آخر الأخبار

كورونا “يوقع” فرنسا في فخ التناقض.. تحظر النقاب، لكنها اضطرت إلى فرض الكمامات لتجنب انتشار الفيروس

رغم حظر النقاب في البلاد، دفع فيروس كورونا فرنسا إلى إلزام المواطنين بارتداء الكمامات، في الوقت الذي أعلنت فيه الإثنين 11 مايو/أيار 2020، بدء الخروج من حالة الإغلاق التي فرضتها بسبب انتشار الجائحة حول العالم.

حيث بات يتعين على الناس في المدارس وفي المواصلات العامة ارتداء الكمامات، أو المُخاطرة بالتعرض للغرامات. ويحق لأصحاب المتاجر أيضاً أن يطلبوا من الزبائن ارتداء الكمامات أو المغادرة. وسوف تقوم كاميرات الفيديو المزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي بمراقبة الامتثال العام للإجراءات في مترو باريس، وفق ما قال تقرير لصحيفة The Washington Post الأمريكية.

فرض الكمامات التي تشبه النقاب، يتناقض مع الصرامة التي شهدتها البلاد في تتبع النساء اللاتي يرتدين النقاب وإجبارهم على التخلي عنه.

حتمية الالتزام: وللتشديد على حتمية الالتزام بالأمر على الصعيد الوطني، ظهر الرئيس إيمانويل ماكرون في مدرسةٍ مرتدياً كمامة باللون الأزرق الداكن مزخرفة بأشرطة بألوان العلم الفرنسي؛ الأحمر والأبيض والأزرق. وتتماشى أقنعة الوجه، كما بدا من تصميم الكمامة، مع مبادئ الحرية والمساواة والأخوة.

إلى ذلك، فقد قوبل كل هذا بالموافقة دون كثير من التعليقات أو الجدال. وقد وجد استطلاع أجرته قناة BFMTV مؤخراً أن 94% من المواطنين في فرنسا أيدوا ارتداء الكمامات. ولا شك أن حقيقة وجود أكثر من 26 ألف حالة وفاة بسبب فيروس كورونا في فرنسا قد ساهمت في قبول القرار. 

مفارقة في فرنسا: غير أن كثيراً من المسلمين ودعاة الحرية الدينية والعلماء، يرون مفارقة كبيرة في مجتمع جعل من كشف الوجه فضيلة ثم صار فجأة يطلب تغطيتها.

حيث قالت فاطمة خميلات، زميلة في معهد العلوم السياسية في مدينة آكس أون بروفانس: “إذا كنتِ مسلمة وغطيتِ وجهك لأسباب دينية، فأنتِ معرضة للغرامة وأخذ دورة تدريبية في المواطنة حيث تتعملين كيف تكونين مواطنة صالحة. لكن إذا كنتِ مواطنة غير مسلمة في الجائحة، فيجري تشجعيك وإجبارك بصفتك مواطنة صالحة، على تبني ‘مبادرات التباعد’ لحماية المجتمع الوطني”.

أضافت فاطمة: “نرى أن هذه النظرة المتفاوتة للسلوك نفسه -تغطية الوجه بناءً على السياق والشخص الذي يقوم به- تعسفاً في أفضل الأحوال، وتمييزاً في أسوئها”.

فيما يتعلق بغطاء الوجه الإسلامي في الأماكن العامة، يشير القانون الفرنسي إلى أن إخفاء الوجه ينتهك القيم الأساسية للجمهورية.

حظر النقاب: يذكر إن البلاد حظرت عام 2004 ارتداء أغطية الرأس في المدارس العامة، متذرعة بالحيادية الدينية داخل المؤسسات الحكومية. وفي عام 2010، جرّمت ارتداء النقاب والبرقع، اللذين يغطيان الوجه بالكامل، في الأماكن العامة، قائلة إن هذه الملابس تهدد الأمن العام وتمثل رفضاً لمجتمع المواطنين المتساوين. 

إلى ذلك فقد جاء في دراسة برلمانية أُجريت خلال مناقشة قانون عام 2010، الذي بدأ تنفيذه في العام التالي: “في المجتمعات الحرة والديمقراطية، لا تجري تعاملات بين الأشخاص، ولا يمكن قيام حياة اجتماعية، في الأماكن العامة، دون الظهور والرؤية المتبادلة بين الأشخاص: إذ يتقابل الناس ويقيمون العلاقات ووجوههم مكشوفة”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى