آخر الأخبارتقارير وملفات

قروض وديون ونيل ضائع وأراضٍ وأصول مصر مباعة وانتظار لعنة الأجيال القادمة في مصر!

تقرير رئيس التحرير

سمير يوسف

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

 وعدَنا السيسي بالسمن والعسل وبالمشمر والمحمر، وانتهى بنا الحال إلى الدعوة إلى أكل أوراق الشجر

منذ أول يوم لابتلاء مصر بقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، كشف عن تكوينه العقلي، والسيكوباتي، من خلال حديثه عن الفريق سامي عنان، ولم يشعر السيسي بالحرج من أن يحكي قصته مع عنان حينما دخل عليه الأخير وكان يترأسه، ليسأل: “من النتن اللي حاطط الدبوس في الاستيكة”، فرد عليه السيسي: ” أنا يا فندم”.

فمنذ ذلك اليوم اتضحت معالم هذه الشخصية السيكوباتية الانتقامية، التي لم تفوقت الفرصة من الانتقام من المصريين فقط، بل ومن زملائه وقادته، وعلى رأسهم سامي عنان، الذي لا يزال محبوسا في غياهب سجون السيسي.لم ينس السيسي ثأره مع سامي عنان، حينما جاءت الكرة لصالحه، فأمر بالانتقام منه وحبس كما انتقم وحبس المصريين.

ثأر السيسي من قطاعات عريضة من الشعب المصري، وصلت لحد معاداة الشعب نفسه، ومعاداة زملائه وكل سدنة حكمه، حتى صور لنفسه احتكار مفاتيح السماء ، منذ إعلان بيان الانقلاب في 3 يوليو 2013 م، فجمع بين الثيوقراطية والفاشية العسكرية معاً

فتطورت شخصيته للحد الذي وصل فيه للحرب على المقدسات نفسها، فأمر بتغيير الدين وحارب علمائه، كما حرب شركائه، ليتبقى هو وحيدا على عرشه، متسائلا: “أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون”.

نشر موقع مجلة “فورين بوليسي” مقالا للزميل في  مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ستيفن كوك  دعا فيه إلى وقف تمويل  “بيت الورق” للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي اتهمه بإفراغ الخزينة المصرية على مشاريع ترضي غروره في الوقت الذي يعاني فيه شعبه.

 ورأى أن حريق كنيسة أبو سيفين في إمبابة بالقاهرة، والذي قتل فيه 41 شخصا من بينهم 18 طفلا، هو الأخير في سلسلة من الكوارث التي حلت بالمصريين في الفترة الماضية. ومنذ كانون الثاني/يناير 2021 واجه المصريون انهيار عمارات وحوادث قطارات ومصائب أخرى منتظمة وسقط فيها القتلى والجرحى. وهي مصائب تعيد للذهن كوارث حدثت في السنوات الأخيرة للرئيس السابق حسني مبارك والذي أسهم حكمه الطويل في هذه الكوارث. وتساءل إن كانت المآسي في نهاية فترة مبارك قد أسهمت في عدم استقرار مصر، فهل يمكن منع مآسي كهذه؟ بالقطع، يقول الكاتب. وأضاف أنه لو ساهمت هذه الكوارث في نهاية حكم مبارك فهل ستسهم في نهاية عبد الفتاح السيسي؟ ويجيب “يمكن، ومن المحتمل لا”. وقد يبدو هذا التحليل غريبا لأن الحكام يخرجون من السلطة ويخسرون مناصبهم عندما يتحول عدم الاستقرار إلى سمة للسياسة، لكن لا يبدو أنه هو الحال في مصر، على الأقل الآن.

 وعلى خلفية، الكوارث التي يمكن منعها، يتعامل المصريون- من أصحاب الدخل المتوسط والمتدني، مع أزمة طعام تسببت بها قوى خارج سيطرة حكومتهم. وكما اكتشف سابقوه فمن الصعب تحقيق الازدهار في مصر. 

فعدد الذين يدخلون سوق العمل كل عام هائل ويضع البيروقراطية الضخمة والجيش الذي يزاحم القطاع الخاص أمام تحديات بنيوية تجعل من الصعوبة دخول الاستثمار الأجنبي ودعم نمو اقتصادي شامل وواسع. 

يقوم الجنرال المخرب عبد الفتاح السيسي بتدمير مصر بشكل منهجي ومتواصل منذ تنفيذ انقلابه في الثالث من يوليو تموز الماضي، وادخل مصر في دوامة من العنف وعدم الاستقرار والانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وهو يدفع باتجاه انهيار الدولة المصرية، فخزينة الدولة مفلسة، والاعمال تكاد تكون متوقفة، والقطاع السياحي يعاني من الشلل، ولا يعمل في البلد الا القبضة الامنية للجيش وقوات الامن المركزي والمخابرات والبلطجية.

 استسهال النظام الانقلابي في مصر لارتكاب المجازر وحرق جثث القتلى وجرفها بالجرافات وقتل السجناء الغازات السامة وحرق المساجد واقتحامها واقتحام الجامعات وقتل الطلاب في داخلها واعتقالها وتكميم الافواه واغلاق المحطات التلفزيونية المعارضة والسيطرة على الاعلام بشكل كامل، وتحطيم القضاء واصدار احكام اعدام بالجملة مثل الحكم بإعدام 529 مصريا في 20 دقيقة، وتهجير الاف المصريين وتدمير الاقتصاد المصري وتوقف الاعمال وانهيار قطاع السياحي، وافلاس خزينة الدولة، وخسائر البورصة الضخمة، وتردي الخدمات الاساسية وانقطاع الكهرباء وعدم توفر الغاز والمحروقات، وقسم المجتمع إلى قسمين متناحرين على قاعدة “انتم شعب ونحن شعب .. لكم رب ولنا رب”.

وهذا يعني شيئا واحد وهو ان السيسي وجنرالاته ونظامه الدموى يمعن في تدمير مصر وتخريب المجتمع المصري وتدمير الامة العربية ومستقبلها ايضا، وهو ما يوجب دحر هذا الانقلاب مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات، فمصير الامة العربية كلها معلق بما يجري في مصر.

ما حدث وما يحدث خلال الأعوام القليلة الماضية على المستوى المحلي والمستوى الإقليمي من أحداث متلاحقة تحوي قنابل موقوتة، تنقلنا من أزمة إلى أزمة، وتجعلنا نشعر بالقلق الشديد من الغد، وما قد يحمله في طياته من عراقيل وأزمات جديدة قد تهدد الاستقرار في مصر، وبالتالي في المنطقة.

مثلاً ما حدث من تسليم جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، ليس مجرد تنازل عن جزيرتين أو بيعهما، كما يتصورها البعض، ولكنها قنبلة موقوتة وأزمة يتم زرعها بين الشعبين الشقيقين (المصري والسعودي) قد يكون لها عواقب وخيمة وتأثير سلبي في المستقبل البعيد على الشعبين الشقيقين. وهي أزمة من أزمات عديدة يتم الدفع بها وتنفيذها بجدارة في قلب العالم العربي، ليجعلوا منه في المستقبل عالماً مليئاً بالأزمات والقلاقل.

الخطورة هنا أيها السادة تكمن في أن النظام الحاكم في مصر الآن، وما يقوم به بمثل هذه الخطوات، سوف يترك إرثاً ثقيلاً لأي نظام جديد قد يأتي بعده إلى صدارة الحكم.

فهناك أزمات أخرى متعددة تم دفع مصر إليها، مثل:

سد النهضة الإثيوبي، والذي يمثل تهديداً للأمن القومي المصري، لأنه، وبترك هذه الأزمة تحتد بهذه الطريقة وبعد التوقيع على مسودة تفاهم مع الدولة الإثيوبية، مع التراخي في حل الأزمة وتركها تزداد وتتفاقم بهذه الصورة، قد يعرِّض مصر في المستقبل إلى مجاعة بسبب شح المياه مستقبلاً، مما قد يدفع مصر ويدفع أي نظام جديد قد يحكم مصر في المستقبل إلى حروب مكلفة مرهقة خارج حدودها، بجانب وجود مخاطر اصطدامها بالمجتمع الدولي.

وهناك الأخطر من ذلك، وهو أن هذا التهاون والتنازل عن حقوق مصر في المياه قد يشجع دولاً أخرى يمر خلال أراضيها نهر النيل، إلى بناء سدود مماثلة، مما يجعل هناك مشاكل واسعة متفاقمة ومع دول عديدة يصعب على مصر مواجهتها كلها، مع المجتمع الدولي، مما قد يقحم مصر في حروب مكلفة ومرهقة مع دول عديدة.

أزمة سيناء والتهديد الأمني هناك وتعرض أبنائنا من القوات المسلحة المصرية ومن الشرطة لهجمات إرهابية إجرامية متكررة، والتي تؤدي إلى نزيف دماء مستمر وسقوط شهداء بالعشرات، بجانب الإجرام الذي يحدث في حق المواطنين السيناويين المدنيين، والإجرام في حق جنودنا من الجيش المصري هناك وأفراد الشرطة، يعطي صورة وإشارات للخارج بأن هناك صعوبة في السيطرة على سيناء من قبل الدولة المصرية وفقدانها القدرة على تحقيق الأمن والأمان هناك، مما قد يفتح الباب في وقت ما إلى تدخلات خارجية، بحجة التعاون مع مصر من أجل محاربة الإرهاب، مما قد ينتج عنه تواجد لقوات أجنبية على جزء من أراضينا، مما يخلق أزمة لمصر على حدودها الشرقية.

نخشى من كل ذلك أن تزداد دائرة المخاطر والدفع لتوريط مصر والشعب المصري في أزمات مستقبلية هي في غنى عنها.

وهناك المشكلة الأكبر، والتي تزداد تفاقماً، ألا وهي إهمال البنية التحتية من صرف صحي وشبكات كهرباء حديثة وآمنة في البلاد، خصوصاً في المناطق النائية، بجانب تدهور المنظومة التعليمية وانهيار المنظومة الصحية.

والكارثة الأكبر هي القروض والمساعدات المتتالية والتي حصل عليها النظام من جهات عديدة، منها البنك الدولي والتي كبلت مصر بالديون، والتي لا تدري كيف لها بتسديدها، خصوصاً أنها لم يتم توظيفها واستثمارها في مشاريع إنتاجية تعمل على زيادة الدخل القومي، لكي تتمكن من خلالها القيام بتسديد هذه الديون.

كل ذلك، وكل هذه المشاكل العديدة المعقدة، والتي تم توريط مصر فيها، والناتجة عن عجز النظام في إدارة هذه الأزمات الكارثية، سوف تكون حملاً ثقيلاً وعبئاً على أي رئيس قادم يحكم مصر، وسوف تشكل تحديات كبيرة معقدة لمن يدير الدولة المصرية في المستقبل، وذلك في حالة إذا لم تلجأ مصر إلى هذا الحين، إلى بيع أصولها الثابتة بعد إشهار إفلاسها! والكارثة التي نشاهدها الآن، أنها تبيع أصولها بالفعل.

لكن إنقاذ السيسي بأموال مجانية  وشروط سهلة من صندوق النقد الدولي لن تؤدي إلا إلى إطالة الأزمة المصرية.

إن منهج الجنرال الفاشل باقٍ بقاء الليل وتدفقه خلف النهار واشتداد الظلمات فيه على التائهين أو المغلوبين على أمرهم أو الذين أساؤوا اتخاذ القرار، لكن السيسي مثله مثل موسيليني، هتلر، ستالين، فرانكو، والقذافي، عبد الله صالح، زين العابدين بن علي، بل سابقه في الحكم العسكري مبارك، جميعهم لم تبق لهم لا الكراسي ولا المناصب، وإن تمتعوا بلذة الديكتاتورية والاستبداد وتنعموا قليلًا من عمر لزمان ثم ذهبوا، ثم إن السيسي على طريقهم يمعن المسير، وها هو بإهماله واستهتاره يخسر غير قليل من إخوة الوطن المسيحيين، وهم يمثلون قطاعا شعبيا جديدا من أهم مناصريه سابقا ثم صار يخالفه، وغدا وإن طال مجيئه لوقت ـ يعد قليلا من عمر الزمان والكنانة ـ يخسر أكثر، أو تشاء الأقدار إذلاله وتمكين أعدائه منه على نحو تمعن في ترتيبه له.

مع المليارات التى انهالت على السيسى ثمن قتل الرئيس مرسى والتنكيل بعشرات الألوف من الاخوان وانصارهم ، توقعت ان يعوض الشعب بتحسن اقتصادهم بديلا عن فقدانهم لحريتهم ، ولكن ما حدث هو مزيد من الفقر والقهر ، وكان هذا واضح حينما كان يقول انه لا يقبل القيام بدراسات الجدوى والتعليمات التى يصدرها للتعجيل بانهاء المشاريع الاستعراضية ، ونتذكر تصريح محافظ البنك المركزى السابق الذى قال ان الاستعجال بتوسيع قناة السويس كلف 2 مليار دولار اضافية.
ختاما هذا عسكرى فاشل ، ماذا نتوقع منه؟

«فورين بوليسي»: على العالم التوقُّف عن دعم السيسي لأنَّه يطيل «أزمة مصر»

الى شعب مصر الى شعب تسلم الأيادى

إنتظروا إنتقام السماء فدماء الشهداء لم تجف وحصار 2 مليون ونصف “الجارة”فى غزة وتجويعهم لن تمر كله سلف ودين يا شعب المحروسة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى