آخر الأخبار

قلق في غزة بعد تفشي “كورونا”.. الحصار وقلة الإمكانيات يخيفان المواطنين، والسلطات تلجأ لحظر التجول

يعيش سكان قطاع غزة، هذه الأيام، في قلق شديد من تفشي فيروس كورونا، بعد أن ظلت منطقتهم، لشهور عديدة، في منأى عن مخاطر انتشاره.

كان الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2007، والإجراءات المشددة التي اتخذتها السلطات (تديرها حركة حماس)، قد ساعدت في عزل غزة عن مخاطر تفشي الفيروس.

إصابات قادمة من الخارج: ومنذ بدء جائحة “كورونا”، كانت جميع الإصابات المسجلة في غزة من بين العائدين للقطاع عبر معبري رفح مع مصر، وإيرز (بيت حانون) مع إسرائيل، والذين تتم استضافتهم في مراكز خاصة للحجر الصحي لمدة 21 يوماً، وهو ما أشاع أجواءً من الشعور بـ”الأمان”.

لكن هذا الإحساس تلاشى، مساء الإثنين 24 أغسطس/آب 2020، بعد أن أعلنت وزارة الصحة اكتشاف 4 حالات أصيبت داخل القطاع، ولم تكن من ضمن العائدين من الخارج. ولاحقاً، أعلنت الوزارة عن إصابة 12 آخرين، (تُوفي أحدهم)، ليرتفع عدد الحالات المكتشفة داخل القطاع إلى 16 شخصاً.

فيما لم تستطع السلطات، (حتى الـ14:50 ت.غ)، تحديد مصدر العدوى.

لكن وبشكل سريع، سارعت الحكومة التي تديرها حركة حماس، إلى فرض حظر شامل للتجوال، على مناطق القطاع كافة، لمدة 48 ساعة، تنتهي مساء الأربعاء 26 أغسطس/آب 2020. وأغلقت المحال التجارية، والمؤسسات الحكومية والتعليمية والخاصة، والمساجد أبوابها.

فيما يُتوقع أن يتم تمديد الحظر، واتخاذ إجراءات أخرى مشددة؛ للحد من تفشي الفيروس.

معاناة اقتصادية في غزة: ويأتي “الزائر” غير المرغوب فيه، في وقت يعاني فيه سكان غزة من مشكلات اقتصادية ومعيشية متعددة؛ من جراء الحصار المفروض منذ عام 2007.

وتسبب تشديد إسرائيل للحصار، خلال الأسبوعين الأخيرين، في زيادة معاناة السكان، وبررت إسرائيل تشديد الحصار، بإطلاق نشطاء في غزة بالونات حارقة تتسبب بإشعال حرائق في المناطق الإسرائيلية المحاذية، رداً على “مماطلة إسرائيل في تخفيف الحصار عن القطاع”.

من هذه الإجراءات، إغلاق معبر كرم أبو سالم في وجه غالبية البضائع، خاصةً الوقود ومواد البناء.

وقف إدخال الوقود: وأدى منع إدخال الوقود إلى توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل؛ وهو ما تسبب في انقطاع الطاقة عن السكان لمدة تصل إلى 20 ساعة في اليوم.

والأربعاء، حذَّر مركز الميزان لحقوق الإنسان، من إمكانية حدوث “كارثة حقيقية” بقطاع غزة، في حال انتشار فيروس كورونا. وقال في بيان له، إن وزارة الصحة بغزة لا تملك المقومات اللازمة لمواجهة تداعيات فيروس كورونا.

فيما دعا المركز، المجتمع الدولي إلى “دعم قدرات السلطات المحلية؛ للحيلولة دون خروج الوباء عن السيطرة”.

كذلك طالب بالضغط على إسرائيل لرفع حصارها “فوراً وتزويد القطاع بحاجاته من الوقود والتيار الكهربائي، ودعم القطاع الصحي بكل احتياجاته”.

رفع الحصار عن غزة: من جانبه، قال جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة، إن أزمة كورونا وتخوفات تفشِّيه بشكل واسع بين المواطنين في القطاع، أدخلت السكان في “وضع خطير جداً، وجعلتهم على مقربة من كارثة إنسانية محتملة”.

كذلك أضاف لوكالة الأناضول: “الإنتاج بغزة حالياً صفر، والاستمرار في هذا الوضع سيعمّق الأزمة وسيزيد من ضعف استجابة المواطنين للتعامل معها، خاصة أنهم يعانون أثناء جلوسهم في المنازل من مشكلة توافر المياه، والكهرباء التي تنقطع نحو 20 ساعة يومياً”.

ولفت إلى أن غزة تحتاج جهوداً وإمكانات “هائلة” من دول العالم، لمواجهة تفشي الفيروس. وأضاف الخضري: “بالأساس، غزة كانت تعاني عجزاً في النظام الصحي”.

كما أشار إلى أن قطاع غزة يعاني من “انعدام الأمن الغذائي بنسبة 80%، إضافة إلى أن 320 ألف عامل كانوا قبل الأزمة، بلا عمل”.

فيما قال إن “بعض المؤسسات الإغاثية والخيرية، التي تقدم المساعدات الإنسانية والغذائية للمواطنين، علَّقت عملها في غزة مع بدء حظر التجوال، وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، أبرز تلك المؤسسات؛ لكونها تقدم المساعدات الغذائية لنحو مليون لاجئ في غزة”.

قلق المواطنين: ويثير تفشي فيروس كورونا قلق شريحة كبيرة من السكان، الذين يعتمدون في معيشتهم على العمل بنظام “اليومية”.

من جانبه يقول المواطن علّام أبو حليمة (42 عاماً)، الذي يسكن شمالي القطاع، إنه “لا يتيقن من قدرته على الصمود برفقة عائلته، لأيامٍ طويلة ضمن الحجر المنزلي، وذلك لأن احتياجاتهم من الطعام والشراب ليست بسيطة”.

حيث يضيف لوكالة الأناضول، أنه لن يتمكن من تأمين احتياجات أسرته، طالما لم يخرج للعمل في بيع الخضار بسوق مخيم جباليا للاجئين.

فيما ختم كلامه بالقول: “أشعر بأنَّ خطر الإصابة بالفيروس بات قريباً من عائلتي المكونة من تسعة أفراد (أطفاله وزوجته ووالديه)، لاسيما بعد الإعلان عن وجود أكثر من بؤرة لانتشاره داخل القطاع، لكنّ الخطر الأكبر بالنسبة لي سيكون في الأيام القادمة، التي قد أعجز فيها عن توفير الطعام ومستلزمات الحجر للأسرة”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى