الأرشيف

كيف قضت تركيا وقطر والسودان على أحلام إسرائيل والصهاينة العرب فى البحر الأحمر

تقرير إعداد الإعلامى الكبير
صلاح الدوبى
رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا
رئيس اتحاد الشعب المصرى
“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”
هذه العبارة اللاحقة التي قالها كانستلون (قائد البحرية الصهيونية السابق).
“نحن نملك أسطولاً بحرياً ضخماً يعمل في كافة موانئ العالم، وسيرتفع عدده في عام 1956م؛ ولهذا فعلينا أن نعد العدة لمستقبل تستطيع فيه أساطيلنا البحرية والحربية أن تحطم الحصار المفروض علينا، وأن نفرض الحصار بدورنا على بعض الدول العربية بشكل أقوى مما فرضوه علينا؛ أي: – باختصار- مطلوب منا أن تكون لدينا خطة نستطيع عن طريقها أن نحول البحر الأحمر إلى بحيرة صهيونية بالتدرج
 تظهر الأهداف الصهيونية في البحر الأحمر وما يبدو للعيان من محاولة للسيطرة عليها ما هو إلا ترجمة للهدفين السابقين، ألا وهما: فك الحصار عن الصهاينة، ووضع العرب والمسلمين عموماً تحت السيطرة الغربية والصهيونية.
بدايات الفكر والتوجه الصهيوني:
 ولمعرفة السياسة الصهيونية تجاه هذه المنطقة علينا أن نتتبع مسيرتها تلك- ولو بشكل سريع- عبر تاريخها الحديث، حيث تفيد المصادر أن الاهتمام الصهيوني بدأً من منطقة أفريقيا، وبالذات القرن الأفريقي منذ البدايات الأولى لتأسيسها، ذلك أن من بين المقترحات لإقامة الدولة الصهيونية ضرورة إقامتها في أوغندا تحقيقاً لأسطورتهم القائلة بامتداد دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل، ورغم أن الصهاينة استقر رأيهم على فلسطين إلا أن أفريقيا والقرن الأفريقي بالذات لها في استراتيجية بني صهيون اهتمام خاص، فلِكي يتحقق حلم (إسرائيل الكبرى) فلا بد من تأمين الطرق والمنافذ ومحاصرة العدو (المسلمين)، وتوفير المصادر والطرق الاقتصادية، ولا يتأتى لها ذلك :
إلا عبر هذه المنطقة، فهي تشرف على منفذ هام وحساس (باب المندب).
 وممر مائي يربط بين ثلاث قارات (البحر الأحمر).
 وبالإضافة إلى أنها غنية بالثروات المعدنية، وأنظمتها الدكتاتورية الهشة وغير المستقرة، وأوضاعها متدهورة، فهي أكثر قابلية لأي نفوذ خارجي مقابل دعم يُسكت الأفواه ويُعمي الأبصار.بدأ النفوذ عبر المؤسسة السياسية البريطانية – أيام الاستعمار البريطاني.
 ونتيجةً للنفوذ الصهيوني في هذه المؤسسة، فقد جرت مفاوضات بين وزارة المستعمرات البريطانية آنذاك والحركة الصهيونية حول إقامة دولة استيطان يهودية على أرض أوغندا، وتشمل معها كينيا، وذلك في مؤتمر (جاركوف)، إلا أن هذه الخطة واجهت معارضة شديدة من قبل بعض قيادة الحركة الصهيونية وعلى رأسهم (يوسي أشكين) و ( حاييم وايزمن)، ورُفضت بشكل نهائي في المؤتمر الصهيوني السادس سنة 1903م، كما رُفضت خطة أخرى لمشروع صهيوني في الكونغو، ثم وضعت خطة أخرى لإقامة دولتهم في السودان، وكانت هي الأنسب؛ لسببين رئيسيين:
 الأول_ سعة المساحة وإشرافها على البحر الأحمر.
 والثاني_ قربها من أماكن تجمعات يهودية هامة، منها: اليمن وإثيوبيا، وكذلك يسهّل وصول يهود روسيا إليها، بالإضافة إلى أن السودان كانت تحت الحكم البريطاني.
 دولة أريتريا والحلم الصهيونى:
 كان الاهتمام الصهيوني يتركز حول منطقة إرتريا بالذات، فمنذ سنة 1920م – خلال مدة الاستعمار الإيطالي- أقيمت شركة زراعية صهيونية تدعى (SIA) برؤوس أموال يهودية، وذلك في منطقة القاش بما تسمى اليوم مشروع (علي قدر) غرب إرتريا قرب مدينة تسني في مساحة تزيد على 70 ألف فدان، وكان مدير المشروع يدعى فسبريني (يعقوب يهودي إيطالي الجنسية)، وحالياً قدمت الصهيونية لنظام أفورقي 40 مليون دولار لإصلاح هذا المشروع ضمن الاتفاقيات المبرمة بينهما في مجال التعاون الزراعي.كما أعادت علاقاتها الأفريقية – قبل مفاوضات مدريد، و بعد أن انقطعت عقب حرب 1973م ، حيث أعادت العلاقة مع زائير في 14/5/1982م، ومع ليبيريا في 13/8/1983م، ومع ساحل العاج في 12/6/1986م، ومع الكاميرون في 26/8/1986م، ومع الكونغو في 16/6/1987م، ومع كينيا في 23/12/1988م، ومع أفريقيا الوسطى في 16/1/1989م، ومع أثيوبيا في 3/11/1989م، كذلك أعادت العلاقة مع كل من نيجريا وأنجولا وسيبريا وسيراليون وإرتريا وبنين في المدة ما بين عامي 1990م وحتى 1993م.
 وفي عهد الاستعمار الأثيوبي كانت الصهيونية لا ترى استقلال إرتريا، وكانت تدعم نظام هيلي سيلاسي منجستو، إلا أنها تحولت إلى صديق لإرتريا، وبدأت باختراق الثورة الإرترية عبر شخصية أسياسي أفورقي سنة1970م بواسطة قاعدة (كانيوا ستيشن) الأمريكية في أسمرا، حيث تمكن أفورقي من الانفصال بتنظيمه (الجبهة الشعبية) سنة 1976م بدعم من الغرب، وقبل ذلك بعام عقدت أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وإسرائيل اجتماعاً لاحتواء ما أسمته بالنفوذ العربي المقبل من البحر الأحمر من أجل الحيلولة دون انتصار الثورة الإرترية ذات التوجه العربي الإسلامي والمدعومة من بعض الدول العربية، وذلك خوفاً من أن يصبح البحر الأحمر بحيرة عربية.
احتلال ميناء إيلات “أم الرشراش المصرى”
 قبل هذه المدة أي سنة 1949م أصدر بن غوريون توجيهاته بالاستيلاء على مرفأ إيلات على البحر الأحمر؛ معللاً ذلك بأهمية المرفأ لتحقيق مستقبل علاقات اقتصادية مع دول أفريقيا وآسيا، وبالفعل احتلت قوةٌ عسكرية قادها الكولونيل إسحاق رابين (رئيس وزراء إسرائيل فيما بعد) قرية أم الرشراش المصرية على خليج العقبة (ميناء إيلات حالياً)، وذلك في شهر مارس 1949م، أي بعد توقيع اتفاقية (رودس) للهدنة، واستمر نشاط الكيان الصهيوني في إفريقيا منذ الخمسينيات من القرن الماضي حتى تمكن من إيجاد مواقع تأثير فيها…وبعد استقلال إرتريا نجحت الصهيونية في تحويل اتجاهها لما يخدم مصالحها ويقوي نفوذها وأمنها في البحر الأحمر.
 حيث تم التطبيع الرسمي للعلاقات بين إسرائيل والحكومة الإرترية المؤقتة بقيادة أسياسي أفورقي سنة 1991م، واتفقا على إقامة علاقات تعاون بين تل أبيب وأسمرا في جميع المجالات بشرط أن تبقى سرية، حتى تضمن إرتريا استمرار مساعدة الدول العربية في سعيها للحصول على الاستقلال والانفصال عن أثيوبيا (استقلت إرتريا بشكل رسمي سنة 1993م)، وبعد اعتراف إسرائيل بدولة إرتريا خرجت العلاقة عن دائرة السرية، وكان هذا الاعتراف الصهيوني مقابل السماح لها ببناء القواعد الصهيونية في إرتريا، وضمان عدم انضمام إرتريا لجامعة الدول العربية، وإبعاد الدولة الإرترية عن الهوية العربية والإسلامية.
 وفي حوار أجرته قناة (الجزيرة) مع أساسي أفورقي بتاريخ 4/6/2002م هوّن من قيمة هذه العلاقة، وعدها علاقة دبلوماسية عادية، نافياً وجود أي علاقة سرية أو أي علاقة تهدد أمن المنطقة..ولكن الملاحظ من سلوك إرتريا تجاه جيرانها يجعلنا نتساءل حول وضع هذه الدولة ومشاغبتها لجيرانها (السودان، واليمن، وأثيوبيا، وجيبوتي) مع أنها قريبة عهد بالاستقلال، ووضعها العسكري ضعيف، واقتصادها منهار، وسياستها غير مقبولة دولياً، ومع ذلك تصارع أربع دول في وقت واحد، فأنّى لها ذلك، وهي في هذا الوضع إلا أن يكون وراءها سند ودعم كبير لا محدود يجعلها في مستوى هذه الثقة بالنفس، وهي تواجه كل هذه الدول، مما يجعل إسرائيل ومَن وراءها في رأس قائمة الداعمين لهذه الدولة لما يتعلق بذلك من مصالح تستفيد منها إسرائيل وَمن حالفها، وخصوصاً أمريكا..
ورغم ما سبق ذكره حول الاهتمام الصهيوني القديم بالبحر الأحمر وأفريقيا إلا أن البعض يرجع أطماع إسرائيل في البحر الأحمر إلى أول تصريح مسجل لابن جوريون سنة 1933م، عندما قال: “إن العقبة وموقع إيلات التاريخي –أم الرشراش الأرض الصرية الأصل- سيسمح لنا بالتمركز في الخليج (العقبة) والبحر الأحمر” كما كتب في سنة 1934م لزميله القاضي (برانديز) في المحكمة الأمريكية العليا: “سيكون لنا طريق مائي مفتوح إلى المحيط الهندي وأكبر قارة في العالم من خلال خليج (إيلات) والبحر الأحمر”.وحاول الصهاينة قبل سنة 1939م شراء أراضي المنطقة، كما أمضى وايزمان معظم الوقت عند مقابلته لترومان سنة 1947م لإقناعه أن يكون النقب عند التقسيم من حظ إسرائيل، ولكن القوة كانت الفصل عندما احتلت إسرائيل قرية الرشراش في 10 مارس 1949م -كما مر معنا سابقاً- ولأهمية الملاحة عن طريق البحر الأحمر شنت إسرائيل حربين عدوانيتين في 1956م و1967م، بينما كانت تترقب الأحداث العربية بقلق بالغ منذ بدأ الحديث عن وحدة مصر مع السودان، ثم الوحدة المؤقتة مع سوريا، ثم ثورة اليمن 1963م في جنوبه؛ الأمر الذي دفع (أبا أبيان) للتصريح في 2/2/1967م بأنه “يجب منع القوات المصرية التي تساعد الجمهورية في الشمال من السيطرة على اليمن الجنوبي في حال استقلاله” وفي تلك السنة قامت مصر بسحب قواتها من اليمن جراء حربها مع إسرائيل!!
 وبعد حادثة ناقلة النفط (كورال سي) سنة 1972م قامت إسرائيل بتطوير طائراتها الأمريكية starto cruiser لتمويل محارباتها في الجو؛ لكي تتمكن من الوصول إلى جنوب البحر الأحمر كما عملت على تطوير القوارب الحربية الفرنسية saa,r لاستخدامها في نفس المنطقة.
أهمية منطقة البحر الأحمر للصهاينة :
 وتظهر أهمية هذه المنطقة في نظر الصهاينة _ إلى جانب أعمالهم التنفيذية فيها- من خلال تصريحاتهم، فهذا ابن جوريون (رئيس وزرائهم السابق)، يقول: “إنني أحلم بأساطيل داود تمخر عباب البحر الأحمر”، ويقول:”إننا محاصرون برياً، والبحر هو طريقنا الرئيس للمرور الحر إلى يهود العالم وللاتصال بالعالم.وحالياً أصبح لإسرائيل تغلغل ونفوذ في القرن الأفريقي، ومن ثم البحر الأحمر، فهي موجودة في الصومال وإرتريا وجنوب السودان، وقد أكد وزير خارجية السودان في سبتمبر 2002م وجود علاقة ودعم إسرائيلي لحركة التمرد في الجنوب السوداني، وقال لجريدة (لشرق الأوسط):
 “إن الدبابات التابعة لحركة التمرد يقوم بإصلاحها خبراء إسرائيليون، وأن سفارة الكيان الإسرائيلي في كينيا هي حلقة الوصل”.وبعد حرب 1973م وجراء إغلاق باب المندب في وجه إسرائيل.
أصبح المرور الإسرائيلي في هذه المياه مسألة حياة أو موت بالنسبة لها؛ لحماية شريان التجارة بينها وبين الدول الأفرو آسيوية، ولحماية خط النفط القادم من إيران التي كانت تزودها بمعظم احتياجاتها النفطية قبل 1979م.واستطاعت إسرائيل استثمار علاقتها مع إثيوبيا والحصول على جزيرة (دهلك) في البحر الأحمر سنة 1975م؛ لتقيم عليها أول قاعدة عسكرية، وتلا ذلك استئجار جزيرتي (حالب) (وفاطمة) في الجنوب الغربي للبحر الأحمر، ثم جزيرتي (سنشيان) و (دميرا) والأخيرة هي أقرب الجزر الأرترية -التي توجد فيها القوات الإسرائيلية –إلى باب المندب، وأكدت مصادر دبلوماسة غربية في أسمرا وأديس أبابا وجود طائرات إسرائلية مجهزة بمعدات تجسس متطورة في (دهلك). كما أكدت صحيفة (عال همشمار) الصهيونية وجود 60 مستشاراً عسكرياً إسرائيلياً في إرتريا وأثيوبيا يرابط معظمهم في ميناء مصوع، ويقوم زورقان من طراز (وفورا) –وبشكل دوري- بأعمال التفقد والدورية والتفتيش اليومي باتجاه جزر (حنيش) اليمنية… وهذا الحضور العسكري الصهيوني في جنوب البحر الأحمر يحقق لهم الأغراض المطلوبة.الآتية: احتلال أي جزر في مدخل البحر الأحمر الجنوبي لتسهيل التحرك العسكري وتأمين التحرك التجاري.
يضمن قدرتهم على إغلاق باب المندب في وجه العرب في الوقت المناسب الإشراف على حركة الملاحة ومراقبتها من جنوب البحر الأحمر وحتى إيلات.إنشاء قواعد بحرية استخبارية في جنوب البحر الأحمر.
والنظرة الإستراتيجية الإسرائيلية للبحر الأحمر تنطلق من كونه يضعها على خريطة الحدود مع مصر والأردن والسعودية، ويضمن لها شريان تجارتها وحركة سفنها مع شرق آسيا ودول أفريقيا التي عززت من علاقاتها معها في العقدين الأخيرين بشكل واضح.
لكن كلمة السر الإسرائيلية في البحر الأحمر كانت واضحة في السنوات الأخيرة عبر الوجود المباشر في جنوبه بالقرب من مضيق باب المندب، تماما كما توجد إسرائيل في شماله.
فقد استغلت إسرائيل علاقاتها بإريتريا لإنشاء قواعد في “رواجيات” و”مكهلاوي” على حدود السودان، كما تمتلك إسرائيل قواعد جوية في جزر حالب وفاطمة عند مضيق باب المندب، وقامت باستئجار جزيرة دهلك حيث أقامت قاعدة بحرية.
تبرر إسرائيل هذا الوجود بمخاوفها الأمنية من المحاولات الإيرانية للوجود في البحر الأحمر من خلال دعمها لجماعة الحوثي في اليمن والتي تقول إسرائيل إنها تمتلك صواريخ تهدد الملاحة في هذا البحر.
وفي بحث مطول نشرته مجلة القوات البرية السعودية، تحدث العميد الركن خالد الشيبة بتحليل مطول عن إستراتيجية إسرائيل في البحر الأحمر القائمة على نظرية الأمن والحدود الآمنة.
ويلفت إلى أن تل أبيب وبعد أن ضمنت الوجود المباشر في البحر الأحمر، انتقلت لوضع خطط تأمين في البحر ومنع أي تهديد لها منه، واستخدمت أنواعا مختلفة من الزوارق المسلحة بالصواريخ وقذائف الأعماق لمكافحة الغواصات
ويشير أيضا إلى أن حوالي نصف القوات الجوية الإسرائيلية (449 طائرة قتال) توجد قريبا من البحر الأحمر في قواعد النقب، وتقوم هذه القوات بدوريات وطلعات فوق هذا البحر حتى مدخله الجنوبي.
وبحسب الشيبة فإن قوات فرقة مدرعة إسرائيلية كبيرة توجد في المنطقة العسكرية الجنوبية قريبا من البحر الأحمر، وتعمل في مجالات الاستطلاع والمساحة وتخزين الأسلحة والعمل في البحر بالتعاون مع القوات الأميركية في المنطقة.
ونشر مدير وحدة البحوث في قسم السياسة والإستراتيجيات في المركز الأكاديمي المتعدد المجالات في هرتسليا الجنرال شاؤول شاي، تحليلا في صحيفة “إسرائيل اليوم” مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي أشار فيه إلى أهمية التطورات الأخيرة في البحر الأحمر من وجهة نظر تل أبيب.
يخلص شاي في مقاله إلى التأكيد على أن إسرائيل تفضل أن يبقى البحر الأحمر تحت تأثير “التحالف السني الذي تقوده السعودية ومصر، في مواجهة التهديدات الناتجة عن السيطرة الإيرانية عليه”.
ويذهب لاعتبار أن هناك مصالح مشتركة بين إسرائيل والتحالف السني في عدد من المواضيع الإستراتيجية، وعلى رأسها مقاومة الوجود الإيراني في البحر الأحمر والسيطرة عليه.
غير أنه يشير إلى ضرورة أن تبقي تل أبيب على خياراتها للتعامل مع سيناريوهات أخرى، ومنها مثلا توتر علاقاتها مع السعودية أو إحدى شريكاتها، وهو ما قد ينتج عنه وضع جيو إستراتيجي جديد.
وفي العلاقة مع “التحالف السني”، تنظر إسرائيل بعين الرضا لإعلان القاهرة التخلي عن جزيرتي تيران وصنافير، ومن ثم إعلان الرياض عن مشروع “نيوم” على حدودها الشمالية مع البحر الأحمر.
حيث كشفت وكالة بلومبيرغ الأميركية نقلا عن محللين إسرائيليين أنه لا يمكن إطلاق المشروع وربط نيوم بمدينة شرم الشيخ المصرية عبر جسر فوق البحر الأحمر دون موافقة إسرائيل، وهو ما قرأ فيه هؤلاء فرصة جديدة لتعاون إقليمي ترغب إسرائيل بتعزيزه مع البلدين اللذين يتمتعان بثقل كبير في العالم العربي.

مفاجأة جزيرة سواكن السودانية لحماية أمن البحر الأحمر.. ومباحثات عسكرية بين الدوحة والخرطوم
وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
أعلن وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، الثلاثاء 26 ديسمبر/كانون الأول 2017، أن السودان وتركيا وقعا اتفاقات للتعاون العسكري والأمني خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الخرطوم.
وفي مؤتمر صحفي مشترك في مطار الخرطوم، في ختام زيارة أردوغان التي استمرت ثلاثة أيام، تحدث غندور عن “اتفاقيات تم التوقيع عليها أمس الإثنين، من بينها “إنشاء مرسى لصيانة السفن المدنية والعسكرية”.
وأضاف أن “وزارة الدفاع السودانية منفتحة على التعاون العسكري مع أي جهة، ولدينا تعاون عسكري مع الأشقاء والأصدقاء، ومستعدون للتعاون العسكري مع تركيا”. وأضاف “وقعنا اتفاقية يمكن أن ينجم عنها أي نوع من أنواع التعاون العسكري”.
أمن البحر الأحمر
 من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، إنه “تم توقيع اتفاقيات بخصوص أمن البحر الأحمر”، مؤكداً أن تركيا “ستواصل تقديم كل الدعم للسودان بخصوص أمن البحر الأحمر”.
وأضاف تشاوش أوغلو، الذي تحدث بالتركية، وترجمت تصريحاته في المؤتمر الصحفي أن أنقرة مهتمة بأمن إفريقيا والبحر الاحمر. وقال “نحن مهتمون بأمن السودان وإفريقيا وأمن البحر الاحمر”.
ولا يعرف مدى تأثير الدخول التركي على خط التنافس على النفوذ في البحر الأحمر على الإستراتيجية الإسرائيلية هناك، وهي إستراتيجية اعتمدت على منع الخطر الإيراني وتعزيز العلاقات مع ما تصفه بـ”التحالف السني”.
المراجع.
تطور الاستراتيجية الإسرائيلية في القرن الأفريقي والبحر الأحمر) – محمد النحال وفارس النعيمي- مركز الراصد للدراسات.(أهمية مضيق باب المندب في التاريخ الحديث والمعاصر)
الدكتور/ قصي كامل صالح شبيب- مركز الدراسات والبحوث اليمني (اليمن والبحر الأحمر)
المستشار/ حسين علي الحبيشي صحيفة (البلاغ) اليمنية
مدير وحدة البحوث في قسم السياسة والإستراتيجيات في المركز الأكاديمي المتعدد المجالات في هرتسليا الجنرال شاؤول شاي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى