منوعات

لأهميته أو ترتيبه؟ لهذه الأسباب العلمية لا ننسى الحب الأول

ماذا في الحب الأول يجعله لا
يُنسى؟ وما الذي يميز الوقوع في الحب لأول مرة، لدرجة أن معظم الناس يصفونه بأنه
تجربة لا تُنسى. 

فهو غالباً ما يكون في فترة
المراهقة والشباب المندفع، لا يتمحور حول أسس ناضجة أو توافق فكري، أو حتى أسباب
منطقية، ولكن لماذا لا يغادر الذاكرة؟

للوصول إلى الإجابة عن هذا السؤال الذي كثيراً ما يُطرح، تواصلت صحيفة Times of India مع عدد قليل من الأشخاص في منتصف الثلاثينيات من العمر، وسألتهم هل ما زالوا يتذكرون حبهم الأول. 

ديباك كاشياب، ناشط سياسي وخبير تواصل، تزوج من صديقته بعد قصة حب دامت عاماً. 

لم تكن حبه الأول، وتزوّجا
عندما كان كلاهما في أواخر العشرينيات من العمر ويعيشان معاً في سعادة منذ عقدٍ من
الزمان.

وعندما سُئِل ديباك عن حبه
الأول، أجاب دون أي تفكير قائلاً: «كان ذلك منذ وقت طويل! كنت في السنة
الأولى من دراستي الجامعية وكانت تسبقني في الدراسة. وبما أننا كنَّا ندرس العلوم
السياسية أصبحنا أصدقاء عندما بدأت تلقي المساعدة منها للحصول على ملاحظات. وبعد
عامٍ، استجمعت ما يكفي من الشجاعة لإخبارها عن إعجابي بها، وقالت ما توقعه معظم
أصدقائي بالفعل. قالت لي إنها لا يمكنها الوقوع في حبي أبداً وإن فرق السن بيننا
سيجعل وقوعها في حبي مستحيلاً أيضاً. كان قلبي مفطوراً، ولكنني تجاوزت الأمر بعد
عام أو اثنين». 

ومن المثير للاهتمام أن ديباك وقع في الحب من جديد مرتين، لكنه لا يتذكر هاتين التجربتين بوضوح، مثلما يتذكر حبه الأول.

على عكس ديباك، الذي وقع في الحب لأول مرة عندما كان في الكلية، يصيب سهم كيوبيد الكثير من الناس عندما يكونون في المدرسة.

تلعب براءة الشباب والرغبة في
تجربة الحب لأول مرة دوراً مهماً هنا. 

لم تتمالك أنورادا باغافاتي،
وهي أم لطفلين، نفسَها من الضحك عندما مزحت بشأن الوقوع في الحب خلال مرحلة
المدرسة. 

وقالت أنورادا: «كنت في الصف الثامن، وكنا ننتمي إلى مجتمع محافظ بشدة. كان يسبقنا في الدراسة، واعتادت صديقاتي على مضايقتي باستمرار، ويقلن لي إنني أحمرّ خجلاً كلما رأيته. وعلى الرغم من اعتراضي بشدة على كلامهن كنت أعلم أن قلبي يدق بسرعة كلما رأيته في ملعب المدرسة أو يمشي في الممر. وفي حفل وداعهم، غنى أغنية، وحينها أدركت كم كنت غارقةً في حبه. كانت تلك آخر مرة رأيته فيها، وللأسف لم أستجمع شجاعتي قط لإخباره بمشاعري. مرّت ثلاثون سنةً، لكني ما زال بإمكاني تذكر الأغنية جيداً».

تكون أي تجارب جديدة في
الحياة، سواء كانت الوقوع في الحب لأول مرة، أو قيادة سيارة، صعبةَ النسيان. 

وهذا هو أحد أسباب بقاء تجربة
الحب الأول معنا لوقت طويل بعد نهايته. 

السبب الآخر علمي بحت، بحسب
علماء، فإن قرن آمون (الحُصين) هو تلك المنطقة في المخ المسؤولة عن التجارب
الجديدة والذكريات، وتعلم أشياء جديدة، ولديها هذه القدرة الفريدة على اكتشاف
التجارب والصور النادرة والجديدة. 

ووفقاً للأبحاث، تختلف
التجارب أو المعلومات الجديدة عن غيرها من المعلومات المألوفة؛ مما يسهل على الشخص
تذكر أي شيء مر به لأول مرة.

وقدمت دراسة مشوقة نُشِرت في
مجلة Neuron العلمية أدلة على أهمية الذكريات العاطفية، مثل إثارة الوقوع في
الحب لأول مرة أو نشوة القبلة الأولى، وكيف تؤدي هذه الذكريات إلى تحفيز أجزاء
مختلفة من الدماغ -بما فيها قرن آمون- أكثر من الذكريات اليومية العشوائية.

لذلك، إذا كنت لا تزال تتذكر
حبك الأول كأنه حدث أمس فقط، فتذكر أنها ليست عواطفك فقط التي تُبقي ذكرياتك حية.

هناك جزء نشط في دماغك يعمل
جاهداً على الأرجح للاحتفاظ بهذه الذكريات مدى الحياة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى