تقارير وملفات

قراءة في جريمة قتل الرئيس مرسي الخلفيات والدوافع!!

بقلم المحلل السياسى

شوقي محمود
فيينا – النمسا
الثلاثاء 18 يونيه 2019

الرواية الرسمية وسلوك السلطة!

– رواية التلفزيون المصري عن وفاة الرئيس محمد مرسي تقول:
“توفي يوم الإثنين أثناء محاكمته في قضية التخابر مع حماس، وأنه تحدث خلال الجلسة لمدة 20 دقيقة، ثم رفعت الجلسة، بعدها أصيب مرسي بنوبة إغماء توفي على إثرها”!!
– بعد ساعات قليلة من إعلان وفاة مرسي، أمر النائب العام نبيل صادق بسرعة دفن الجثمان، وجاء في بيانه أن مرسي “حضر للمستشفى متوفياً في تمام الساعة الرابعة وخمسين دقيقة مساء الإثنين، وقد تبين عدم وجود إصابات ظاهرية حديثة بجثمانه”!!
– رفضت السلطات الأمنية أن يتم دفن جثمان الرئيس مرسي بمسقط رأسه في قرية العدوة بمحافظة الشرقية، وقررت أن يكون الدفن بمقبرة المرشدين السابقين لجماعة الإخوان (محمد حامد أبو النصر ومحمد مهدي عاكف) في مدينة نصر بالقاهرة!!
– بناء علي تعليمات الأمن اقتصر حضور مراسم الدفن علي ابنه أسامة (المحبوس علي ذمة قضية غرفة عمليات رابعة) وزوجة مرسي وأولاده وشقيقين لمرسي والمحامي عبد المنعم عبد المقصود.
– تم الدفن الساعة الخامسة فجر الثلاثاء واستغرقت مراسم الدفن حوالي ساعة، وشهدت المقبرة والمنطقة المحيطة بها تواجداً أمنياً مكثفاً!

زيارة وزير الخارجية الإماراتي المريبة!!

– أشارت وسائل الإعلام الإماراتية أن وزير الخارجية عبد الله بن زايد قام بزيارة صباح الاثنين إلي القاهرة، التقي خلالها بعبد الفتاح السيسي!!
– الزيارة لم يُعلن عنها مسبقاً، كما لم يصدر عن القاهرة مايشير إلي هذه الزيارة، فضلاً عما جري التباحث بشأنها!!

أمريكا ترفض التعليق علي وفاة مرسي!!

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يترك شاردة ولا واردة تحدث في العالم، إلا وكان له تعليق عليها عبر حسابه بتويتر، ومع ذلك صمت ولم يكتب كلمة واحدة عن وفاة الرئيس مرسي!!
كما رفضت مورجان أورتاجوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية التعليق علي ماحدث، وقالت: “علمنا من تقارير إعلامية عن خبر وفاة محمد مرسي، وليس لدينا تعليق”!!

إسرائيل تصمت ولا تعلق!!

علي خطي أمريكا لم يصدر أي بيان أو تعليق رسمي من إسرائيل، مع أن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، دائما ما يفتخر بمساعدة إسرائيل للسيسي في الإنقلاب علي الرئيس مرسي الإسلامي المعادي لإسرائيل!!

ومما سبق يستخلص الملاحظات التالية:

1): تكذيب للرواية الرسمية بأن الوفاة تمت بالمحكمة أثناء نظر قضية التخابر مع حماس….
فلم تكن هذه القضية مدرجة في جلسات يوم الاثنين 17 يونيه بحسب جداول القضايا الجنائية، كما يجب إعلام المحامين بمواعيد جلسات المحاكمات مسبقاً!!
ولو كان محامي الرئيس مرسي حاضراً لهذه الجلسة لعرفنا حقيقة ما جري، بخلاف الرواية الرسمية المتهالكة!!
مما يدل علي أن الوفاة (القتل) تم في السجن أو في مكان مجهول!!

2): زيارة عبد الله بن زايد للقاهرة تثير الشكوك بضلوع الإمارات في قتل مرسي، للشواهد الأتية:
* رغبة الإمارات في القضاء علي القدوة لدي الشباب بعد أن أصبح مرسي رمز للصمود والعزيمة.
* حتي لا تضطر الإمارات والسعودية إلي تجرع السمٌ من خلال الاستعانة بمرسي وجماعة الإخوان لإدارة البلاد، بعد الفشل الذريع والمتوالي من جانب السيسي، وتفاقم الديون علي مصر بشكل مرعب: (الخارجي 93 مليار دولار حتي نهاية يناير الماضي، والمحلي 3.887 تريليون جنيه حتي نهاية سبتمبر 2018)!!
* بث الرعب في قلوب القادة الإسلاميين المعتقلين بأن ماحدث لمرسي ليس بعيداً عنهم!!
* خبر وفاة مرسي سيتصدر العناوين في وسائل الإعلام العالمي، بدلاً من التركيز علي جرائم السعودية والإمارات باليمن، وهجمات الحوثيين الموجعة، وتهديدات إيران بالخليج، وجرائم حفتر بليبيا، وكذلك تخفيف النقد للمجلس العسكري بالسودان!!
* صمت أمريكا وإسرائيل -بإيعاز من الإمارات- بغرض أن تحذوا أوروبا حذوهما، فلا تنديد أو مطالب بتحقيق دولي ونحو ذلك!!
………………….

ولكن خاب مسعاهم، فالجريمة نبهت الغافل وأيقظت الضمائر، وأصبح محمد مرسي أيقونة شعبية تخطت الحدود!!
كما اتفقت أراء المحللين السياسيين (في معظم وسائل الإعلام العالمية) علي إدانة النظام الإنقلابي وفضح سجله في انتهاكات حقوق الإنسان!!

رحم الله محمد مرسي وأنزله منازل الصالحين…(وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى