آخر الأخبارالأرشيف

كيف يهيمن سلاح الجو الإسرائيلي على السماء؟How Israel’s Air Force Dominates the Sky

How Israel’s Air Force Dominates the Sky

ترى صحيفة “ناشيونال إنتريست” أن السلاح الجوي الإسرائيلي لعب منذ الستينات، ‏دورا محوريا في الدفاع عن إسرائيل، كما برهن على قوةِ مَداه الإستراتيجي، بمهاجمة أهداف حيوية من مسافة كبيرة.

وأوضحت الصحيفة، في سياق تقرير عبر موقعها الإلكتروني، أن هيمنة سلاح الجو الإسرائيلي تحققت عن طريق التدريب الفعال، إلى جانبا الاستفادة من ضعف خصومه، واتباع نهج مَرِنٍ للتصميم والتسليح، فقد حاول الإسرائيليون على مر السنين، اعتماد إستراتيجيات مختلفة لِمدِ القوات الجوية بالمقاتلات، من فرنسا والولايات المتحدة، إلى جانب صنع طائرات محلية.

قاعدة التكنولوجيا الإسرائيلية المبكرة
منذ نشأتها، كانت إسرائيل تقتني كل ما تحتاجه من الأسلحة من كل بائع متاح، بحسب تقرير الصحيفة، وهذا يعني أن الجيش الإسرائيلي استعمل في كثير من الأحيان معدات متنوعة، ومعظمها من مصنعين أوروبيين.

وبحلول أواخر الخمسينات، تمكنت إسرائيل من تأسيس علاقات تبادل أسلحة مع العديد من البلدان، لا سيما المملكة المتحدة وفرنسا، وقد ازدهرت العلاقة مع الأخيرة، ما ساهم في حصول إسرائيل على معدات عسكرية ذات تكنولوجيا عالية، بما في ذلك مقاتلات ميراج، التي‏ شكلت النواة الأساسية لسلاح الجو الإسرائيلي في “حرب الأيام الستة” عام 1967، حين دمرت إسرائيل، إلى حد كبير، سلاح جو الخصم في الساعات الأولى من المواجهات.

لكن مع ‏ فرض فرنسا حظر توريد الأسلحة على إسرائيل في عام 1967، أصبحت تل أبيب في مأزق، حيث احتاج الجيش الإسرائيلي إلى مزيد من المقاتلات، إلى جانب البحث على قدرات لم تكن متوفرة في “ميراج”، منها ضرب أهداف أرضية متوسطة المدى.

ووفقا لهذه الشروط، اعتمد الإسرائيليون، بحسب التقرير، إستراتيجية قديمة متمثلة في سرقة ما يحتاجونه لاستكمال هياكل الطائرات الموجودة لديها، والمخططات الفنية التي تمكنوا من حيازتها من خلال التجسس (ربما بتواطؤ من بعض المسؤولين الفرنسيين)، ما نتج عنه صناعة مقاتلتين من قبل وكالة الفضاء الإسرائيلي، هما “نِيشِر” و “كْفِيرْ”.

وقد استخدمت الثانية محركات أمريكية أقوى، ومنذ ذلك الحين يتم الاعتماد عليها كمقاتلةٍ رئيسيةٍ في سلاح الجو للجيش الإسرائيلي. إضافة إلى ذلك، يتم تصدير كلٍ منهما: فبينما، تُستخدمُ “نِيِشر” في الأرجنتين، يتم اعتمادُ “كْفِيرْ” في كولومبيا والإكوادور وسريلانكا.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن هذا الاستثمار ساهم في تطوير قطاع الطيران الإسرائيلي، الأمر الذي أثر سلبا على بقية محاورِ الاقتصاد الإسرائيلي، مع العلم أن الاستثمار المكثف للدولة في التنمية التكنولوجية العسكرية لا يؤدي دائما إلى تقدم الابتكار في مجال التكنولوجيا المدنية. ومع ذلك، كانت استثمارات الدولة ركيزة أساسية للتنمية في قطاع التكنولوجيا المدنية الإسرائيلية.

ورغم أن الكثيرين، ظنوا أن نجاح “كفير” سيمكن إسرائيل من أن تعتمد على نفسها في مجال تكنولوجيا الفضاء، ما يلغي الحاجة إلى الاعتماد على الدعم الأجنبي، إلا أن إسرائيل استمرت في الاستثمار في طائرات أجنبية.

وفي هذا الصدد أشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ في امتلاك مقاتلات إف-4 (F-4) فانتوم في أواخر الستينات، وإف-15 (F-15) إيغلز في منتصف السبعينات. ومع ذلك، لا تزال إسرائيل مدعومة بالنجاح النسبي لـ”كْفِيرْ”، مع أمل المزيد من التطوير في قطاع التكنولوجيا المتطورة، للوصول إلى تطوير الطائرة القتالية محلية الصنع.

وبدخول المقاتلة “لافي” في الخدمة، وهي تضاهي نظيراتها في كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، يعتقد بأن المزيج المتفاوت من المقاتلات سيفيد جدا، وأدى ذلك إلى مزيد تطوير “لافي”، المقاتلة الخفيفة متعددة المهام، يمكن أن تُكمِل إف-15 إيغلز، التي واصلت إسرائيل الحصول عليها من الولايات المتحدة.

وقد تمكنت “لافي” من سد الفجوة التي خلفتها هيمنة إف-16(F-16) فايبر، باحتوائها على بعض الأنظمة المرخص لها من قبل الولايات المتحدة، وهي تشبه طائرة إف-16 مع إعدادات مختلفة للجناح.

لكن بتقدم التكنولوجيا العسكرية، يتطلب تطوير “لافي” من الصفر (أو تقريبا من الصفر) استثمارات ضخمة من الدولة لطائرة لم تصل إلى جاهزية مقاتلة إف-16 المتفوقة. وعلاوة على ذلك، اتخذت الولايات المتحدة ضوابط تصدير أكثر صرامة من فرنسا.

وعلى الرغم من التفاؤل المبدئي بشأن احتمالات تصدير “لافي”، فإنه سرعان ما تبين للإسرائيليين أن الولايات المتحدة لن تسمح بتصدير مقاتلات تشمل مكونات أمريكية كثيرة، كما ساهمت إمكانيةُ منافسةِ “لافي” المباشرة ل إف-16 في تفاقمِ المشكلة.

في أغسطس 1987، أغلقت الحكومة الإسرائيلية مشروع “لافي”، ما تسبب في احتجاجات عمال وكالة الفضاء الإسرائيلية. كما باءت محاولة سياسية لإعادة إحياء المشروع بالفشل، وما كان على إسرائيل في نهاية المطاف إلا اقتناء عددٍ من مقاتلات إف-16. ورغم ذلك، ساعد وجود “لافي” في تجاوز حظر تصدير مقاتلات إف-22 رابتور من قبل الكونجرس الأمريكي، كما قامت إسرائيل بتبادل تكنولوجيا “لافي” (وبالتالي إف-16) مع الصينيين (ما أدى إلى ظهور دجاي-10 (J-10).

البدائل
بدلا من السعي إلى تصنيع مقاتلات خاصة بها، بدأت إسرائيل مؤخرا في تعديل المقاتلات، التي تشتريها من الولايات المتحدة. فكانت إف-15 أي (F-15I) بديلة عن إف-16 أي (F-16I)سترايك إيغل”، وهي أهم منصة للهجوم بعيد المدى بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلي.

كما بدأ سلاح الجو الإسرائيلي، بالفعل، في اتخاذ خطوات لجعل إف-35 (F-35 جوينت سترايك فايتر) أكثر ملاءمة للعمليات الإسرائيلية، التي تضم أيضا تعديلات للبرمجيات المتقدمة.

تواصل نجاح سلاح الجو الإسرائيلي، على الرغم من عدم تصنيع مقاتلة خاصة به. فقد ازدهر تطوير وتصدير مكونات للأغراض المنزلية، كذلك تصدير الذخائر وإلكترونيات الطيران. كما نجح أيضا في دخول سوق الطائرات دون طيار داخل إسرائيل وخارجها.

وعلى الرغم من فشل “لافي”، نجح قطاع الدفاع عالي التقنية لإسرائيل، حيث ترتكز السياسة الصناعية ‏ لإسرائيل على الاستثمار في الابتكارات التكنولوجية العالية، التي تدعم الدفاع الوطني والنمو الاقتصادي.

وتعتمد إستراتيجية إسرائيل الفضائية الحالية على قوة العلاقة مع الولايات المتحدة، من حيث إتاحة المنصات، والتنمية التكنولوجية المتبادلة. ولحسن الحظ بالنسبة لإسرائيل، لا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأن التحالف مع الولايات المتحدة سيتلاشى في أي وقت قريب.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى