سيدتي

لماذا حظر كورونا ليس وقتاً مناسباً للفطام أو للاستغناء عن الحفاضات؟!

من
خلال متابعتي لعدة مجموعات خاصة بالأمهات على فيسبوك لاحظت أن الكثيرات اتخذن قرار
الفطام أو قرار خلع الحفاضات. للأسف هذه قرارات في غير وقتها، وإليكم الأسباب.

المقصود
بالفطام هنا هو قطع علاقة الطفل/ة بالثدي أو الببرونة أو التيتينة (السكاتة). قبل
اتخاذ قرار الفطام، علينا أولاً أن ننظر للأمر من منظور الأطفال.

الرضاعة
لا تمثل فقط مصدراً للطعام، لأن الطفل بالفعل بدأ يستكشف الطعام الخارجي من عمر
ستة أشهر. الثدي أو البيبرونة أو التيتينة تمثل للطفل مصدراً للأمان وفرصة للمص،
الذي هو احتياج غريزي للطفل منذ الولادة وقد تستمر حتى العام الثالث. ذروة
الاحتياج للمص تكون في العام الثاني، وتبدأ في الاختفاء تدريجياً من بعد عامين
ونصف.

بغض
النظر عن رأيي السلبي في التيتينة وتأثيرها على شكل فك وأسنان الطفل، إجبار الطفل
على التخلي عنها مثله مثل إجباره على التخلي عن الرضاعة، سواء كانت طبيعية أو
صناعية. سوف يلجأ الطفل إلى مص أحد أصابعه أو مص لعبة من لعبه أو مص طرف الوسادة
أو البطانية، مما يعرضه للأمراض.

أصعب
ما في مرحلة الفطام هو كسر العادات والهروب من الذكريات. كلما نظر الطفل إلى شيء
أو مكان يذكره بالرضاعة سيرغب في الثدي أو الببرونة.
كلما وجد الطفل أمه جالسة، سيتذكر الرضاعة وسيرغب فيها. كلما
شعر الطفل بالملل أو الخوف أو الألم سيرغب في الرضاعة أو مص التيتينة.

لينجح
الفطام بأقل خسائر، يجب أن يكون الطفل مستعداً نفسياً
وأظهر استغناءً كبيراً عن الرضاعة أو التيتينة. يظهر هذا الاستغناء النفسي بوضوح
في الأيام التي يكون الطفل مشغولاً فيها بشيء ممتع كالخروج إلى النادي أو مكان
مفتوح آخر، أو أثناء اللعب بشيء يستغرقه عقلياً مثل محاولات العجن وتكوين أشكال
بالصلصال أو المكعبات.

من
بعد الاستعداد النفسي، لينجح الفطام، يجب كسر حلقة الذكريات. الخروج من المنزل
(مكان الذكريات) طوال اليوم في مكان يتيح للطفل اللعب والجري
والاستمتاع لمدة ثلاثة أو أربعة أيام متواصلة سيتمم عملية الفطام عن الثدي أو
الببرونة أو التيتينة.

أعداء
الفطام السلس هم الإجبار والملل والمرض.

لهذه
الأسباب، اختيار توقيت الحظر لفطام الطفل هو اختيار سيئ.

قرار
الاستغناء عن الحفاضات ليس قرار الأهل! هل تعلم/ين حجم مثانة الطفل؟ هل تعرف مدى
وعيه وإدراكه؟ هل فكرت في نفسيته وما تمثل له الحفاضة؟

الحفاضة
هي مصدر من مصادر الأمان للطفل مثلها مثل الرضاعة والحضن. أصعب ما في مرحلة
الاستغناء عن الحفاضة بالنسبة للطفل هو فراق البراز. نعم! الطفل يخاف أن يتخلى عن
فضلاته.

الطفل
ليس كلباً سوف يتم تدريبه على قضاء حاجته خارج المنزل. لا يمكن تدريب الطفل على
استخدام التواليت! الشخص البالغ لا يمكن أن “يجعل” الطفل يفعل شيئاً هو
ليس مستعداً له أو لا يرغبه.

لا
يمكنك “غصب” طفل على المشي إذا لم تكن عظامه وعضلاته وجهازه العصبي
مستعدة لذلك! كل ما يمكنك أن تفعله هو إعداد بيئة صديقة للطفل تساعده على اتخاذ
هذه الخطوة حينما يكون مستعداً.

الأطفال
مختلفون في قدراتهم وفي نموهم. “إرغام” الطفل على قلع الحفاضة والجلوس
على التواليت سوف يسبب مشاكل عديدة منها توتر العلاقة بين الأهل والطفل وإصابة
الطفل بإمساك مزمن لأسباب نفسية وإصابته برغبة في التبول كلما تعرض لضغط نفسي.

عندما
يقرر الأهل إجبار الطفل على التخلي عن الحفاضات، تبدأ رحلة العذاب بالعنف الجسدي
واللفظي لمدة عدة أشهر حتى يتخلى الطفل عن الحفاضة. نتيجة هذا الأسلوب تكون العديد
من الانتكاسات في الصباح وضعف شديد في السيطرة على المثانة أثناء النوم.

بعض
الأطفال يمكنهم التخلي عن الحفاضة في عمر عامين، والبعض الآخر قد لا يستطيع القيام
بهذه الخطوة قبل أربعة أعوام، وهناك حالات تتأخر حتى ست سنوات – كل طفل وفقاً
لقدراته!

1) هل تبقى الحفاضة جافة على الأقل لمدة ساعتين؟ هذا معناه أن مثانة الطفل قادرة على الاحتفاظ بالبول لمدة ساعتين كبداية.

2) هل يوجد وقت محدد للتبرز؟ عادة التبرز مرة واحدة في اليوم في الصباح هي إشارة جيدة إلى أن الطفل مستعد.

3) عندما ينام الطفل في الظهيرة أو في المساء، هل تبقى الحفاضة جافة؟ إذا كانت الإجابة لا فهذا معناه أن المثانة لم تنمُ بالشكل المطلوب.

4) هل الطفل متحمس للفكرة؟ إذا كانت الإجابة بكاء شديداً وكثيراً، عليك بتأجيل هذه الخطوة.

5) هل يستطيع الطفل خلع ملابسه وحده؟ هل يستطيع رفعها وحده؟ هذا النوع من الاستقلال يساعد الطفل في التخلي عن الحفاضة.

6) هل يفهم الطفل المطلوب؟ أحياناً لا يفهم الطفل المهمة المطلوبة منه، لذلك يجب عليك شرح المطلوب للطفل ومساعدته على فهمه، والتأكد من فهمه قبل أن تتوقع التنفيذ.

7) هل يتكلم الطفل؟ هل يمكنه قول “بيبي” أو “كيكي” للتعبير عن رغبته في قضاء حاجته؟ إذا كانت الإجابة بالنفي، فالطفل ليس مستعداً.

8) بالإضافة للتعبير عن رغبة التبول والتبرز، هذه أشياء يجب أن يتقنها الطفل قبل الاستغناء عن الحفاضات: خلع الملابس وارتداؤها. التشطيف بالماء واستخدام المناديل الورق في التنشيف. غسل اليدين بعد الانتهاء.

9) في البداية سوف يحتاج الطفل المساعدة في العديد من هذه المراحل، ولكنها جزء مهم من تعليم الطفل كيفية العناية بنظافته الشخصية عند الاستغناء عن الحفاضات.

10) سوف يحتاج الطفل بعض الوقت للاعتياد على مشاعر الرغبة في قضاء الحاجة وسوف تحدث حوادث. عليك بالصبر والتشجيع والتنقل بالعديد من أطقم الغيارات.

لا
أحتاج أن أذكركم أن تتركوا بضعة أشهر على الأقل بين الفطام والاستغناء عن الحفاضات
حتى لا تختل نفسية الطفل.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى