كتاب وادباء

كل عام وشباب مصرالقابعين خلف القضبان بألف خير

كل عام وشباب مصرالقابعين خلف القضبان بألف خير

بقلم رئيس التحرير

 سمير يوسف

سمير يوسف

في مصر تطفف في الميزان، وتغش صديقك، وتخون الأمانة، وتفسد في الأرض، وإن وافق هذا اليوم انتخابات فلتمنح صوتك للكاذب فقط ،ثم تذهب لتصلى،ولوسمعت ضحكة رنانة من حذاء كان قد ضرب به ضابط بلطجي وجه مستشار وقاض وممثل العدالة في مصر، فالحذاء لا يصدق أن كلمة كرامة المصري التي أعادها آلاف المرات الإعلام المصرى على مسامع المشاهدين المخدَّرين أمام الشاشة الحمقاء، فكرامة المصري كانت لمدة 62 سنه من حكم العسكرآخر اهتمامات حكام مصر “”.

طلاب وطالبات خرجوا مع متظاهرين ظنوا أنهم في بلدهم يملكون حقا من الحقوق التي منحتها دساتير العالم أجمع  والشرائع السماوية، فخرجوا غير مسلحين إلا من حبهم لهذا البلد السجين الصامت، رافضاين استمرار حكم العسكر” طغاة العصر الحديث “.

عدد كبير من كلاب السلطة في ملابس مدنية يحيطون به، وتعبيرات وجه كل منهم تكاد تتجمع فيها كل الشرور والكراهية والعنف والسادية، وفي يد كل منهم قطعة من الحديد يهوي بها على رأس وظهر وكتف الطلبة المساكين.

مشهد مرعب تنزوري بجانبه كل مشاهد التعذيب المنظَم والتعليق من الأرجل في قسم من أقسام الشرطة، لأنه انفجار وقح لعفن الفاشية العسكرية السيسية التي يُصرّ رأسُ سلطتها على اغتيال مصرنا ولو أدى الأمر لدفن المصريين كلهم تحت ترابها.

تعليمات صارمة من قلب قصر لم يحلم به عبد الفتاح المنوفى بأن يتم التعامل مع المناهضين لاستمرار نهب الوطن معاملة الحشرات والديدان والجيفة، وأي مستبد ديكتاتور لا يجهد نفسه في العثور على كلاب ضالة من رجال الأمن أو المسجلين خطيرين أو البلطجية يتولون حمايته ويقوم هو بنفسه باطعامهم وفسح المجال لهم وتسهيل أمورهم وبسط هيمنتهم وسيطرتهم

عدة مئات فى إعلام أعمى بصق العالم عليه ولعنه الى يوم الدين يتحدثون باسم أكثر من تسعون مليونا ، ويدافعون عن كرامة وطن، ويرفضون فكرة تفريغ مصر من خيراتها في أربع سنوات قادمات كأنهن فواجع ومصائب وكوارث يُعدّها عبد الفتاح لتأكل الأخضر واليابس ويترك هو وأسرته مصر وقد تم تحقيق ما بدأ فيه العسكر منذ ستون عاما وهو الانتقام من هذا الشعب، وجَعْل أرض الكنانة في ذيل ركب الأمم، وانهاء الدور المصري القيادي ثقافيا واعلاميا وعسكريا وحضاريا واقتصاديا.

كأن هذا الرجلَ جاء من أحشاء الشياطين، أو من صُلب مصاصي الدماء، أو من فيضان كراهية وسادّية وضعتها فيه صدمةُ الحكم ونفاق حوارييه وصمت الأغلبية

لم تكن تلك الصورةُ منفردة هى التى دفعتنى للكتابةوالغضب ومسح دمعتي حزنا على وطني وبلدي والأبطال من الشباب الحر ، لكن صمت التسعين مليونا ،وعدم الوقوففي وجه طغيان العسكر،وقتلى رابعة والنهضة، وكأن همومَ الآخرين ليس من صلبها وأولوياتها كرامةُ الوطن والمواطن ومستقبل أولادنا وأحفادنا

على الرغم من إيماني ويقيني ورؤيتي في العام المنصرم بأن العصيان المدني هو الحل الوحيد والنهائي لكي نرى ديكتاتور مصر حانث اليمن في قفص الاتهام بمحكمة شعبية يطرق خجلا من جرائمه، إلا أن مشهد كلاب السلطة وهي تركل وتضرب وتعذب المناهضين لحكمه بأوامر شخصية منه، ثم تلقي بهم في سيارة البوكس والترحيلات كأنهم هم المجرمون بدا لي خاتمةَ الخواتم في انهيار طاغية، وأكاد أرى الشرفاءَ والشجعانَ والمناضلين وأصحابَ الأقلام الوطنية المتحمسة لتحرير مصر يجتمعون على قلب رجل واحد ويحددون موعدا للعصيان المدني

السفاح يعد لكم جحيما مقيما تصغر بجانبه كل سنوات البؤس والقحط والفقر وسكن المقابر والأمراض والفشل الكلوي والأمية والغلاء والبيروقراطية والظلم والطبقية والارهاب، واستحلفكم بالله أن لا تسلموه مصرنا كما فعلتم طوال ربع قرن.

أيها المصريون،

الرئيس عبد الفتاح السيسى الذي كان جالسا في قصره يشاهد بلذة عجيبة ومتعة مرضية ونشوة طغيانية مفزعة صور كلابه من البلطجية وهي تنهش أجساد أولادكم واخوانكم وأخواتكم في مظاهرات رَفْض الحكم العسكرى سيجعلكم إن لم تسارعوا للدعوة للعصيان المدني حطاما تذروه الريح، أو بقايا شعب أو هياكل عظمية تسير على غير هدي في شوارع مدن الأشباح الممتدة من الثغر إلى حدود ليبيا.

أيها المصريون،

استحلفكم بأعز ما تملكون، بمستقبل أولادكم الذين سيلعنون صمت الملايين، بل بالله العلي القدير الذي تتوجهون له وتطلبون منه أن لا يحمّلكم ما لا طاقة لكم به، أن تثوروا مرة واحدة، وتتجمعوا بغض النظر عن المذهب والعقيدة والحزب والأيديولوجية والفكرة والرؤية والخلافات، وأن تنقذوا مصركم قبل أن يدمرها هتلر الجديد.

جيشنا العظيم وقياداته الوطنية من عشاق وادي النيل،

لقد آن الوقت للخروج من تابوت الصمت والعزلة بعيدا عن شباب مصر وأمهاتكم وآبائكم، فالرجل في مرحلة هستيريا القتل العشوائي وأحلام السلطة .. أخشى أن تتركوا ثكناتهم وتعودوا فتجدون الوطن يحترق والطاغية يصفق وكلاب السلطة تنهش من بقي حيا.

أيها الشرفاء من المخابرات وأمن الدولة ورجال الشرطة الوطنيين ومن بقي محبا وعاشقا للحرية والكرامة، ألا تستحون، ماذا تفعلون بشباب مستقبل مصر وحرائر أم الدنيا فى السجون   

ماذا تفعلون باخوانكم وأخواتكم؟

كيف تصمتون وكأنكم في الجانب المناهض لحقوق عائلاتكم وآبائكم وأمهاتكم؟

كيف تسمحون لحانث اليمين بتلويث دوركم الوطني وحمايتكم للشعب وحفظكم للقانون والعدالة؟

وأخيرا وفي انتظار بدء العد التنازلي للدعوة وتحديد موعد للعصيان المدني، أبعث تهنئتي وقبلاتي ودموعي ومحبتي لكل المناضلين فى السجون وخارجها الذين تصدوا بصدورهم ولاءاتهم الشريفة أمام كلاب أمن الدولة .. أمام كلاب السيد الرئيس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى