آخر الأخبارالأرشيف

لا تنصدموا ..مدير جهاز الموساد الإسرائيلي الأسبق “أفراييم حليفي” اللقاءات الإسرائيلية السعودية “قديمة” وتعود إلى سبعينيات القرن الماضي

يوما بعد يوم تتكشف الوجوه وتسقط الأقنعة، وتظهر الحقائق كاملة أمام الشعوب. وهذه الحقائق مرتبطة بعلاقة الدول العربية مع الكيان الصهيوني، فالسعودية التي قادت في الظاهر سياسة رفض إسرائيل وعدم إقامة أي علاقات معها تحت أي مسمى، نجدها اليوم أقرب للحليف مع تل أبيب.
لقاءات سرية
وكشفت الوثائق التاريخية المستور عن اللقاءات السرية بين السعودية وإسرائيل، وكانت أولى تلك الخطوات ما قدمه الملك عبدالعزيز آل سعود في مؤتمر العقير عام 1922 عندما كتب تعهدا كتابيا لبرسي كوكس يقر فيه بأنه لا يمانع من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم كما تراه بريطانيا التي لا يخرج عن رأيها حتى تصبح الساعة. وحدث أول لقاء إسرائيلي سعودي في عام 1939 بلندن بين الأمير فيصل عندما كان وزيرا للخارجية ووفد يهودي كان يحضر مؤتمرا حول القضية الفلسطينية. لكن هذه المعلومات ظلت بلا راع رسمي إلى أن رفعت واشنطن صفة السرية عن عدد كبير من وثائق البيت الأبيض بينها واحدة بعنوان (الملفات السرية واشنطن وإسرائيل ودول الخليج).
توالت الاتصالات السرية بين الجانبين لعقود طويلة، إلى أن جاء وقت الإعلان عنها، وهو مرتبط بظهور جيل جديد من الشباب يحكم المملكة، وما كانت الترتيبات الأخيرة في المنطقة إلا تمهيدا للأرض أمام إطلاق العلاقات بين الرياض وتل أبيب بشكل علني. ومن هذه الترتيبات نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية، ما يخلق وضعية جديدة في البحر الأحمر، بما يخدم إسرائيل. وهو ما كشفت عنه صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية التي أشارت إلى أن الاتفاق المصري- السعودي حول جزيرتي تيران وصنافير، وموافقة تل أبيب عليه، يشير إلى استمرار الاتصالات والمصالح المشتركة ما بين السعودية وإسرائيل.
وكشف مدير جهاز الموساد الإسرائيلي الأسبق “أفراييم حليفي” أن اللقاءات بين المسؤولين الإسرائيليين والسعوديين “قديمة” وتعود إلى سبعينيات القرن الماضي.. حسبما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية.
وقال الكاتب الإسرائيلي في الصحيفة أمير بوغين إن لقاء حليفي مع الأمير تركي الفيصل الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات السعودية بنيويورك خلال ندوة عن أمن الشرق الأوسط ليس الأول من نوعه، مشيرا إلى أن حليفي فاجأ الجمهور حين كشف النقاب عن تحضيرات لأول لقاء سري شهدته العاصمة البريطانية لندن في سنوات السبعينيات بين كمال أدهم -الذي ترأس المخابرات السعودية قبل تركي الفيصل- ووزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك أبا إيبان، لكن اللقاء لم يعقد بصورة مفاجئة في اللحظات الأخيرة.
وأضاف بوغين أن لقاء هاليفي والفيصل أثناء الندوة التي نظمها منتدى السياسة الإسرائيلية في معبد يهودي بنيويورك الأسبوع الجاري يفتح الباب واسعا للحديث عن علاقات الرياض مع تل أبيب، ولا سيما في ظل استهدافهما المشترك لإيران. وبينما أصدرت السعودية نفيا لزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى إسرائيل جاء لقاء الجنرالين السعودي والإسرائيلي.
وقال هاليفي الذي قاد جهاز الموساد بين عامي 1998-2002، وترأس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وعمل مبعوثا سريا لرؤساء الحكومات الإسرائيلية للزعماء العرب إن اللقاء مع الفيصل جرى رغم أن دولتيهما لا ترتبطان بعلاقات دبلوماسية، وقد تحدثا معا أمام الجمهور الأميركي، وتناولا جملة من القضايا الخاصة بالشرق الأوسط كالصراع مع الفلسطينيين والاتفاق النووي مع إيران والحرب الدائرة في سوريا ووجود روسيا بالمنطقة.
وأشار الكاتب إلى أن الفيصل الذي ترأس جهاز المخابرات السعودية بين 1979-2001 وكان سفيرا في واشنطن ذكر أنها ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها ضباط أمن إسرائيليين، نافيا وجود اتصالات سرية وراء الكواليس بين السعودية وإسرائيل.
فوق الطاولة
وقال الفيصل إن هناك مصلحة مشتركة بين السعودية وإسرائيل ضد إيران، لكن أي تعاون بين الدولتين لن ينجح إلا بإيجاد حل للصراع مع الفلسطينيين، وعليه يجب إجراء أي مباحثات مشتركة فوق الطاولة وليس تحتها، مؤكدا أن إيران هدف مشترك للسعودية وإسرائيل، داعيا إلى حل القضية الفلسطينية في بادئ الأمر.
وأعرب الأمير السعودي عن امتنانه لوجوده لأول مرة في معبد يهودي، وتحدث عن أمله في ألا تكون الأخيرة مدافعا عن ظهوره العلني المتكرر مع مسؤولين إسرائيليين سابقين.
وكانت وكالات أنباء ووسائل إعلام ذكرت أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد زار إسرائيل سرا في سبتمبر/أيلول الماضي، وهو خبر سارعت وزارة الخارجية السعودية إلى نفيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى