تقارير وملفات

لا قدسية للفسدة ولا افلات من العقاب

لا احد فوق ارادة الشعب

صحفي ومحلل سياسي

    د /محمد رمضان 

نائب رئيس منظمة اعلاميون حول العالم 

في اعلام العار يركزون علي قدسية الجيش كمؤسسة منضبطة ويدعون انها الاكثر أهمية من باقي مؤسسات
الدولة كما يؤكد المقربون من النظام انها مفرخة الرؤساء ولا يقبل ان يخرج رئيسا من خارجها لحكم البلاد !

هذا الفكر العقيم يعود الي خمسينات القرن الماضي منذ انقلاب يوليو 1952 والذي وضع هذه المؤسسة علي 7راس الدولة وتسبب هذا الفكر في إطلاق يد عدد من. المهيمنين عليها في تدمير الحياة العامة وتقليص الحريات وتحويل مصر البلد الرائد في المنطقة الي بلد تابع مع مرور الوقت ،
فكان لسيطرة هذه المؤسسة التي يدعون انضباطها الكثير من النكبات والسقطات وادي ذلك الي إنحرافات لا حصر لها .
تناوب علي إدارة هذه المؤسسة عدد كبير من القيادات منهم الفاسد بطبعة ومنهم من تم إفساده ومنهم من طرد منها لانه لم يستطيع ان يحد من فسادها فاطاحوا به ليستمر الفساد ينخرها،
تمكنت هذه المؤسسة من السيطرة علي كل شيء في مصر واستخدمت اسلوب الضغط والابتزاز فدان لها حكم البلاد مع الإشادة ..
وعلي مر عقود توحشت هذه المؤسسة واصبحت تبتلع ثروات ومقدرات البلاد وتبيع وتتنازل عن ما تريد لمن تحب دون مسائلة او محاسبة ، فلا قانون يمنعها او يردعها .
عايشت جزء من فساد هذه المنظومة وشاهدت النكسة وتبعاتها وما ألت اليه من ضياع سيناء والقدس والضفه الغربية وغزة وسيطرة الصهاينة علي مرتفعات الجولان في حرب خاطفة استمرت ستة ايّام ،
احتاجت المنظومة الفاسدة لكي تنهار وتذهب بالبلاد الي المجهول “ستة ايّام فقط “
فهل هذه منظومة صحيحة بنيت علي قواعد وأسس كغيرها في دول العالم ؟
لقد ألت هذه المنظومة الي مجوعة من المتعطشين للسلطة وشهوتها فلم يجدوا ضوابط او قيود تحد من تصرفاتهم فكانت لهم اليد العليا في كل شيء “إعلام  قضاء تشريع “وتمكنوا من إخراس الشعب والأحزاب باستخدام القوة والقي بالمعارضين في غياهب السجون واذيقوا شتي ألوان العذاب علي يد جلادين نزعت منهم الرحمة ،
الهزيمة المذلة واحتلال الاراضي

وبعد موت عبد الناصر ووصول السادات للحكم اراد ان يحجم البعض ممن فاحت رائحتهم وفي نفس الوقت التخلص من المناوئين له فيما عرف “بثورة التصحيح”
ظن الجميع انها كذلك وكانت الإعدادات لخوض حرب ضد العدو المحتل هي الهدف الاسمي للمصريين الذين دفعوا من قوتهم وعرقهم لتوفير السلاح لتحرير الارض ، وفي هذه الفترة شهدت المنظومة العسكرية انضباط ملحوظ وكان القادة يتواجدون في جبهات القتال مع الجنود ومنهم من قتل اثناء حرب الاستنزاف اثناء قصف العدو علي موقع كان يتواجد بِه الفريق “عبد المنعم رياض ” وهذا كان نموزج للقيادة علي عكس ما كان عليه القادة في عهد “عبد الناصر “
وبعد سنوات قليلة استطاعت المنظومة العسكرية استعادت زمام المبادرة بوجود عدد من القادة اصحاب الخبرات والسمعة الحسنة أمثال “الفريق سعد الدين الشازلي والفريق عبد الغني الجمسي ” وكان لهم دورا بارزا في إدارة حرب اكتوبر 1973.

انتهت الحرب الي ما انتهت اليه ودخلت القيادة السياسية في مفاوضات لوقف إطلاق النار وتثبيته ومرت بضع سنوات وفجأة اعلن عن مبادرة للسلام مع الكيان الصهيوني وذهب السادات الي هناك وبدا العد التنازلي لانهيار مصر وتدميرها بمعاهدة الاستسلام التي كبلت مصر ،
هلل الاعلام وطبل للسلام ..وكان السم في العسل لم نجني منه شيء بل خسرنا سيادتنا علي سيناء،
وجاء دور مبارك ليكمل ما بداه السادات واصبح التطبيع في كل شيء مع الصهاينة فأفسدوا الزراعة وتدهورت السلالات المصرية في كافة المحاصيل الزراعية وكشف عن كوارث لاحقة في استخدام مبيدات مسرطنة تم استيرادها من الكيان الصهيوني دمرت صحة المصريين ،ونالت الصناعة نصيبها من الخراب لصالح منتجات تم استيرادها من الصهاينة ليتم تدمير صناعة الغزل والنسيج ،
وكان لمعاهدة الاستسلام شروطا سرية لا يعلمها الا القليل وهي تحويل العقيدة القتالية للجيش المصري من مواجهة العدو الصهيوني الي توجيه سلاحه للداخل بحجة الحفاظ علي امن البلاد ، ومع مرور الوقت ترسخ الفساد في عهد مبارك واستحوذت المنظومة العسكرية علي الكثير من الامتيازات ومنها 1,3 مليار دولار سنويا من الحكومة الامريكية وتوسع نفوذ الجيش واصبح يشارك في مشاريع مدنية عبر جهاز الخدمة الوطنية والذي يضم عدد كبير من المهندسين المجندين والعاملين بالجهاز ولا يعلم احد عن حجم الاموال الي يحصلون عليها من خزينة الدولةً مقابل هذه الاعمال واصبح ميزانية القوات المسلحة من الأسرار المحرمة !
تعاظم دور الجيش وصار الحاكم الفعلي للبلاد وظهر ذلك عقب قيام ثورة يناير 2011 عندمًا ظن الجميع انهم ملائكة يعملون من اجل مصلحة الوطن واجبروا مبارك علي التخلي عن منصبه وتولوا تسير شئون البلاد في بيان التنحي الذي القاه عمر سليمان في 12 فبراير 2011 .

ظهر للجميع ان مطامع هاته المنظومة في حكم مصر لا حدود لها فقمعت كل تحرك ثوري يطالب بتسليم السلطة ومحاكمة قتلت الثوار فدبروا المجازر في التحرير والعباسية ومحمد محمود وماسبيروا واعتقلوا المئات وقتلوا العشرات ولم يحاسبهم احد ،

ونهب الاحتياطي النقدي وهربت أموال بالمليارات الي خارج البلاد بمعرفتهم وتحولت مصر الي مغنم لهم وساحة للتجارب ،
وعندما اشتد عليهم الخناق قرروا التخلي موقتًا عن السلطة وأجريت انتخابات رئاسية فاز فيها الدكتور محمد مرسي رحمة الله عليه وبدات المناورات الخبيثة للعصابة المجرمة ،
إنتطرونا للمقال بقية في الاسبوع القادم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى