قــلــيـــل مــن الــعــقــل

قــلــيـــل مــن الــعــقــل

…………………………………

بقلم الكاتب

مؤمن الدش

ليس بالضرورة أن تكون من المنتمين لجماعة الإخوان أو منتميا للتيار الإسلامى حتى تتعاطف مع من قتلوا فى رابعة والنهضة والحرس الجمهورى والمنصة وفى كل شوارع مصر طيلة عام كامل من عمر الإنقلاب , وليس مهما أن يكون لك فيهم صديقا أو أخا أو جارا أو زميلا فى العمل , وليس شرطا أن تكون من المؤيدين للشرعية والمناهضين للإنقلاب حتى تتأثر بما حدث للآلاف من هؤلاء , بل يكفى أن تكون إنسان يحمل بين ضلوعه قلبا ينبض وله عيون ترى وعقل يفكر , إذ كيف لاتحرك مشاعرك الدماء , وكيف لايرق قلبك لأنين أم على فقد إبنها , ولابكاء طفل على رحيل والده , ولا زوجة مكلومة فاتها زوجها ورحل عنها , القضية ليست أنت مع من ضد من , ولا مؤيد لمن أو معارض لمن , ولا يمينا أو يسارا , والقضية ليست أن تكون إخوانيا أو سلفيا أو علمانيا أو ليبراليا , بل القضية أن تكون آدميا , وأن يكون مراعاة شعور الآخرين جزء من شخصيتك .

…….

صدقنى وبعيدا عن أى إنتماءات لا أصدق أن هناك من لايزالون لاتحركهم مشاهد الدماء , ولا أصدق أن هناك من لازال لايتعاطف مع طالب تم فصله من جامعته وأصبح مستقبله فى مهب الريح , وكيف لإنسان يحمل بين ضلوعه قلب وتجرى فى عروقه دماء أن لايحزن على ضياع مستقبل وطن وسرقة ثورة وإعتقال آلاف المعارضين بل وبعض المؤيدين الذين إنتهى دورهم , وهل الديمقراطية هى إقصاء كل المعارضين أيا كانت إنتماءاتهم أو توجهاتهم , وأى عقل ياسيدى يصفق لإغتصاب الفتيات فى السجون , وأى منطق هذا الذى يجعلك تغض الطرف عن إنتهاك أعراض الأطفال وأية ثورة هذه التى تكمم الأفواه وتكبل أيادى المعارضين وتحجر على حرية الرأى , ياسيدى إنها ليست قضية إنتماءات ولا أنت مع من ضد من لكنها قضية مستقبل وحياة , ياسيدى الحرية لاتمنح لكنها تنتزع فإن لم تنتزعها اليوم فقد لاتسنطيع إنتزاعها فى الغد , القضية قضيتك أنت والوطن وطنك أنت والحرية حريتك أنت والكرامة كرامتك أنت سواء بقى الإخوان أو رحلوا سواء سجنوا وإعتقلوا أو أفرج عنهم وأصبحوا أحرارا . سل نفسك , أين البلاك بلوك , وأين جماعة ألأنصار بيت المقدس , وأين ثوار السبوبة الذين ملأوا الدنيا ضجيجا فى عهدالرئيس المنتخب , وأين المليارات التى دخلت إلى هذا البلد منذ الإنقلاب وحتى يومنا هذا , وأين وأين وأين , قليل من العقل ياسادة ستصبح الأمور أكثر وضوحا .

……………………… رب إشرح لى صدرى . ويسر لى أمرى . وإحلل عقدة من لسانى . يفقه قولى