آخر الأخبار

كفنوا طفلهم بثيابهم وألقوه في البحر بعد أن مات جوعاً.. قصة أسرة لبنانية حاولت الهجرة بحثاً عن حياة أفضل

لم تتوقع اللبنانية “زينب القاق” من مدينة طرابلس أن ينتهي حلمها بواقع أفضل عبر الهجرة إلى أوروبا، بنهاية مأساوية استمرت ثمانية أيام في عرض البحر وراح ضحيتها طفلها.

خلال رحلتها المأساوية فقدت زينب (42 عاماً)، طفلها محمد، الذي توفي عقب نفاذ الطعام والماء، لتُذكّر العالم بمأساة الطفل السوري “آلان كردي” الذي لفظته مياه بحر إيجة قبل خمسة سنوات، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول الجمعة 18 سبتمبر/أيلول 2020.

بداية رحلة مأساوية: مأساة بدأت عندما قررت زينب وزوجها بيع منزلهما وكل ما يمتلكان في لبنان، لتوفير المال من أجل الهجرة أملاً في واقع أفضل، غير أنها انتهت بإلقاء جسد طفلهما صاحب العامين بعد وفاته إلى البحر.

تبدأ زينب بسرد مأساتها لمراسل للأناضول بالقول: “كنا 50 شخصاً أردنا الهجرة إلى إحدى الدول الأوروبية للتخلص من الفقر الذي نعاني منه في لبنان”. وأضافت: “انطلقنا بقارب نحو قبرص الرومية من منطقة المنية (شمال)، وتولى القيادة رجل من المهاجرين معنا مستخدماً بوصلة، لكننا فقدنا الطريق لضعف خبرته”.

كما تابعت: “حينها اتصلنا بالمهربين الذين وفروا القارب، لكن دون فائدة، حتى نفذ الوقود وبقينا عالقين”.

عن شعورها في تلك الأثناء، أوضحت بحرقة أنه خلال أول يومين من ضياعهم في البحر توفي نجل ابن خالها (3 أعوام ونصف)، “نتيجة الجوع والعطش بعد أن نفد الطعام والشراب منا، فتضور جوعاً حتى مات”.

زادت أن أطفالها الأربعة، وهم ثلاث بنات ومحمد “كانوا يصرخون أيضاً من الجوع، لكن لم نمتلك شيئاً ليأكلوه أو يشربوه”.

عجز مرير: عن قصة ابنها، قالت زينب: “بعد نفاد الماء والطعام، ارتفعت حرارة محمد، فوضعت قطعة مبللة بمياه البحر على جبينه لتنخفض الحرارة، لكن دون جدوى”.

بألم أعقبه صمت، أضافت: “هكذا فارق محمد الحياة”. وأشارت إلى أن “الركاب على متن القارب كفنوا محمد بثيابهم التي مزقوها عن أجسادهم، وربطوا جسده بحبل وأنزلوه إلى المياه خوفاً من تعفنه”.

كما ذكرت أن “الجسد بقي مربوطاً ليومين، حتى تركناه يغوص في البحر بعد أن فقدنا الأمل في النجاة، ثم قرر زوجي فك الحبل”.

العودة إلى الحياة: أوضحت زينب أنه “بعد ثمانية أيام من الجوع والعطش في عرض البحر، عثرت علينا سفينة تركية، وأعادتنا إلى لبنان”. وعن رحلة العودة، قالت: “تحولت أحلامي إلى كابوس مؤلم، فقدت ابني، وعدت إلى حياة أكثر فقراً، فلم يعد لدينا منزل يأوينا”.

في نهاية حديثها، عبرت زينب عن “شكرها للسفينة التركية التي أنقذت حياتها، قائلة: “لو لم تساعدنا ماذا كنا سنفعل، كم تمنيت أن أبقى ومن تبقى من عائلتي مع أولئك الناس على السفينة”.

جانب آخر من القصة: عدنان إسماعيل، جد الطفل الثاني ابن الـ3 أعوام ونصف الذي توفي على متن القارب، يروي للأناضول جانباً آخر من القصة، حيث بقي هو في لبنان ولم يهاجر مع أسرة بنته.

قال إسماعيل: “ما دفع ابنتي وعائلتها للهجرة غير الشرعية سوء الأوضاع المعيشية، زوج ابنتي لم تكن لديه القدرة على توفير الحليب لأطفاله بسبب الغلاء”.

كما أوضح أنه بعد يومين من انطلاقهم لم نحصل على خبر، وانتابنا القلق، اتصلنا بشخص معني (من المهربين) في قبرص لنسأله، لكنه قال لم يصل أحد، علمنا حينها أنهم مفقودون”. وأضاف إسماعيل: “نفد الطعام والماء، وتوفي حفيدي في اليوم الثاني (..) لقد تعذبوا كثيراً”.

“آلان اللبناني”: أثارت حادثة موت الطفل وإلقائه في البحر، مشاعر اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لصعوبة الأمر بأن يضطر والدان إلى إلقاء طفلهما في مياه البحر.

بينما أطلق ناشطون على الطفل محمد اسم “آلان اللبناني” في إشارة إلى الطفل السوري “آلان كردي” ابن الثلاثة أعوام، الذي مات غرقاً في مياه بحر إيجة عندما انقلب قارب كان يستقله مهاجرون غير نظاميين عام 2015.

كما هزت صورة الطفل “آلان كردي” حينها مشاعر العالم وهو بين ذراعي شرطي تركي بكاه بحرقة عند انتشاله من مياه بحر إيجة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى