تقارير وملفات

كورونا …رب ضارة نافعة

صحفي ومحلل سياسي 

   دكتور /محمد رمضان

نائب رئيس منظمة اعلاميون حول العالم 

شهد العالم في القرن العشرين طفرة صناعية كبري ونشأت اقتصاديات جديدة ودولا انضمت الي نادي الكبار ،تنافس محموم في انتاج السلع بغزارة تبعة استهلاك كبير في مشتقات البترول ، وتبع هذا الانتعاش الاقتصادي ازدياد حركة التنقل البري والجوي والبحري بين القارات الخمس ،
النتيجة ان هذا التقدم صاحبة المزيد من انبعاث الغازات التي ادت الي ارتفاع حرارة الارض وصاحب ذلك امطار وجفاف في مناطق دون اخري وتغير مناخي كبير في العالم باسرة ،
تنادي العقلاء للحد من استخدمات البترول ومشتقاته فمنهم من تحاوب ومنه من رفض خوفًا علي النمو الضخم الذي تحقق خلال العقود الماضية .

اصبح كوكبنا محاط بأخطار كبيرة جفاف هنا وتصحر هناك وخوف من غرق أراضي بسبب ارتفاع مستوي سطح البحر نتيجة زوبان الجليد في القارة القطبية بوتيرة متسارعة .
فرصدت المليارات للحد من الانبعاثات الحرارية والتوجه الي استخدام الطاقة النظيفة وحظر استخدام الفحم الصخري وكذلك بعض مشتقات البترول في دول أوروبية بهدف الحفاظ علي البيئة ،
لكن عمالقة الصانعة المهيمنون علي القرار الدولي لا تريدون الحد من انبعاثات الغازات لأسباب اقتصادية واستراتيجية ،
عقدت مؤتمرات وحشد فيها رؤساء اغلب دول العالم لوضع برتوكول يلتزم به الجميع لانقاذ الارض من مستقبل مظلم ، لكن مع تغير الانظمة تتنصل من الالتزامات التي قطعها اسلافهم كما حدث عقب انتهاء رئاسة آوباما وجاء ترامب ليلغي ما التزم به اوباما في مؤتمر باريس للمناخ عام 2015 .

 

وخلال السنوات الخمسة الاخيرة شهد العالم تغيرات كبيرة في المناخ ، امطار مصحوبة برياح عاتية تصل سرعتها الي 200 كمً في الساعة في أوقات. غير معتادة ادت الي غرق مساحات شاسعة وخسائر فادحة وكذلك الحال في مناطق اخري شهدت جفاف وحرائق اجتاحت مناطق واسعة في استراليا والبرازيل والعديد من الدول وأسفرت هذه الحرائق عن كوارث بيئة واقتصادية .

لم ينتبه العالم الي خطورة ما يحدث وان الأرض أصبحت تئن من تجاوزات البشر ، والفقراء في العالم هم من يدفعون الثمن .
وفجأة ظهر فيروس كورونا في ارض العملاق الصيني وتوقف العمل في اكبر مصنع ينتج ثلث الغازات الملوثة للبيئة واصبح الهم الأكبر هو السيطرة علي الجائحة والحد من الخسائر البشرية والاقتصادية ، توقف العالم عن الاستيراد والتعامل مع العملاق الصيني وانهارت البورصات العالمية وسرعان ما انتقل الفيروس الي قارات العالم وبشدة قتل بضع آلاف واصاب حتي الان اكثر من ربع مليون فقررت معظم الدول الحظر علي رعاياها وأغلقت المصانع وتوقفت الحياة بشكل كبير وشلت حركة الطيران والقطارات والحافلات واصبح الجميع يلهث بحثا عن دواء او علاج للحد من انتشار الفيروس !
فتوقفت الصناعة والتجارة عبر القارات الخمس وأغلقت اغلب الدول حدودها درءا للمرض للحد من انتشاره . واعلنت الطواريء في العالم فالاقتصاد العالمي ينهار ويجنح نحو ركود طويل .
لقد شاء الله ان ينقذ الكوكب الذي نعيش عليه من الدمار فكان فيروس كرونا هو الحل ليتوقف الانسان عن العبث .
توقفت الانبعاثات الحرارية في معظم الدول الصناعية وانخفضت الضوضاء بشكل كبير وصار الجميع يلتزم المنازل خوفًا من تفشي كورونا انه الحل الأمثل لانقاذ الازض ممن عثوا في الارض فسادا .
لقد تدخلت العناية الإلهية لانقاذ البشرية من توغل الرسمالية المتوحشة وانقاذ البشر من التغيرات المناخ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى