آخر الأخبار

لبنانيون يدعون لانتفاضة لا تتوقف للإطاحة بزعمائهم السياسيين وسط غضب عام جراء الانفجار المدمر

اقتحم متظاهرون وزارتي الأشغال والمهاجرين وسط بيروت بينما واجه آخرون قوات الأمن اللبنانية بالحجارة قرب البرلمان الأحد 9 أغسطس/آب 2020 في ثاني يوم من الاحتجاجات المناهضة للحكومة بعد الانفجار المروع الذي وقع الثلاثاء الماضي وقتل العشرات وأصاب الآلاف.

مراسل لرويترز قال إن المئات يتدفقون على ساحة رئيسية كان بها أمس السبت آلاف المحتجين اللبنانيين الغاضبين من النخبة السياسية التي يلقون عليها باللوم في تفاقم مشكلات البلاد الاقتصادية والسياسية.

وقال نيسان غراوي وهو متظاهر عاطل عن العمل “نريد تدمير الحكومة والقضاء عليها. لم يوفروا لنا لا وظائف ولا حقوق”.

  لبنانيون دعوا الأحد 9 أغسطس/آب 2020، إلى انتفاضة لا تتوقف، للإطاحة بزعمائهم السياسيين، وسط غضب عام جراء الانفجار المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي في بيروت، في حين قال بطريرك الموارنة إن على الحكومة أن تستقيل.

 المتظاهرون طالبوا الحكومة بالاستقالة بسبب ما وصفوه بالإهمال الذي أدى إلى انفجار الثلاثاء. وتحول الغضب إلى مشاهد عنف في وسط بيروت يوم السبت.

 الانفجار أدى إلى مقتل 158 شخصاً وإصابة أكثر من 6 آلاف، ودمر أجزاء من المدينة، وفاقم الانهيار الاقتصادي والسياسي الذي يواجهه لبنان.

 إيلي يزبك، مدير شركة أزياء دُمر مقرها المكون من عشرة طوابق في الانفجار، قال “انظر إلى هذا، لقد أعادنا هذا 50 عاماً إلى الوراء، نواجه أزمة تلو أزمة في لبنان، حان الوقت للحكومة كي تتنحى، وتسمح لمن تتوفر لديهم القدرة بإدارة شؤون البلاد”.

آلاف اللبنانيين قاموا بتنظيم تظاهرات غاضبة وسط #بيروت رفضاً للطبقة السياسية وللمطالبة بمحاكمة متسببي #انفجار_المرفأ.. ??

#لبنان pic.twitter.com/GqBILmKr1U

 البطريرك بشارة بطرس الراعي، رأس الكنيسة المارونية، قال إن الحكومة يجب أن تستقيل إن لم تستطع تغيير “طريقة حكمها”.

 أضاف في قداس الأحد “استقالة نائب من هنا ووزير من هناك لا تكفي، بل يجب تحسُّساً مع مشاعر اللبنانيين، وللمسؤولية الجسيمة الوصول إلى استقالة الحكومة برمتها، إذ باتت عاجزة عن النُّهُوض بالبلاد، وإلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، بدلاً مِن مجلسٍ بات عاطلاً عن عمله”.

على وقع التظاهرات الغاضبة أعلنت زيرة الإعلام منال عبدالصمد أنها تقدمت باستقالتها، الأحد، وعزت ذلك إلى الانفجار وإخفاق الحكومة في تنفيذ إصلاحات.

 الوزيرة أضافت في مؤتمر صحفي “أعتذر من اللبنانيين الذين لم نتمكن من تلبية طموحاتهم. التغيير بقي بعيد المنال، وبما أن الواقع لم يطابق الطموح، وبعد هول كارثة بيروت أتقدّم باستقالتي من الحكومة”.

غضبة السبت: احتجاجات السبت أكبر تعبير عن الغضب، منذ أكتوبر/تشرين الأول، عندما خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع احتجاجاً على الفساد وسوء الحكم والإدارة.

 نحو عشرة آلاف شخص تجمّعوا في ساحة الشهداء، التي تحوّلت إلى ساحة قتال في المساء بين الشرطة والمحتجين، الذين حاولوا إسقاط حاجز على الطريق المؤدي إلى البرلمان. واقتحم بعض المتظاهرين وزارات حكومية وجمعية مصارف لبنان.

 المتظاهرون تحدوا قنابل الغاز المسيل للدموع التي أُطلقت عليهم بالعشرات، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة والمفرقعات، ما استدعى نقل بعض أفراد الشرطة إلى سيارات إسعاف للعلاج من الإصابات التي لحقت بهم، ولقي شرطي حتفه، وقال الصليب الأحمر إن أكثر من 170 شخصاً أصيبوا.

 يونس فليتي (55 عاماً)، وهو عسكري متقاعد، قال “الشرطة أطلقت النار علي، لكن ذلك لن يمنعنا من التظاهر حتى تتغير الحكومة بكاملها”.

وعلى مقربة، جلس فني إصلاح السيارات صابر جمالي في ساحة الشهداء، قرب هيكل خشبي يتدلى منه حبل مشنقة، في تحذير رمزي لزعماء لبنان، بأنهم إن لم يستقيلوا فسيواجهون الشنق. وقال “كل زعيم يقمعنا يجب أن يشنق”. وأضاف أنه سيتظاهر من جديد، وتمركز جنود في سيارات مزودة برشاشات قرب ساحة الشهداء، اليوم الأحد.

 المحامية مايا حبلي قالت وهي تتفقد المرفأ المدمر، حيث وقع الانفجار “يجب على الناس النوم في الشوارع والتظاهر ضد الحكومة إلى أن تسقط”.

 رئيس الوزراء والرئاسة قال إن 2750 طناً من نترات الأمونيوم شديدة الانفجار، والتي تستخدم في صناعة الأسمدة والقنابل، تم تخزينها لمدة 6 سنوات دون مراعاة إجراءات السلامة في مستودع بالمرفأ. وقالت الحكومة إنها ستحاسب المسؤولين.

أحياء مدمرة: استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة سياسيين آخرين، اليوم الأحد، في مؤتمر للمانحين تدعمه الأمم المتحدة عبر الفيديو لجمع مساعدات طارئة من أجل لبنان.

ضرب الانفجار مدينة تعاني من أزمة اقتصادية وجائحة فيروس كورونا. وبالنسبة لكثيرين فقد كان ذلك بمثابة تذكير مروع بالحرب الأهلية، التي دارت رحاها بين 1975 و1990، وتسببت في تمزيق الأمة وتدمير مساحات شاسعة من بيروت، والتي أعيد بناء الكثير منها منذ ذلك الحين.

قال مارون شحادة “عملت في الكويت لمدة 15 عاماً في مجال الصرف الصحي، لتوفير المال وبناء محل لبيع الهدايا في لبنان، وقد دمره الانفجار، لن يتغير شيء حتى يغادر قادتنا”.ودمر الانفجار أحياء بأكملها.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى