ ما يجب عليك فِعله يومياً، وشطب المهمة ما إن يكتمل القيام بها، في أن تشعر بفوضويةٍ أقل وتحكُّم أكثر بحياتك. ويمنحك هذا كذلك دليلاً ملموساً لما أنجزته ذاك اليوم. ولكن كُن واقعياً، كي تتأكَّد أنَّك لا تغمُر ذاتك بأكثر من طاقتها.

قد ثبت علمياً أنَّ الاتّصال الجسدي يخفّض معدل ضغط الدم ويرفع معدلات هرمون الأوكسيتوسين (هرمون الحب) في الجسم. قد يكون لعناقٍ سريع من محبوبٍ أو صديق مفعولٌ مهدئ عليك.

يمكن أن يوصف الضحك بأنه مصلٌ مضاد ممتاز لأي يومٍ عصيب، إذ يُرخي الجسم ويُطلِق هرمونات سعادةٍ تخلق حالة من النشوة الطبيعية. جرِّب أن تشاهد مسلسلاً تلفزيونياً كوميدياً أو تستمع إلى برنامج إذاعي فكاهي، واستمتع ببعض الضحكات الصافية!

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى