تقارير وملفات إضافية

قرابة 700 امرأة مصابة بكورونا أنجبن أطفالهن في مستشفى واحد.. الأطباء المشرفون يروون التجربة العجيبة

بعد أربع حالات إجهاض وسنوات من انفطار القلب حزناً، كانت ناهد خان على بعد أسابيع فقط من وضع مولودها في إبريل/نيسان عندما تلقت أخباراً محطمة: لقد ثبت إصابتها بفيروس كورونا المستجد.

سارعت ناهد ذات الـ29 عاماً وزوجها للعثور على مكان للولادة. وكانت الجائحة تنتشر عبر مومباي في موجة مدمرة، حيث اجتاحت المستشفيات وأُغلقت عيادات الأمومة الأصغر لأن موظفيها قد أصيبوا.

في نهاية المطاف، عثر الزوجان على سرير في مستشفى BYL Nair Charitable، وهي مؤسسة تديرها الحكومة عمرها 99 عاماً في قلب العاصمة المالية للهند. وقبل ثلاثة أيام فقط من ذاك الوقت، كان المستشفى قد أجرى أول ولادة لأم مصابة بفيروس كورونا.

تقول صحيفة The Washington Post الأمريكية، لاحقاً ستصبح ناهد خان واحدة من حوالي 700 عملية ولادة أجريت في الأشهر التالية. لقد اجتمعت النساء الحوامل من جميع أنحاء مومباي الكبرى، التي يقطنها 18 مليون شخص على الأقل، في مستشفى Nair. ويعتقد أطباؤها أن المستشفى عالج أكبر عدد من النساء الحوامل المصابات بكوفيد-19 في الهند -وربما في العالم.

الآن، تلعب تجربة المستشفى دوراً رئيسياً في الأبحاث العالمية لفهم كيف يؤثر فيروس كورونا على النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة بالضبط. ويستخدم الباحثون في الهند البيانات التي جُمعت في Nair للمساعدة في تحديد ما إذا كان الفيروس مرتبطاً بمعدلات أعلى من الإجهاض أو الولادة المبكرة أو وفيات الأمهات.

أنجبت ناهد طفلة سليمة -وأتت نتائجها لاختبار فيروس كورونا سلبية- بعد عملية قيصرية طارئة. تتذكر الأم الألم بعد الجراحة والقلق بشأن الفيروس، ولكنها تتذكر أيضاً الارتياح الذي شعرت به عند “التحدث إلى نساء أخريات مررن بتجربة مماثلة”.

لقد وجدت الدراسات الأولية في المملكة المتحدة وكوريا أن نتائج الأمهات المصابات بفيروس كورونا كانت جيدة ولا ينتقل الفيروس إلى أطفالهن. وربطت أبحاث أخرى بين الأمهات المصابات بالفيروس وارتفاع معدلات الولادة المبكرة والأمراض النفاسية.

لكن الدراسات التي تستند إلى بيانات واسعة النطاق لا تزال نادرة، خاصة في أماكن مثل الهند، التي تضيف المزيد من حالات الإصابة بفيروس كورونا يومياً أكثر من أي دولة أخرى على وجه الأرض. فقد سجلت الهند أكثر من 7 ملايين حالة، وهي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة.

قال نيراج ماهاجان، طبيب أمراض النساء الذي أشرف على رعاية الأمهات المصابات بفيروس كورونا في مستشفى Nair، عندما تفشى الوباء، “كان كل شيء جديداً علينا”.

يتذكر ماهاجان أنه في اليوم الذي وصلت فيه أول حالة من هذا النوع، كان المستشفى يعالج بالفعل 100 امرأة حامل خالية من العدوى، وكان التحدي هو الحفاظ على هذه الحالة المصابة.

أنشأ المستشفى غرفة ولادة منفصلة مؤقتة في جناح فارغ، حيث تم تغيير صواني المعدات وأسطوانات الأكسجين ليستخدمها الأطباء في التوليد. وفي اليوم التالي، في 14 إبريل/نيسان، كانت شايلا سريفاستافا، وهي طبيبة نسائية تبلغ من العمر 25 عاماً، في مهمة إجراء عملية الولادة الأولى. 

في نفس الشهر، أُعلن المستشفى بالكامل كمنشأة خاصة بحالات كوفيد-19، وهي أول كلية طبية في الهند تحصل على هذا التصنيف. ونظراً لأن المستشفى أصبح يخدم الآن مرضى فيروس كورونا فقط، فقد عادت رعاية الأمهات المصابات بالفيروس إلى قسم أمراض النساء الرئيسي الذي يضم 120 سريراً. 

توفيت ثماني نساء حوامل مصابات بكوفيد-19 في Nair مع أجنتهن. وكانت سبع نساء في الثلث الثالث من الحمل. قال غانيش شيندي، رئيس قسم أمراض النساء: “لقد وصلن إلى المستشفى في حالة متأخرة جداً وتعرضن لضيق تنفس حاد أثناء خضوعهن للعلاج”. وأضاف شيندي أن المستشفى لم يشهد زيادة في حالات الإجهاض أو حالات الموت الجنيني بين النساء الحوامل المصابات بفيروس كوفيد-19.

كانت حالة أطفال هؤلاء الأمهات جيدة، مع وجود علامة تحذيرية واحدة فقط: كان أطفال النساء المصابات بفيروس كورونا أكثر عرضة إلى حد ما لقضاء بعض الوقت في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. لكن معدلات الولادة المبكرة وعدد الأطفال الذين ماتوا في وحدة العناية المركزة كانت متشابهة بالنسبة لأطفال الأمهات المصابات وغير المصابات. وأكثر من 41 طفلاً، أي أقل من 10% من الإجمالي، ثبتت إصابتهم بالفيروس أيضاً بعد أيام قليلة من ولادتهم، لكن الأطباء يقولون إنهم لا يعرفون ما إذا كانت العدوى قد انتقلت في الرحم أو من الاتصال بأمهاتهم بعد الولادة. 

أصبح المستشفى الآن جزءاً من سجل لعموم الهند يسمى “PregCovid” والذي من خلاله سيدرس الباحثون تأثير فيروس كورونا على صحة النساء الحوامل والأطفال. وقد جُمعت البيانات من أكثر من ألف و100 امرأة حامل من 19 مستشفى في جميع أنحاء البلاد. (أكثر من نصف البيانات من Nair).

في نهاية المطاف، قال شيندي إن تجربة المستشفى كانت مليئة بالأمل. وقد تقرر عدم الفصل بين الأمهات والرضع، ما لم تظهر على أي منهما أعراض كبيرة. وقد أُدخلت مسافة إضافية بين أسرة المستشفى ووضعت حواجز وستائر وفواصل للمساعدة في الحد من التعرض للفيروس. وأتت نتائج أقل من 10 من موظفي الرعاية الصحية إيجابية، وتعافوا جميعاً.

يتذكر ناصر باتل، الذي كانت زوجته هينا، أول أم مصابة بفيروس كوفيد-19 تلد في المستشفى، كيف انهار في البكاء من بعد أن شعر بالارتياح أخيراً عندما أطلعته الممرضة على طفلته الرضيعة لأول مرة.

“لقد كنت خائفاً من العدوى؛ أنا ببساطة لا أستطيع إيقاف أثر الأفكار السلبية. هدأت في اللحظة التي رأيت فيها طفلتي تحرك يديها وقدميها”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى