لايف ستايل

كيف يؤثر الاكتئاب على شهيتنا للطعام؟ ومتى يجب أن نتوجه إلى الطبيب؟

غالباً ما يرتبط الاكتئاب بتغيير في كميات الطعام التي نتناولها يومياً، فالبعض يتعرضون لفقدان الشهية، ومن ثم فقدان الوزن، بينما تزيد رغبة آخرين في تناول الطعام بشكل كبير، وعموماً تعتبر هذه العلامات واحدة من أكثر علامات الاكتئاب شيوعاً.

فإما أن يندفع مرضى الاكتئاب لتناول الطعام، وهو الأمر الذي يسميه الأطباء “الأكل العاطفي” الذي يهدف إلى إشباع مشاعرهم بدلاً من أجسادهم، وإما أن يفقد المريض الاهتمام بالطعام كما يفقد الاهتمام بكل ما حوله.

فما هي العلاقة بين الاكتئاب والشهية؟ ومتى يجب اللجوء إلى الطبيب؟ وهل توجد حِميات غذائية معينة تساعد على تجاوز الاكتئاب؟

يقول غاري كينيدي، مدير قسم الطب النفسي في مونتيفيوري ميديكال بنيويورك: “يمكن أن يكون فقدان الشهية علامة مبكرة على الاكتئاب أو تحذيراً من انتكاسة المصابين بالاكتئاب الذين بدؤوا يتعافون مؤخراً. من ناحية أخرى، لا يستطيع بعض الأشخاص التوقف عن تناول الطعام عندما يكونون مكتئبين”.

“يمكن أن يكون التغيير المفاجئ في الوزن، سواء بالزيادة أو الخسارة، بمثابة تحذير من الاكتئاب، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من أعراض أخرى للاكتئاب، أو كانوا قد أصيبوا بالاكتئاب في وقت سابق”.

قد تكون التغييرات في عاداتك الغذائية مرتبطة بأعراض أخرى للاكتئاب، مثل التعب وفقدان الدافع إلى فعل أي شيء في الحياة.

“كثير من المصابين بالاكتئاب يفقدون كلاً من الطاقة والاهتمام بكل ما حولهم. ويمكن أن يشمل ذلك فقدان الاهتمام بالأكل”.

يقول الدكتور كينيدي: “قد يكون هذا صحيحاً بشكل خاص لكبار السن المصابين بالاكتئاب، الذين قد يفقدون الاهتمام بالطهي ولا يمتلكون الطاقة اللازمة لإعداد وجبات الطعام. وبالنسبة للآخرين، قد يكون الغثيان أحد أعراض الاكتئاب وسبباً لفقدان الشهية”.

في حين أن فقدان الشهية هو أحد أعراض الاكتئاب الشائعة، إلا أن مشاعر الحزن أو عدم القيمة يمكن أن تجعل بعض الناس بالمقابل يميلون إلى تناول الطعام بكميات أكبر.

تقول ديبرا جونستون، مديرة خدمات الطهي في Remuda Ranch، مركز علاج اضطرابات الأكل في ويكنبورغ، أريزونا: “يمكن أن يؤدي الاكتئاب أيضاً إلى الأكل العاطفي، وهو حدث شائع لا ترتبط فيه الحاجة إلى تناول الطعام بالجوع الجسدي”.

بدلاً من ذلك، الأكل العاطفي يكون استجابة للجوع العاطفي. عندما يأكل المرضى استجابة لمشاعرهم، تتم تهدئتهم بالطعام، لأنه يغير التوازن الكيميائي في الدماغ، وينتج شعوراً بالامتلاء أكثر راحة من المعدة فارغة، ويحسّن المزاج من خلال ارتباط الطعام الإيجابي مع الأوقات السعيدة”.

تختلف أعراض الاكتئاب لدى الأشخاص المصابين، لكن التغيير المفاجئ للشهية هو علامة شائعة للاكتئاب لا يجب تجاهلها. فيما يلي، علامات التحذير التي يجب أن تخبر طبيبك عنها في حال عانيت أياً منها:

·   تغير في الشهية مع أعراض أخرى، مثل الحزن أو الشعور الدائم بالذنب أو فقدان الاهتمام بالأنشطة التي تستمتع بها عادة، أو تغيرات في النوم أو أعراض الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الغثيان.

·  عندما تبدأ بتناول الطعام لتجنب التفكير في مشاكلك أو لتجنب مشاعرك أو عندما تزداد رغبتك في الطعام بشكل كبير حتى لو لم تكن جائعاً.

·  أي تغيير في عادات الأكل أو تغير كبير في وزنك يستلزم مراجعة الطبيب، خاصة إذا كنت قد عانيت من الاكتئاب بشكل مسبق. يحذّر كينيدي من أن “الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يمكن أن يتعرضوا لفقدان شديد للوزن، وهو الأمر الذي يمكن أن يشكل خطراً على صحتهم البدنية”.

قد تساعدك محاولة الالتزام بعادات الأكل المعتادة، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي، على التحكم في الاكتئاب.

يقول كينيدي: “لا يوجد نظام غذائي يعالج أو يمنع الاكتئاب السريري، لكن هناك أبحاث تُظهر أن بعض الأنظمة الغذائية أفضل من غيرها للاكتئاب”. لذا قد تساعدك نصائح التغذية التالية:

·  حِمية البحر الأبيض المتوسط. يقول كينيدي: “هناك بعض الأبحاث التي تدعم أن اتباع نظام غذائي على الطراز المتوسطي غني بالفاكهة والمكسرات والبقوليات وزيت الزيتون وقليل من الدهون المشبعة، يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب”.

·  الأحماض الدهنية أوميغا -3. تم العثور على هذه المواد في أسماك المياه الباردة وثبت أنها مهمة في وظائف الدماغ. تُظهر بعض الدراسات أنها قد تعزز استجابة الشخص للأدوية المضادة للاكتئاب.

·  الفيتامينات والعناصر الغذائية. توضح جونستون: “تُظهر الأبحاث أن نقص العناصر الغذائية مثل فيتامين ب 12 وفيتامين ب 6 والتريبتوفان يمكن أن يكون له تأثير سلبي على المزاج. ومن ثم، فإن سوء التغذية الناتج عن فقدان الشهية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الاكتئاب”.

·  الدعم الغذائي. قد ترغب في التحدث إلى اختصاصي تغذية عن عاداتك الغذائية. تقول جونستون: “يمكن لخبير التغذية مساعدة شخص مصاب بالاكتئاب من خلال إنشاء خطة وجبات متوازنة من الناحية الغذائية تأخذ في الاعتبار الاحتياجات الفردية للمريض”. “على سبيل المثال، قد لا يكون لدى المريض المكتئب الطاقة أو الرغبة في تحضير الوجبة. سيأخذ اختصاصي التغذية بعين الاعتبار ذلك ويخلق قوائم تستخدم أطعمة سهلة التحضير”.

·  قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد والذين يعانون من فقدان الشهية مكملات غذائية؛ للمساعدة في منع فقدان الوزن ونقص المغذيات.

أخبِر طبيبك عن التغيرات الكبيرة في وزنك وأي أعراض أخرى للاكتئاب. إذا تم تشخيص إصابتك بالاكتئاب، فقد يعني التغيير في عادات الأكل أن اكتئابك يزداد سوءاً وأنه عليك البدء بخطة علاجية، لذا لا تهمل الإشارات التي سيرسلها لك جسدك وتحدثك عنها شهيتك. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى