آخر الأخبار

قالت إن القاهرة تدعم «مجرم حرب».. حكومة الوفاق الليبية تردُّ على السيسي وترفض اتهاماته بحق استقلالها ووطنيتها

شددت الحكومة الليبية، الإثنين 16 ديسمبر/كانون اﻷول 2019، على رفضها
أي تهديد يمس السيادة الوطنية، داعيةً السلطات المصرية إلى لعب «دور
إيجابي» يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين.

جاء ذلك في بيان صادر عن المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق
الوطني» الليبية، أعرب فيه عن استغرابه الشديد من تصريحات أدلى بها الرئيس
المصري عبدالفتاح السيسي.

الأحد، اتهم السيسي حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، بأنها
«مسلوبة الإرادة» و»أسيرة للميليشيات الإرهابية».

أضاف السيسي في تصريحات خلال مشاركته في أعمال منتدى «شباب
العالم»، المنعقد بمدينة شرم الشيخ المصرية: «كان الأولى بنا أن نتدخل
بشكل مباشر في ليبيا، ولدينا القدرة، لكننا لم نفعل ذلك (…)».

في حين قال بيان المجلس الرئاسي، إن «حكومة الوفاق إذ تتفهم حق
الدولة المصرية في تحقيق أمنها القومي، فإنها لا تقبل بأي تهديد يمس السيادة
الوطنية الليبية».

البيان أكد شرعية الحكومة ومشروعيتها في أداء عملها، واستقلالية قراراتها،
وبسط سلطتها على المؤسسات كافة، مذكرةً «الجميع بالملحمة الوطنية التي قادتها
ضد تنظيم داعش الإرهابي في سرت (الساحل الليبي)، والقضاء عليه في زمن قياسي».

حيث لفت المجلس إلى أنه «يأمل أن يكون للشقيقة مصر دور جوهري يحظى
بثقة الجميع، في إطار دعم الاستقرار والسِّلم الأهلي بليبيا، بدلاً من دعم تشكيلات
مسلحة خارجة عن الشرعية المعترف بها دولياً، يقودها مجرم حرب، قامت بالاعتداء على
العاصمة رمز وحدة ليبيا واستقرارها»، في إشارة إلى اللواء المتقاعد خليفة
حفتر.

في حين دعت الحكومة الليبية السلطات المصرية إلى مراجعة موقفها من
الأزمة الليبية، ولعب دور إيجابي يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين
الشقيقين، ويسعى لتطويرها واستمرارها.‎

يأتي موقف الحكومة الليبية في وقت تجددت فيه الاشتباكات المسلحة،
الاثنين، بين قواتها ومسلحي اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بمحور صلاح الدين جنوب
العاصمة طرابلس، وسط سماع أصوات للمدفعية الثقيلة

أما الخميس الماضي، وبعد 8 أشهر من فشل قواته في اقتحام طرابلس، زعم
حفتر بدء «المعركة الحاسمة» للتقدم نحو قلب العاصمة.

سبق أن أصدر حفتر إعلانات مماثلة أكثر من مرة، دون أن يتحقق ما وعد
به، وعندما بدأ الهجوم على طرابلس، في 4 أبريل/نيسان الماضي، زعمت قواته أنها
ستسيطر على العاصمة في 48 ساعة، غير أن هجومه ما زال متعثراً.

أجهض هجوم حفتر على طرابلس جهوداً كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد
مؤتمر للحوار بين الليبيين.

حيث اقتربت تركيا من تقديم دعم عسكري للحكومة الليبية المعترف بها
دولياً، عندما أُحيل إلى البرلمان اتفاق ثنائي يشمل تزويدها بقوة للرد السريع، إذا
طلبت طرابلس ذلك.

كانت أنقرة وطرابلس وقعتا، أواخر الشهر الماضي، اتفاقاً أمنياً
وعسكرياً موسعاً، كما وقعتا -على نحو منفصل- مذكرة تفاهم حول الحدود البحرية،
تعتبرها اليونان انتهاكاً للقانون الدولي.

بينما تم إرسال الاتفاق البحري إلى الأمم المتحدة لإقراره، أُحيل
الاتفاق العسكري إلى البرلمان التركي. وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش
أوغلو، اليوم الأحد: «البرلمان سيُدخله حيز التنفيذ بعد الموافقة عليه».

لم يتضح متى سيتم التصويت في البرلمان الذي يهيمن عليه حزب العدالة
والتنمية الحاكم، بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان، وحليفه حزب الحركة القومية اليميني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى