كتاب وادباء

كــفــاكـم جــلــدا لــلإخــوان

  •  كــفــاكـم جــلــدا لــلإخــوان

    بقلم الأديب الكاتب

    مؤمن الدش

    مؤمن الدش

     لايستطيع أحد المزايدة على الإخوان فى حبهم لدينهم ووطنهم ، ودعك من ثرثرة مرتزقة الإعلام وضحاياهم المنتشرين فى كل مكان ، فى العمل وفى المدرسة والجامعة وفى المواصلات العامة ، للإخوان أخطاء ، قطعا لهم أخطاء ، مثلهم فى ذلك كمثل سائر البشر ، بيد أن قطعان المشاهدين من جمهور سحرة فرعون لايدركون أبعاد القضية ، فهم مسيرون لا مخيرون ، ضحية إعلام موجه لايترك لهم حرية الإختيار فيما يقررون ، أو يعرض لهم بضاعته من كل صنف ولون يقلبون قديمها وجديدها وعليهم الإختيار ، بل هم يعملون معهم بمنهج توجيه الإدراك ، وتوجيه الإدراك فى علم النفس ، هو توجيه إدراك العقل الجمعى لجمهور المشاهدين نحو توجه وحيد ، دون عرض الرأى والرأى الآخر وترك المشاهد لإعمال عقله وإختيار النهج الذى يتسق مع الواقع والعقل والمنطق ، إذا الإخوان لن يؤيدهم الجالسون كالأصنام أمام أحمد موسى أو العكش أو لميس ، أو أيا من ذلك الطابور الطويل الذى يعمل وفق منهج معين وترويج لسياسة معينة وتمجيد الحاكم حتى لو كان الشعب جائعا أو يأكل أوراق الشجر ، والإخوان بشر لهم مالهم وعليهم ماعليهم ، لكن لايستطيع أحد أن يزايد على تاريخهم ، وتضحياتهم فى سبيل الدين والوطن ، ولا يستطيع أحد أن ينكر جهودهم فى العمل الإجتماعى ، والجمعيات الخيرية ، والمدارس ومكاتب تحفيظ القرآن ، ولا يضير الإخوان كجماعة كبيرة وعريقة ، أن ينشق عنهم أحد ، أيا كان حجمه أو موقعه داخل الجماعة ، أو يخرج أحدهم ببيان غير مفهوم ، أو يتبنى وجهة نظر شخصية ، فهذا أمر لايستحق أن تثار حوله ضجة أو يلتفت إليه ولا يؤخذ إلا على محمله وفى سياقه الطبيعى ، أيا كان حجم صاحب البيان ، فالجماعة ليست مجموعة من الملائكة ، ولايضيرهم ولا ينال من تاريخهم بيان هزيل قد يظنه البعض مهادنا للسلطة أو تمهيد لمفاوضات أو مبادرة أو تسوية سياسية ، فالإخوان تاريخهم يقول أنهم ليسوا بالغباء الذى يجعلهم يفاوضون على الدم ، وهم يدركون جيدا أن فى ذلك نهايتهم ، وليست نهايتهم فى كل ماتروجه أذرع الإنقلاب الإعلامية ، من أن الإخوان يلفظون أنفاسهم الأخيرة ، وأن الإخوان إنتهوا ، ثم تعود نفس الأذرع لتنسب كل مايحدث من شرور ، لنفس الجماعة التى إنتهت .

    الإخوان ليسوا فوق مستوى النقد ، ومن حق محبيهم أن يهاجموهم إذا رأو أنهم حادوا عن الصواب فى موقف ما ، أو قرار أو ممارسة لايرونها تتسق مع الصورة الذهنية للجماعة فى مخيلتهم ، لكن يجب أن لانحملهم فوق طاقتهم وكفاهم ماهم فيه ، فليس معقولا أن نتهمهم بأنهم السبب فى طول أمد الإنقلاب بإختيارهم السلمية وسيلة وحيدة لإسقاطه ، ونحملهم مسئولية إسقاط الإنقلاب بمفردهم ، ثم نحملهم مسئولية إعداد الخطة البديلة لحماية البلاد فى حال سقوط الإنقلاب فجأة ، فى ذات الوقت الذى يقتلون ويسجنون ويعدمون ويطارودون وتصادر أموالهم وتمارس ضدهم كافة أنواع الجرائم لتفتيت قوتهم ومن ثم إضعاف معسكر مناهضى الإنقلاب ، والحديث عن الإخوان بالطبع طويل وذو شجون ، ولايكفيه هذا المكان ، ولكن كفاكم جلدا للإخوان ، فما زاد عن حده إنقلب إلى ضده ، فهل صعب أن يخرج الإخوان ببيان أو إعلان إنسحابهم تماما من المشهد ، وحينئذ مطلوب من كل من يهاجم الإخوان سواء حبا لهم أو كراهية فيهم ، أن يرينا شطارته ويتقدم نحو معبد الإنقلاب لتحطيم أصنامه ، وهدم المعبد على من فيه . ياسادة حنانيكم ، وعليكم أن تحافظوا على خط الدفاع الوحيد الباقى لنا ضد أعداء الدين والوطن بل والإنسانية .

     

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى