آخر الأخبارالأرشيف

لأول مرة في تاريخ آل سعود.. الجنرال السعودي أنور عشقي في زيارة علنية لإسرائيل مع وفد سعودي

كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن زيارة قام بها الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي إلى إسرائيل، للقاء كلَ من مدير عام وزارة الخارجية “دوري غولد” ومسؤول التنسيق الأمني في الضفة الغربية المحتلة “يوآف مردخاي” في فندق “الملك داود” في مدينة القدس المحتلة.

وتقول الصحيفة في تقريرها إن عشقي زار إسرائيل برفقة ببعثة أكاديمية ورجال أعمال سعوديين، التقوا خلال الزيارة الحميمة بمجموعة من أعضاء الكنيست، بهدف “تشجيع الخطاب في إسرائيل حول مبادرة السلام العربية”، كما أوردت الصحيفة.

وكان العشقي قد شغل سابقًا عدة مناصب رفيعة في الجيش السعودي، وفي وزارة الخارجية السعودية، ويشغل اليوم منصب رئيس مركز أبحاث في المملكة العربية السعودية. وقد التقى العشقي، عام 2015، بدوري غولد، في معهد للأبحاث في واشنطن، في حفل رسمي، ليظهر اجتماعهما على الملأ. كما اجتمع الوفد السعودي بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وقيادات فلسطينية.

والتقى الوفد السعودي بشخصيتين رسميتين، كما نقلت صحيفة “هآرتس”، لكل منهما موقعه المؤثر. الأول هو المدير العام لوزارة الخارجية، دوري غولد، والثاني منسق شؤون الاحتلال للمناطق الفلسطينية المحتلة، اللواء يوآف مردخاي. والتقى الوفد أيضاً بأعضاء في الكنيست ينتمون إلى العديد من كتل المعارضة الإسرائيلية.

ويبدو أن الزيارة جمعت بين مسألتين: الأولى، مبادرة سعودية في مسار الارتقاء بالعلاقات العلنية بين الطرفين، والثانية أن الوفد لا يحمل صفة رسمية. لكن هذه الصفة لا تنفي حقيقة أن “الزيارة استثنائية، خاصة أنها لا يمكن أن تحصل من دون مصادقة من الحكومة السعودية”، كما أوضحت صحيفة “هآرتس”.

وكان عشقي قد وصل إلى الأراضي المحتلة، في بداية الأسبوع الجاري، والتقى في رام الله مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وآخرين في القيادة الفلسطينية، قبل أن يتوجه للقاء غولد ومردخاي.

والتقى أمس أيضا مجموعة من أعضاء الكنيست من المعارضة. وأشارت “هآرتس” إلى أن من بين الذين نظموا اللقاء عضو الكنيست عن حزب “ميرتس”، عيساوي فيرجى، وشارك أيضاً أعضاء كنيست من كتلة المعسكر الصهيوني الذي يرأسه، يتسحاق هرتسوغ، وميخال روزين، عن كتلة “ميرتس”. ونقلت “هآرتس” أن عشقي والوفد المرافق له التقوا يوم الثلاثاء الماضي رئيس كتلة “يوجد مستقبل”، يائير لابيد. وكان من المفترض أن يضم اللقاء أيضاً عضو الكنيست عوفر شيلح، ويعقوب بيري، لكن ترتيب جدول الأعمال لم يسمح بذلك.

وأوضح فيرجى منسق اللقاء، أن “السعوديين يريدون الانفتاح على إسرائيل، وهذا مسار استراتيجي من ناحيتهم”. ونقل عن المسؤولين السعوديين، وفق “هآرتس”، قولهم إنهم يريدون إكمال ما بدأه الرئيس المصري السابق، أنور السادات، وأنهم يريدون الاقتراب من إسرائيل، وهذا ما يشعرون به بشكل بارز. وأضافت الصحيفة نقلاً عن أعضاء كنيست شاركوا في اللقاء، أن أعضاء الكنيست اقترحوا على عشقي دعوة أعضاء كنيست يؤيدون “المبادرة العربية للسلام” للقاء به في السعودية.

وخلال اجتماعه بأعضاء الكنيست تحدث عشقي عن علاقته بالمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، كما نقلت “هآرتس”، وذكَّرهم بأن الأخير أصدر كتاباً قبل عقد من الزمن يهاجم فيه السعودية تحت عنوان “مملكة الشر”، وأشار عشقي إلى أن المسؤول في الخارجية الإسرائيلية اعتذر منه في خلال اللقاءات، وقال إنه كان مخطئاً في بعض ما كتبه، وشدد على أنه يريد تعزيز العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

يُذكر أن عشقي سبق له أن التقى علناً المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، في حزيران العام الماضي في معهد بحوث في واشنطن. ومن المعروف أنه شغل مناصب مختلفة في الجيش السعودي، وعمل في وزارة الخارجية، فيما يرأس حالياً المعهد السعودي للدراسات الاستراتيجية.

ويشار إلى أنه عُقد أكثر من لقاء علني بين مسؤولين سعوديين ومسؤولين إسرائيليين، من ضمنها لقاء بين رئيس جهاز المخابرات السعودي السابق، الأمير تركي الفيصل، ووزير الأمن في حينه، موشيه يعلون، في فبراير العام الماضي، ولقاء آخر مع مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، اللواء يعقوب عميدرور، في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في مايو الماضي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى