لايف ستايل

لست بحاجة لمطهر الأيدي لمكافحة كورونا.. الآلة الإعلامية ضخمت الأمر أكثر من اللازم

زاد تفشي فيروس كورونا، ومع فوبيا الإصابة بالمرض وحالة الهلع التي أصابت الناس بدأ البعض في شراء مستلزمات للوقاية، منها مطهر الأيدي لمكافحة كورونا، لكن منها ما لن يحتاجوا إليه.

ومع ارتفاع عدد ضحايا فيروس
كورونا وتصاعد مستوى الذعر المحيط بالفيروس، أصبح العثور على مطهرات الأيدي أصعب،
إذ نفدت من معظم المتاجر.

حتى مطهرات الأيدي المباعة
بأسعار عالية جداً، إذ مجموعة من أربع زجاجات تباع بتكلفة تبلغ عشرات أضعاف
تكلفتها الأصلية

فالزجاجة التي تكلف حوالي 2.5
دولار أمريكي، يبيع أحدهم على أمازون عبوتين منها Purell بحجم 250 غراماً الواحدة
مقابل 79.99 دولار أمريكي.

وبرغم وعود أمازون بمتابعة الموقف وحذف الباعة الذين يبيعون مطهر الأيدي بأسعار مبالغ
فيها، كان لا يزال هذا العرض متاحاً حتى صباح الخميس، 5 مارس/آذار.

ولكن، بالنسبة لمن لا يمكنهم
العثور على مطهر أيد أو لا يمكنهم تحمُّل تلك الأسعار الخرافية، وبالنسبة لمن
يستخدمون مطهرات الأيدي باستمرار ولا يمكنهم العثور عليها.

حسب مجلة Rolling Stone الأمريكية.، فإنه لحسن الحظ، عدم العثورعلى مطهرات الأيدي لا يرقى لأن يكون أزمة حياة أو موت كما يعتقد البعض، لأن خبراء الصحة العامة والأحياء المجهرية يقولون إن الأيدي ليست مهمة كما يزعم البعض في مواجهة فيروس كورونا.

مطهرات اليد التي تحتوي على
الكحول تقتل الجراثيم عن طريق تعطيل الأغشية الخلوية الدقيقة لمختلف الكائنات
المجهرية، بما في ذلك العديد من الفيروسات. 

يقول جيمس سكوت، الأستاذ
بكلية الصحة العامة بجامعة تورنتو والمتخصص في المخاطر البيولوجية في أماكن العمل،
إنه ليست جميع الفيروسات تمتلك غشاء خارجياً، ويضرب المثال بفيروس
“نورو” الشهير الذي يسبب الإسهال ولا يمكن لمطهرات الأيدي قتل تلك
الفيروسات. 

وبالرغم من تباهي العلامات
التجارية الشهيرة لمطهرات الأيدي بكفاءتها في قتل الجراثيم، 99.9%، ظلت هناك حالة
من الجدل والنقاش في أوساط الصحة العامة حول كفاءة مطهرات الأيدي في قتل البكتيريا
المسببة للأمراض. 

يقول سكوت إنه كان
“متشككاً” في البداية بخصوص مطهرات الأيدي بسبب قابليتها على الاشتعال
وحوادث الانزلاق والسقوط التي تسببت فيها مطهرات محتوية على الكحول في المدارس
والمستشفيات.

لكنه بمرور الوقت، أصبح
التساؤل حول ما إن كانت مطهرات الأيدي فعالة كما تزعم الشركات؟

وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض
والوقاية منها، فإن أكثر طريقة فعالة في محاربة فيروس كورونا هي استخدام المياه
والصابون
لغسل الأيدي و/أو مطهرات الأيدي الكحولية. 

تقول الدكتورة كريستي
وجيوودا، رئيسة قسم الميكروبيولوجي الإكلينيكي بجامعة مركز فيرمونت الطبي، إن
“تنظيف الأيدي بمطهرات اليد لن يضر، ولكن لا أعتقد أنها الخطوة المطلوبة بشكل
أساسي في مكافحة فيروس كورونا. من بين الوسائل التي ذكرتها إرشادات مراكز مكافحة
الأمراض والوقاية منها، أقول إن غسيل الأيدي يأتي أولاً، ثم الحذر والامتناع عن
لمس الوجه ثانياً، وبعد ذلك يأتي استخدام مطهرات الأيدي”.

وتؤكد كريستي على أهمية غسل
الأيدي بالمياه والصابون (أو مطهر اليد في حالة عدم إمكانية غسل الأيدي بالطريقة
التقليدية) قبل ملامسة الوجه. وهذا لأن ملامسة سطح ملوث بالجراثيم والفيروسات غير
كافية لكي تصاب بالعدوى، يجب أن تنتقل تلك الجراثيم عبر الأغشية المخاطية للوجه،
مما يجعل تجنب ملامسة الفم والعينين والأنف من التدابير الوقائية بالغة الأهمية.

ويتفق سكوت على فكرة أن مطهر
اليد ليس مهماً في الوقاية من فيروس كورونا كما تزعم العديد من المنافذ الإعلامية
لأن الكحول يقتل الفيروس، ولكن يظل غسل الأيدي أكثر كفاءة وفعالية”

وعليه.. إذا كنت حقاً ممن
يعانون من رهاب الجراثيم، يمكنك عمل مطهر اليد الكحولي الخاص بكم منزلياً وأن يكون
بنفس الكفاءة، ولكن إذا كنت تستخدم الكحول وحده، سوف تتعرض بشرتكم لأضرار هائلة.

إذ إن أحد مشكلات وضع الكحول
على الأيدي هو أنه يؤثر على خلايا البشرة كما يؤثر على أغشية الجراثيم. لذا تعرض
البشرة المتكرر للكحول، حتى إذا كان مخففاً، سوف يتسبب في تشقق البشرة على المدى
الطويل”

 ووجود جروح مفتوحة
ونازفة على الأيدي يجعلها عرضة لنقل الأمراض البكتيرية، التي قد تتسبب في مشكلات
أكبر من الفيروسات.

تسببت حالة الذعر في هذه
الضجة الإعلامية بخصوص مطهرات الأيدي، والكامامات حتى غير الواقي منها والتي لا
تحتوي على فلاتر مفيدة في منع الفيروس، فإن لم يكن لديك 50 دولاراً إضافية لشراء
مطهر يد، لا بأس، لن تموت.

 استخدام المياه
والصابون كاف وفعال، بل وأفضل حتى من مطهر الأيدي

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى